السماح بضرب العمق الروسي.. خبراء: لن يحدث تغييرا جذريا في المعركة

تعطيل النجومتعطيل النجومتعطيل النجومتعطيل النجومتعطيل النجوم
 


افراسيانت - في تطورٍ جديدٍ للحرب الروسية الأوكرانية، أعلن حلفاء كييف موافقتهم على السماح لها باستخدام الأسلحة التي زودوها بها لضرب أهداف داخل روسيا، في ظل شروط معينة، إذ إنه رغم أن هذه الخطوة التي جاءت متأخرة، قد تفتح المجال أمام أوكرانيا لتوجيه ضربات قوية في العمق الروسي، إلا أن خبراء يشككون في قدرتها على إحداث تغيير جذري في مسار المعركة المُستمرة منذ أكثر من عامين.


يشير كير جايلز، الخبير في معهد تشاثام هاوس، إلى أن هذه الخطوة ستمنع روسيا من الاستفادة من تلك المناطق التي كانت تستخدمها لإعداد وشن هجماتها.


على الرغم من الفوائد المًحتملة، إلا أن "جايلز" انتقد التأخر الكبير في اتخاذ هذا القرار، قائلًا: "لقد جاءت هذه الخطوة متأخرة جدًا، حيث كان يجب اتخاذ قرار كهذا منذ أكثر من عامين"، مشيرًا إلى أن التأخير يأتي من جانب الولايات المتحدة والبطء في اتخاذ القرارات الحاسمة.


وتأتي هذه التطورات في وقت تواجه فيه أوكرانيا نقصًا حادًا في الذخيرة والقوى البشرية، وفقًا لما ذكره الخبراء.


على الرغم من ذلك، أشار ألكسندر ليبمان، أستاذ السياسة الروسية والشرق أوروبية بجامعة برلين الحرة، إلى أن السماح لأوكرانيا بضرب أهداف روسية سيعزز موقفها، إلا أنه من غير الواضح ما إذا كان ذلك سيغير مسار الحرب بشكل جذري.


وقال "ليبمان": "المنطق العسكري لمنح أوكرانيا هذه الصلاحية واضح، لكن هناك حدودًا هيكلية تواجهها أوكرانيا الآن، مثل نقص القوات والذخيرة، والتي ستظل تشكل تحديات كبيرة على الساحة القتالية".


 جون هاردي، نائب مدير برنامج روسيا في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات، يرى أن السماح لأوكرانيا باستخدام المدفعية والصواريخ الأمريكية لضرب القوات الروسية عبر الحدود هو "أمر بديهي".


وأضاف أن الصواريخ الغربية مثل ستورم شادو وأتاكمس، يُمكن أن تستهدف بعض القواعد الجوية الروسية التي تنطلق منها الطائرات لشن هجمات بالقنابل الانزلاقية، مما قد يساعد في تقليص التهديدات الجوية الروسية.


ومن المُرجح أن تواجه كييف صعوبات في الحصول على المعلومات الاستخباراتية اللازمة لتحديد وضرب الأهداف البعيدة داخل روسيا بسرعة.


في وقت سابق من هذا الشهر، نقلت صحيفة نيويورك تايمز عن مسؤولين أوكرانيين مجهولي الهوية قولهم إن أوكرانيا بحاجة إلى مزيد من المعلومات الاستخباراتية الفورية، وتحديد الأهداف داخل روسيا من حلفائها الأمريكيين والأوروبيين.


ومن غير الواضح ما إذا كانت الولايات المتحدة ستغير موقفها وتقدم معلومات استخباراتية لدعم مثل هذه الضربات.


في غياب هذا الدعم، ستكون قدرة أوكرانيا على استهداف الأهداف محدودة بالصور الملتقطة من الأقمار الاصطناعية ومراقبة الطائرات المُسيرة، وما يمكن أن يلاحظه المخبرون على الأرض، وهذا ليس التحدي الوحيد الذي تواجهه القوات الأوكرانية.


على العموم فانه ليس جديدا على حلف الناتو مثل هذا التوجه فهو يشارك بالاساس في الامدادات العسكرية ويقوم بمهمة تقل الاسلحة والمرتزقة ويشارك خبراؤه في تحديد الاحداثيات العسكرية للقوات الاوكرانية .


