الولايات المتحدةة واطماعها في افريقيا

تعطيل النجومتعطيل النجومتعطيل النجومتعطيل النجومتعطيل النجوم
 


 افراسيانت -  لم يُبالغ الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون عندما قال في حديثٍ لمحطّة “الجزيرة” إنّ بلاده مُستَهدفةٌ بالتّآمر وإنّها كانت موضوعة على قائمة الاستِهداف بعد سورية، لأنّ قرارها مُستقل، وليست مديونة، وليست تابعة للغرب، فالتّقارير الاستخباريّة الغربيّة الاستراتيجيّة بدأت تَكشِف عن الكثير من الأدلّة في هذا الخُصوص.


مجلة “مليتاري ووتش” الأمريكيّة المُتَخَصِّصة بصفقات الأسلحة والشّؤون العسكريّة عالميًّا، قالت في تقريرٍ لها نشرته قبل نهاية العام الفائت  “إنّ مُناورات الأسد الإفريقي البريّة والجويّة التي قادَتها الولايات المتحدة في شمال إفريقيا في الفترة من 7 الى 18 حزيران (يونيو) من العام 2021 تُحاكي بشَكلٍ ملحوظ الهُجوم على بلدين مُفتَرضين هُما روان وينهون وكلاهما يقعان على الأراضي الجزائريّة”.


استراتيجيّة التّوسّع وتعزيز الوجود العسكري الأمريكي في القارّة الإفريقيّة التي بدأت بالهُجوم على ليبيا قبل عشر سنوات، وتفكيك السودان بدَعمٍ أوروبيّ، تعتبر الجزائر أحد أكبر التّهديدات لنُفوذها، لأنّها تملك الغاز والنّفط والماء والزراعة، وتُشَكِّل قارّة في حدّ ذاتها (مليونا كيلومتر مربع) وغنيّة بالثّروات المعدنيّة، وتتحكّم بمنطقة السّاحل الإفريقي


تقارير عسكريّة غربيّة تَكشِف: مُناورات “الأسد الإفريقي” الأخيرة جاءت استِعدادًا لغزو الجزائر.. هل تتآمر إدارة بايدن الأمريكيّة لإحياء السّيناريو اللّيبي في الجزائر؟ ولماذا تتجنّب قِيادتها ارتِكاب خطأ معمر القذافي القاتِل؟ وهل اشترت الطّائرة الروسيّة الأحدث والأقوى عالميًّا؟


القِيادة الجزائريّة ضاعفت من جُهودها التسليحيّة وحدّثت الجيش الجزائري بأحدث الأسلحة الروسيّة المُتَقدِّمة جدًّا، دفاعيّة أو هُجوميّة، فقد كانت الوحيدة في القارّة الإفريقيّة التي تملك صواريخ “إس 400″، و”إس 300” الروسيّة الدفاعيّة، وكذلك منظومة صواريخ “إسكندر آي” الروسيّة الهُجومية الأقوى في العالم ويصل مداها إلى 500 كم، ولم تَبِعها موسكو هذه الصّواريخ الأخيرة إلا لبلدين في العالم هُما الجزائر وأرمينيا، مُضافًا إلى ذلك منظومة صواريخ “بانتسر” الجويّة، وهُناك أنباء تُفيد بأنّها اشترت 16 طائرة من الطّائرات الحربيّة الروسيّة الأحدث “سو 34” التي تتفوّق على طائرة الشّبح الأمريكيّة (إف 35) وأثبتت كفاءة قتاليّة عالية جدًّا في الحرب السوريّة لأنّها مُزوّدة بصواريخ جو ـ أرض، وصواريخ جو ـ جو، ومُجهّزة بنظام حماية مُتَطَوِّرة لصدّ الصّواريخ المُعادية، وتستطيع حمل ثمانية أطنان من الذّخيرة، وهُناك تقارير تقول إنّ الطيّارين الجزائريين سيبدأون دورات تدريبيّة على قِيادتها في مطلع العام المُقبل.


تاريخيا ... يعتبر النفط الإفريقي العمود الفقري لأمريكا فهي تستورد 60 % من حاجياتها النفطية من إفريقيا، وتشير بعض التقارير إلى إرتفاعها نحو ما يقارب 70 % مع حلول عام 2025، وما تستورده أمريكا من دول مثل غينيا والغاب! ونيجيريا يعادل ما تستورده من مجموع دول الشرق الأوسط، ويكفي ما نشر عن وارداتها مثلا... النفط الإفريقي له مميزات خاصة لجودته العالية، وحسب التقرير الشهير حول مستقبل الطاقة في الولايات المتحدة الصادر عام 2001 أكد ديك تشيني نائب الرئيس بوش وأحد كبار المستثمرين في النفط وصاحب ملكية مجمع هاليبورتن والمتواجد من خلال شركاته الفرعية في القارة السمراء، بأن إفريقيا تتحول بشكل سريع إلى مصدر نفط وغاز للسوق الأمريكية، وأن النفط الإفريقي ذو جودة عالية ومما يجعله نموذجيا لمحطات تكرار النفط في إفريقيا،


وهذا لا يتحقق طبعا إلا بإقامة قواعد عسكرية، مما دفع مجلة (أليكسندر غاز أند وال كونكشيو) من أن تنشر ما مفاده أن الإدارة الأمريكية شرعت في حماية مصالحها البترولية في إفريقيا، ومن دون أن تعطي صورة عن الطريقة المنتهجة من قبل إدارة البيت الأبيض... وفي الحقيقة أن البنتاغون شرع منذ 2005 في التفكير في قواعد عسكرية بإفريقيا، وقد جمع لذلك 9 دول منها المغرب ضمن المبادرة العابرة للصحراء لمواجهة الإرهاب (TSCTI)،

ويؤكد الخبراء أن الدول المرشحة لإحتواء القواعد العسكرية هي: المغرب وموريتانيا وتشاد والسينغال
تعتبر الجزائر الدولة الأولى في العالم التي عانت مما تسميه أمريكا بالإرهاب، ومن دون أن نخوض في الأسباب السياسية خاصة التي أشعلت فتيل الحرب الأهلية، وبالرغم مما تعتبره أمريكا من أن الجزائر شريك مهم في حربها الضروس على ما تسميه بالإرهاب، إلا أن العلاقات الفعالة ظلت تراوح مكانها، وظلت الأسباب الرئيسية التي وقفت عائقا في وجه العلاقات الأمريكية الجزائرية يمكن إجمالها في عناصر ثلاث رئيسية:


-         النزاع العربي الإسرائيلي والدعم الأمريكي اللامحدود لإسرائيل.


-         قضية الصحراء الغربية والدعم الأمريكي للمغرب.


-         قضية حقوق الإنسان والدعم الأمريكي للمعارضة والمنظمات الحقوقية المنتقدة للنظام الجزائري.


الجزائر، مثلما تُشير جميع المُؤشِّرات، لن تقع في الخطيئة الليبيّة، لأنّ المُقارنة بين البلدين، والقِيادتين، ليست في مكانها، فالقِيادة الجزائريّة، ومُنذ انتِصار الثّورة على الاستِعمار الفرنسي، لم تأمَن للغرب، وتَعِي جيّدًا مُؤامراته، ولم تُغيِّر مُطلقًا تحالفها مع السّوفييت، وبعدهم الرّوس، ولم تَثِق بأمريكا.

 

©2024 Afrasia Net - All Rights Reserved Developed by : SoftPages Technology