1850 قتيلاً ونصف مليون نازح منذ نهاية آذار .. إعلان الرياض: "رسالة سلام" .. تستبعد الحوثيين وصالح!
افراسيانت - السفير - «رسالة سلام»... هكذا وصف نائب الرئيس اليمني خالد بحاح ما خلص اليه «مؤتمر انقاذ اليمن»، الذي اختتم اعماله، يوم امس، في السعودية، بإعلان تضمّن دعوة الى «استخدام كافة الادوات العسكرية والسياسية» لانهاء ما وصفه بـ«تمرّد» الحوثيين والقوات الموالية للرئيس السابق علي عبد الله صالح.
وفيما كان القائمون على «مؤتمر انقاذ اليمن»، الذي انعقد بغياب القوى اليمنية الرئيسية والمسيطرة على الارض، يتلون مضمون «رسالة السلام» هذه، كانت الطائرات الحربية السعودية تستأنف غاراتها المكثفة على مناطق عدّة في اليمن، وخصوصاً جبل النقم في صنعاء، حاصدة مزيدا من الضحايا، في وقت تشير تقديرات اممية الى ان عدد قتلى «عاصفة الحزم» و«اعادة الامل» يقترب من عتبة الالفين، علاوة على ما يقرب من نصف مليون نازح ومشرّد.
واختتم المشاركون في «مؤتمر انقاذ اليمن» يوم امس مؤتمرهم بالتوقيع على اعلان الرياض، الذي دعا الى دعم «شرعية» الرئيس المتراجع عن استقالته عبد ربه منصور هادي، وإخراج الحوثيين من صنعاء وعدن، و«تحقيق مصالحة وطنية شاملة»، واستحداث «منطقة آمنة» داخل الأراضي اليمنية.
ونصت الوثيقة على مبادئ تضمنت «الالتزام بالشرعية الدستورية»، و «إقامة الدولة المدنية الاتحادية الديموقراطية الحديثة»، و«حل قضية الجنوب»، و«محاسبة قيادات الانقلاب»، و«بناء المؤسسة العسكرية والأمنية».
ودعت الوثيقة إلى «دعم المقاومة الشرعية»، و«إسقاط الانقلاب ومحاسبة المتورطين فيه»، والالتزام بقرار مجلس الامن الدولي رقم 2216، وتقديم الإغاثة للنازحين، وإعادة المهجرين وتعويض المتضررين، وبخاصة في محافظة صعدة.
واعتبر الموقعون على «اعلان الرياض» ان «فساد رأس نظام الحكم في اليمن منـذ أكثر من 30 عاماً ادى إلى إدخال اليمن في صراعات وحروب منذ العام 1994، طالت الجنوب والشمال، كما أدى سوء إدارة الحكم إلى تدهـور الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والأمنية، وتفاقم الأزمة السياسية إلى قيام الحراك الجنوبي السلمي في الجنوب في العام 2007، والثورة الشبابية الشعبية السلمية في العام 2011».
واضاف الموقعون على الوثيقة انه «بعد اصرار الشعب اليمني وقواه السياسية والمدنية الخيرة في استكمال مشروعه في بناء الدولة المدنية الحديثة، سارعت الميليشيات الحوثية المتحالفة مع علي عبدالله صالح في الانقلاب على الشرعية الدستورية رغبة منها في تقويض العملية الانتقالية السلمية بالقوة والزج بالبلاد في مرحلة الصراع المسلح، وقامت بإسقاط المناطق... واختطاف مؤسسات الدولة والاستيلاء على القوات المسلحة ووضع رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء وأعضاء الحكومة تحت الإقامة الجبرية».
وحدد المجتمعون اهدافاً عدّة، قالوا انهم يسعون لتحقيقها وهي «المحافظة على أمن واستقرار اليمن في إطار التمسك بالشرعية»، و«رفض الانقلاب وإنهاء ما ترتب عليه»، و«استعادة الأسلحة والمعدات المنهوبة وتسليمها إلى الدولة»، و «بسط سلطة الدولة على كافة الأراضي اليمنية»، و«ايقاف عدوان قوى التمرد حقناً للدماء والوصول لليمن إلى بر الأمان»، و«استئناف العملية السياسية وبناء الدولة الاتحادية وفقاً للمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات الحوار الوطني الشامل».