وبينما قد تفتح هذه الخطوة إمكانيات هجومية جديدة، فإن الخبراء يشككون في قدرتها على إحداث تغيير جذري في ميزان القوى، دون حل المعضلات الأخرى التي تواجهها أوكرانيا.


وسط تقارير تتحدث عن موافقة الرئيس الأمريكي جو بايدن للسماح لأوكرانيا بضرب العمق الروسي، باستخدام الأسلحة الأميركية، ترجح تقديرات أن تدفع الخطوة إلى مزيد من التعقيد في الصراع بين موسكو والغرب، في حين ستصل تلك التداعيات إلى منافسه اللدود في الانتخابات الرئاسية دونالد ترامب الذي تُقربه المؤشرات الراهنة من العودة للبيت الأبيض مجددًا.


وبحسب موقع بوليتيكو، فقد منحت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن "سرا" أوكرانيا، الإذن بضرب الداخل الروسي باستخدام الأسلحة الأميركية، في تطور جديد في النزاع الروسي الأوكراني.


وبحسب التقرير، رضخت الحكومة الأميركية للضغوط الأوكرانية، وأعطت "الضوء الأخضر" للجيش الأوكراني، لاستخدام الأسلحة الأميركية لقصف مناطق داخل روسيا، بالقرب من منطقة خاركيف فقط، حسبما قال مسؤول أميركي وشخصان آخران مطلعان.


ويعتقد مراقبون ومختصون في الشؤون الأمريكية، أن بايدن قد يؤجج الموقف مع روسيا التي ربما تُصعد من ردها بما يشمل "الأسلحة النووية التكتيكية"، بما يعني إنهاء أي تطلعات حالية للتوصل إلى صيغة سلام بين كييف وموسكو، كما يقطع بذلك الطريق على ترامب لتنفيذ "خطته الخاصة للسلام" ويعقد ملف السياسة الخارجية للولايات المتحدة في ولايته حال فوزه بالرئاسة.


يشير بعض الخبراء ان كييف تريد ان تصل الى اجتماع سويسرا الخاص باوكرانيا بوهم انها اذا ما ضربت العمق الروسي فانها ستحمل انتصارا ربما يدفع الغرب الى الاقتناع بانها يمكن ان تنتصر , هذا الوهم
 ومما لا شك فيه إن السماح باستخدام أسلحة أمريكية تصل للعمق الروسي ستؤدي لمشاكل جمّة لروسيا التي "لن تصمت وسيكون ردها عنيفا".


ويبدو أن موافقة بايدن هي "محاولة منه لزيادة شعبيته على وقع مشاكله الداخلية الراهنة، لكنه بذلك يقطع الطريف على منافسه ترامب الذي يضع إنهاء هذا الصراع على رأس أولوياته خاصة في ظل خلافه مع الناتو".


وكان ترامب هدد في حال فوزه بولاية جديدة بعدم الدفاع عن دول الحلف الأطلسي التي لا تخصص حصة كافية من ميزانيتها للدفاع، مشيرا حتى إلى أنه سوف "يشجع" روسيا على مهاجمتها.


الا أن "بايدن قد يندفع وراء تلك الضغوط في هذه الفترة الصعبة بخلق رأي عام داعم لمواجهة روسيا وبالتالي حشد مزيد الأصوات خلفه، لكن الأمر قد يكون له نتائج عكسية تصب في صالح ترامب، لكنه حينها سيجد نفسه في أزمة مع روسيا ذاتها". وايضا لصرف الانظار من موقفه من الابادة الجماعية ومشاركته الفعلية لها .


الذين يدعمون اوكرانيا هم انفسهم المشاركون في الابادة الجماعية التي تنفذها اسرائيل صد الفلسطينيين .


ان تداعيات استخدام الأسلحة الأمريكية لمهاجمة أهداف داخلية لروسيا بـ"الخطيرة"، إذ "قد ترد موسكو بضربة نووية تكتيكية وهذا أمر لا يتحمله العالم في خضم مثل التحديات الراهنة ".


ظلت الولايات المتحدة غير متأثرة بضغوط الحلفاء الغربيين، الذين شجعوا على فكرة استخدام الأسلحة الأوكرانية في الداخل الروسي، خاصة أنه خلال معظم فترات الحرب، رسم الحلفاء "خطا أحمر ثابتا" بشأن استخدام أوكرانيا الأسلحة التي يزودونها بها داخل الأراضي الروسية، خوفا من تصعيد الكرملين الذي قد يحول الصراع إلى حرب عالمية ثالثة.• ومع ذلك، ضغطت فرنسا وبريطانيا وعدد من أعضاء حلف شمال الأطلسي أيضا لدفع أوكرانيا لاستخدام الأسلحة الغربية لضرب أهداف بالعمق الروسي.


