افراسيانت - نشرت صحيفة "موسكوفسكي كومسوموليتس" مقالا حول الأنباء، التي تفيد بأن الولايات المتحدة قد تنشر قوات في أوكرانيا؛ مشيرة إلى أن واشنطن لن توافق على عودة العالم إلى زمن أزمة الكاريبي.
جاء في مقال الصحيفة:
أعلن رئيس مجلس النواب الأوكراني (الرادا العليا) أندريه باروبيه، عشية أول لقاء رسمي يجمع الرئيس الأوكراني بيترو بوروشينكو بنظيره الأمريكي رونالد ترامب في واشنطن، عن احتمال تزويد أوكرانيا بأسلحة هجومية ونشر قواعد عسكرية أمريكية على أراضيها.
وبحسب قوله، فقد يبدأ التعاون في المجال العسكري مع الولايات المتحدة في المستقبل القريب. وبالإضافة إلى تسليح الجيش الأوكراني وتعزيزه بوحدات أمريكية، وإجراء عمليات مشتركة خاصة ودراسات علمية–تقنية، كما تنظر الاتفاقية بين البلدين. وإذا أخذنا بالاعتبار أن هذه التصريحات المدوية ظهرت قبيل لقاء بوروشينكو وترامب، فمن المحتمل أن تكون موضع نقاش في واشنطن.
وبوجه عام، فإن الأنباء عن تزويد أوكرانيا بأسلحة هجومية ليست جديدة. فقد ناقشه أندريه باروبيه بنفسه عام 2015 مع باراك أوباما، حيث اتفقا حينها على تزويد أوكرانيا برادارات مضادة للمدفعية ومدرعات وآليات عسكرية أخرى لم تعد الولايات المتحدة بحاجة إليها.
من جانب آخر، ينوي البرلمان الأوكراني، يوم 14 يوليو/تموز، إقرار قانون بشأن إعلان الأحكام العرفية في منطقة دونباس، تُنقل بموجبه صلاحيات محاربة جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك (الشعبيتين المعلنتين من طرف واحد) من مجلس الأمن القومي إلى وزارة الدفاع الأوكرانية، حيث ستتمكن الوزارة من استدعاء ضباط الاحتياط وصياغة قانون جديد للخدمة العسكرية، وإجراء مفاوضات مع الولايات المتحدة بشأن توريد أسلحة هجومية إلى أوكرانيا. وعموما، تحضير سيناريو استخدام القوة لاستعادة السيطرة على الحدود مع روسيا.
والحديث عن مشروع هذا القانون قبيل لقاء واشنطن ليس اعتباطا، لأن مساومات تجري عمليا بشأن خيارات تسوية الأزمة الأوكرانية. وإن ظهور مفهوم "تحرير الأراضي التي تحتلها روسيا" يستبعد سيناريو اتفاقات مينسك بـ "إعادة ضم" هذه المنطقة، وإصدار عفو عام وإجراء انتخابات، ومنح دونباس وضعا قانونيا خاصا، بما في ذلك سلطات محلية وقوات أمن.
ومع كل هذا، لا يفكر أي طرف من أطراف النزاع بتنفيذ عمليات عسكرية مكثفة خلال الأشهر الثلاثة المقبلة. وفي الوقت نفسه، يجري في معسكرات في ضواحي لفوف إعداد وتدريب وحدات عسكرية تحت إشراف مستشارين من الولايات المتحدة وكندا وبلدان الاتحاد الأوروبي. فإذا استؤنفت الحرب، فلن تنشب هذه السنة بل في عام 2018 المقبل، التي ستُجرى فيه الانتخابات الرئاسية، حيث ينوي بوروشينكو ترشيح نفسه لولاية جديدة. وللحصول على أصوات الناخبين سيكون بحاجة إلى استعادة منطقة دونباس.
ولكن، ما هي الإجراءات التي ستتخذها روسيا في حال تقديم دعم أمريكي مباشر إلى أوكرانيا في العملية العسكرية في منطقة دونباس. يقول رئيس تحرير مجلة "الدفاع الوطني" إيغور كوروتشينكو إن "واشنطن تدرك جيدا أن نظام بوروشينكو غير ذي أهلية، لذلك قررت إدارة ترامب وقف المساعدات العسكرية المجانية، وهي لن تنشر قواعد عسكرية في أوكرانيا، لأنها إذا فعلت ذلك فستكون قد تجاوزت الخط الأحمر، وستجبر روسيا على اتخاذ إجراءات مضادة تعيد العالم إلى فترة أزمة الكاريبي (أزمة الصواريخ الكوبية عام 1962).
أما رئيس تحرير مجلة "ترسانة الوطن" فيكتور موراخوفسكي فيقول: باعتباري خبيرا عسكريا، فإن من الصعب علي التعليق على أنباء من مستشفى المجانين. أنا واثق من أن الولايات المتحدة لن تنشر قواتها في أوكرانيا، وأن موسكو لن تدخل في سباق تسلح.