افراسيانت - علقت مجلة "The National Interest" الأمريكية على حروب الولايات المتحدة وأعادت إلى الأذهان انخراطها في عدد يكاد لا يحصى من الحملات العسكرية عديمة الجدوى ولم تتكلل بخير.
وفي هذا الصدد، عادت المجلة بالذاكرة في تعليقها إلى الحروب عديمة الجدوى التي خاضتها الولايات المتحدة منذ قيامها، وأفردت الحرب الإنجليزية الأمريكية بين عامي 1812 و1815، حرب جرت العادة على تسميتها حرب الاستقلال الثانية.
وكتبت المجلة أن الحرب المذكورة أظهرت عدم استعداد الولايات المتحدة لها على النحو المطلوب، حيث أخفقت في اجتياح كندا، وكانت الغلبة للأسطول البريطاني رغم الصمود الذي أبدته القوات البحرية للولايات المتحدة.
وذكرت الصحيفة كذلك بغمار هذه الحرب، واستعادت الدمار والخراب الذي ألحقته القوات البريطانية بالعاصمة الأمريكية واشنطن والجهد الجهيد الذي بذلته الولايات المتحدة للحفاظ على بالتيمور.
أما الحرب الأمريكية الثانية التي اعتبرتها "The National Interest" مخاضا عسيرا بلا جدوى، فتجسدت في المعارك ضد قبائل الهنود الحمر عامي 1876 و1877. فوصفتها المجلة بواحدة بين الحروب الأقل تدبيرا في تاريخ البلاد، فضلا عن أنها شنت ضد سكان أمريكا الأصليين ولم تعد على قوات واشنطن إلا بهزيمة مرة لم تعرف لها واشنطن مثيلا، إذ انتهت بالقضاء التام على فرقة الخيالة الأمريكية السابعة.
أما الحرب الأمريكية الثالثة عديمة الجدوى التي خاضتها الولايات المتحدة، فتمثلت في الانجرار إلى الحرب العالمية الأولى بين عامي 1914 و1918. وأعادت المجلة إلى الأذهان أن واشنطن في البداية اعتبرت هذه الحرب شأنا أوروبيا داخليا لا يعنيها.
ورأت المجلة رغم ذلك أن الولايات المتحدة انجرت إلى هذه الحرب مرغمة، بعد اعتداءات الغواصات الألمانية المتكررة على السفن الأمريكية، إضافة الى خطط برلين الاستحصال على دعم المكسيك واستمالتها إلى جانبها في إطار إعادة رسم خريطة العالم الذي سيتمخض عن الحرب، كما أشارت إلى أن هذا الانخراط القسري، عاد على الولايات المتحدة بـ116 ألف قتيل.
أما الحرب الرابعة غير المجدية للولايات المتحدة، فتمثلت حسب "The National Interest" في غزو فيتنام وانغماسها إلى الأذنين في نزاع مسلح هناك بين عامي 1965 و1973.
ولفتت المجلة النظر في هذه الحرب إلى أنها لم تعد على الولايات المتحدة بسوى الخسائر الفادحة، كما أشارت إلى أن واشنطن بعد هذه الخسائر تركت وراءها في جنوب فيتنام دويلة صنيعة لم تكن قادرة على سوى حماية نفسها أمام هجمات الفدائيين، حتى انهارت أمام زحف فيتنام الشمالية.
وختمت المجلة قائمة الحروب الأمريكية المتعثرة باجتياح العراق سنة 2003 "للإطاحة بحكومة صدام حسين، وإقامة نظام ديمقراطي صديق للولايات المتحدة في هذا البلد، ومنع انتشار أسلحة الدمار الشامل منه".
وخلصت في التعليق على هذا الاجتياح بالقول "إنه ومع الالتفات إلى الوراء، يتبين أن جميع المسوغات التي أدرجت لتبريره لم تعبر إلا عن مهزلة حقيقية تجلت في كلمات التبرير نفسها".
وخلصت المجلة في ختام التعليق إلى أن الولايات المتحدة استطاعت إحراز نصر ساحق على القوات المسلحة العراقية، لكنها أخفقت في إرساء النظام في دولة العراق التي عمتها نزاعات أهلية في مراحل مختلفة، فضلا عن انكشاف بطلان نظرية أسلحة الدمار الشامل العراقية، وفرضية العلاقة الحميمة بين النظام العراقي وتنظيم "القاعدة" الإرهابي.