ودعا البيان الختامي الى «انهاء عدوان قوى التمرد وإسقاط الانقلاب ومحاسبة الضالعين فيه واستعادة الأسلحة وإخراج المليشيات من العاصمة صنعاء ومدينة عدن ومحافظات صعدة وكافة المدن والمحافظات وضمان عدم عودة منظومة الفساد والتخلف والاستبداد مجددا»، و«دعم وتنظيم المقاومة الرسمية والشعبية تحت القيادة الشرعية في كافة المناطق التي تتواجد فيها مليشيات الانقلاب والتمرد»، و«حشد الدعم والتأييد الإقليمي والدولي لأعمال الإغاثة والعمل الإنساني»، و«عودة مؤسسات الدولة الشرعية لممارسة مهامها من داخل الاراضي اليمنية»، و «الحفاظ على النسيج الاجتماعي والحيلولة دون تفكيك المجتمع اليمني»، و«مساءلة القيادات العسكرية والأمنية والسياسية الضالعة في الانقلاب على الشرعية المسؤولين عن إشعال الحرب والفتنة الداخلية وارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية».
كما دعا «اعلان الرياض» الى «وضع استراتيجية وطنية بمشاركة كافة الأطراف السياسية والمجتمعية لمحاربة العنف والإرهاب ومناهضة التعصب»، و«استكمال تنفيذ ما تبقى من مهام العملية الانتقالية وبناء الدولة المدنية الاتحادية»، و«الشروع في بناء المؤسسة العسكرية والأمنية على أسس وطنية ومهنية»، و إصدار قانون العدالة الانتقالية والقوانين ذات الصلة بمتطلبات ما تبقى من المرحلة الانتقالية وإطلاق مصالحة وطنية شاملة وفقاً لمخرجات الحوار الوطني».
واكد البيان على «ضرورة جدولة معالجة كافة القضايا اليمنية وخاصة معالجات القضية الجنوبية بصفتها القضية المحورية والجوهرية في الحالة اليمنية وحق الشعب في تقرير مكانته السياسية وفق ما ينص عليه العهد الدولي للحقوق المدنية والسياسية وبما يتوافق مع الحلول والضمانات للقضية الجنوبية ومخرجات الحوار الوطني الشامل».
من جهته، قال نائب الرئيس اليمني خالد بحاح ان حكومة هادي لن توافق على إجراء محادثات سلام مع الحوثيين إلى أن ينفذوا قرار الأمم المتحدة الذي يطالبهم بالانسحاب من المدن وتسليم الأسلحة التي استولوا عليها.
وأكد خالد بحاح أن الرسالة الأساسية لإعلان مؤتمر الرياض هي «رسالة سلام» أطلقت من قبل كل المكونات السياسية.
وذكر بحاح عقب اختتام أعمال مؤتمر الرياض ان هناك اجماعاً على وثيقة اعلان الرياض وبيانها الختامي، داعيا للبناء عليها على ارض الواقع.
وأكد بحاح أن تنفيذ وثيقة إعلان الرياض يأتي في إطار مجموعة من الأدوات هي مظلة مجلس التعاون الخليجي التي التزمت بتنفيذ هذه المبادرة، ومظلة الأمم المتحدة من خلال الفصل السابع من الميثاق الاممي.
ولم يكد الحبر الذي كتب به «اعلان الرياض» يجف حتى شنت طائرات «التحالف السعودي» سلسلة غارات، استهدفت على وجه الخصوص مدينة صنعاء.
وافادت معلومات ميدانية عن قيام طائرات «التحالف» بقصف جبل النقم، طاولت اهدافا لم تتضح طبيعتها بعد، برغم توارد اخبار عن اصابتها مخازن اسلحة، بالنظر الى سلسلة التفجيرات التي اعقبتها، واعمدة الدخان التي تصاعدت بكثافة في المنطقة المستهدفة.
ويتعرض جبل نقم المطل على صنعاء من وقت لاخر لقصف من قبل قوات «التحالف».
كما ذكرت مصادر اعلامية ان القصف الجوي استهدف ايضا مناطق عسكرية في فج عطان واخرى بالقرب من النهدين .
ونقلت وكالة «سبوتنيك» الروسية عن مصدر محلي في صنعاء قوله ان طائرات «التحالف» قصفت منزل علي عبدالله صالح في قرية بيت الاحمر في مديرية سنحان، مشيرة الى ان القصف ادى الى سقوط ضحايا وتضرر العديد من المنازل.
يأتي ذلك، في وقت أعلنت الأمم المتحدة في جنيف اليوم أن أعمال العنف في اليمن خلفت 1850 قتيلاً وتسببت في نزوح أكثر من نصف مليون شخص منذ نهاية آذار الماضي.
واشار «مكتب الأمم المتحدة لتنسيق حالات الطوارئ» (أوشا)، إلى ان «أعمال العنف هذه خلفت كذلك 7394 جريحاً حتى منتصف أيار الحالي، استناداً إلى المراكز الصحية اليمنية».