في مارس الماضي، قال ترامب، إنه يمكنه وقف الحرب في أوكرانيا خلال يوم واحد إذا ما أعيد انتخابه رئيسا للولايات المتحدة، عبر "منع الحرب العالمية الثالثة بسهولة بالغة".


ووفقًا لصحيفة واشنطن بوست، فإن ترامب قال "سرا" إنه يمكن أن ينهي الحرب من خلال الضغط على كييف للتخلي عن بعض الأراضي التي سيطرت عليها روسيا بعد عمليتها العسكرية التي بدأت في فبراير 2022.


 وأظهر آخر استطلاع للرأي أجرته صحيفة نيويورك تايمز، تقدم ترامب بنحو 48 بالمئة عن بايدن الذي حصل على 43 بالمئة.


كما ذكر موقع "بوليتيكو"، أن هناك مؤشرات متزايدة تظهر ترامب، على الرئيس الحالي ما يثير حالة من "الذعر" وسط الدمقراطيين.


خلال الشهر الجاري، أعلنت روسيا، بدء تدريبات لزيادة جاهزية أسلحتها النووية التكتيكية في الأجزاء المتاخمة لأوكرانيا ما جعل هذه التدريبات تبدو وكأنها تهديد جديد من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.


وأعطى العديد من حلفاء أوكرانيا الضوء الأخضر لكييف لاستخدام أنظمة الأسلحة الخاصة بهم داخل الأراضي الروسية. ومؤخرًا، قال وزير الخارجية البريطاني ديفيد كاميرون أثناء زيارة إلى كييف إن أوكرانيا "لها الحق المطلق في الرد على روسيا". كما ألمحت فرنسا إلى استعدادها لأن تحذو حذوها.


ان استخدام الأسلحة الغربية لضرب الأراضي الروسية ستكون له آثار جيوسياسية كبيرة، وقد يؤدي ذلك إلى زيادة التوترات بين روسيا ودول الناتو الموردة الأسلحة.


 كما يشكل خطر التصعيد، بما في ذلك احتمال قيام روسيا بالانتقام من أعضاء حلف شمال الأطلسي، مصدر قلق بالغا، وخاصة في ضوء استخدام فلاديمير بوتن المتكرر للتهديدات النووية بهدف تأجيج المخاوف الغربية.


التهديدات النووية التي يفرضها الكرملين، رغم أنها تعتبر تهديدًا في كثير من الأحيان، إلا أنه لا يمكن رفضها بالكامل، وخاصة إذا اختاروا أن ينظروا إلى الهجمات المباشرة على وطنهم باعتبارها تهديدًا وجوديًا. وتسمح العقيدة العسكرية الروسية باستخدام الأسلحة النووية إذا كان الأمر كذلك.


 في هذا الإطار، جددت إيطاليا وهى مؤسس في حلف الناتو معارضتها لاستخدام أوكرانيا أسلحة إيطالية داخل روسيا، وحذرت من وضع "دقيق" يجب فيه تجنب التحركات التي وصفتها بـ"المتهورة".


 قال أنطونيو تاياني خلال اجتماع في رابالو بشمال غرب إيطاليا: "إنها لحظة حساسة للغاية، ويجب ألا نتخذ خطوات كاذبة" ويجب أن نتجنب "الخطوات والتصريحات المتهورة".


بكل الاحوال يبدو ان الغرب الاطلسي مصر على التضحية باوكرانيا وسط هستيريا غير مسبوقة قد يشعل معها جبهات جديدة خاصة وان الاخبار تتحدث عن تحريض مستمر لدول البلطيق للانضمام الى هذه الحرب كما ان الحشود العسكرية في فنلندا وعلى حدود روسيا ليست بنوايا حسنة ولعل الايام القادمة لن تكون كما سبقها في الحرب الروسية الاوكرانية اما اوهام النصر الاوكراني فلن تؤدي الا الى مزيد من الفشل للغرب ولاوكرانيا وهو القائم اصلا الان .

©2024 Afrasia Net - All Rights Reserved Developed by : SoftPages Technology