مجزرة حوارة: دور المستعمرات والمستعمرين في الإطباق على القرى الفلسطينية من جميع الجهات....؟!

تعطيل النجومتعطيل النجومتعطيل النجومتعطيل النجومتعطيل النجوم
 


افراسيانت - نواف الزرو - تستحضر لنا المجزرة المرعبة التي اقترفتها عصابات المستعمرين المستوطنين ليلة الاحد-الاثنين/2023-2-26 ضد اهالي بلدة حوارة والقرى المحيطة بمدينة نابلس والتي قام خلالها المستوطنون باعمال التدمير والتخريب والارهاب الشامل فاحرقوا مئات المنازل والسيارات واقتلعوا خلالها مئات الاشجار واحاطوا تلك البلدات والقرى من جميع جهاتها،في مشهد ربما لم يحصل في فلسطين منذ النكبة، تستحضر لنا جوهر المخطط الاستيطاني والاهداف المخفية وراءه، وخاصة ما يتعلق بالتحاق  قوات الجيش والمستعمرات والجرافات كلها معا في مشهد واحد متكامل يعيد انتاج تفاصيل النكبة الفلسطينية، انها البربرية الصهيونية الحديثة تجتمع وتتكامل في الآونة الاخيرة على امتداد مساحة الضفة الغربية، فحسب شهادة ايلينا هيمرمان-في هآرتس ،فان المستوطنات اليهودية تطبق على القرى العربية من كل الجهات – اريئيل، هرفافاه، كريات نتفيم،

برقان، بروخين، عالي زهاف، ليشم، يكيف، بدوئيل، وبيت آريه. تمتد هذه المستوطنات وتقترب وتخنق وتطبق بالجدران والشوارع على مدينة سلفيت وقرى كفل حارس وحارس وبروكين وكفر الديك ودير بلوط ودير استيا. ومساحات اختصاصها الكبيرة، التي تم إعدادها لتوسيعها، تصل الى حقولهم وبساتينهم وحتى الى بيوتهم. يوجد منها ما تضخ للقرى مياه الصرف الصحي ومنها من تسيطر على ينابيع وآبار سكانها وتعمل منها بركاً للاستجمام، ومنها ما تحرض شبابها على قطع واقتلاع أشجارهم، وتحرضهم على تهديد سكان القرى،

وعلى التخويف والهدم. وهذه المهمة ذاتها يقوم بها في هذه الاثناء بعدوانية كبيرة وبشكل خاص الجيش الاسرائيلي. فالجرافات يرافقها الجنود تقتلع على مدار الساعة آلاف اشجار الزيتون في الاراضي الفلسطينية، وهناك أوامر إخلاء معلقة ضد المواطنين الفلسطينيين”. وتضيف الكاتبة:”

هكذا يعيدون انتاج النكبة في الضفة الغربية، وليس فقط هنا، من جنوب جبل الخليل وغور الاردن والخليل وبيت لحم وطولكرم وحتى جنين؛ ومن سوسيا، مفؤوت يريحو، افرات، بيتار عيليت واريئيل وحتى كرنيه شومرون وحينانيت وشيكد: حرية، تطوير وسلطة لليهود فقط. هذه هي الطريقة المحتالة للنكبة الحالية.

ليس هناك حاجة الى أن يتم تحميل اللاجئين على الشاحنات وطردهم في قوافل، في الصور الجوية للهيئة التي تسمى الادارة المدنية حاضرة جيدا، والمناطق التي تمت مصادرتها من الوجود غير اليهودي محددة فيها بصورة واضحة، وعلى الارض هي تتقدم بخطوات كبيرة قبل تدمير نسيج الحياة لملايين العرب الفلسطينيين الذين يعيشون هنا منذ اجيال".


وفي المشهد الفلسطيني ايضا:


يحتلون البلاد و ويهودون الارض والتاريخ والتراث..


ويواصلون حروب التدمير والتخريب والالغاء للوجود والحقوق الفلسطينية..


ويرفضون كافة القرارات الاممية المتعلقة بهذه الحقوق..


ويرفضون كافة المطالبات والتوجهات الفلسطينية والعربية للمجتمع الدولي والامم المتحدة ..


الى كل ذلك، ففي المشهد الفلسطيني الماثل المزيد والمزيد:


فجيش ومستعمري الاحتلال يصولون ويجولون ويعيثون فسادا وتخريبا وتهديما وتهويدا…


وقطعان المستوطنين اليهود يشنون-تحت حماية الجيش- حربا مسعورة على الارض والمزارعين وعلى شجرة الزيتون الفلسطينية على مدار الساعة…


يقطعون ويخربون ويحرقون ويسرقون ويدمرون مواسم الزيتون الفلسطيني.


وفي القدس يعربدون ويستولون على المنازل في الشيخ جراح، وفي شعفاط والطور...


وفي منطقة بيت لحم تواصل قطعانهم مدعمة بقوات الجيش عربدتها كذلك ضد الارض والانسان.


وفي خليل الرحمن فحدث بلا حرج، فما يجري هناك لا يقل خطورة عما يجري في القدس.


فهذا الذي نتابعه على امتداد مساحة فلسطين بعامة، من اجتياحات واقتحامات ومجازر واغتيالات، ومن حملات تخريبية وهجمات تدميرية، ومن حملات حرق وقطع وابادة لشجرة الزيتون الفلسطينية، وهذا الذي نتابعه من حملات اعتقالات ومحاكمات جماعية لاطفال فلسطين والقدس وسلوان على وجه الحصر، وهذا الهجوم الاستراتيجي الذي تشنه حكومة نتنياهو على الفلسطينيين والعرب لابتزاز اعترافهم ب”يهودية اسرائية…!


كل هذا الذي نتابعه ونشاهده من كم هائل من الاحداث والتطورات المتلاحقة انما يأتي في اطار مخطط استراتيجي صهيوني يستهدف الاجهاز على القضية والحقوق والامل في المستقبل لدى اصحاب القضية والحقوق..


وفي ضوء كل ذلك نتساءل:


– اين فلسطين من المواثيق والقوانين والاعراف والاخلاق الدولية والبشرية..؟


– لماذا تتوقف كلها عندما يتعلق الامر بفلسطين والشعب العربي الفلسطيني..؟


– اين المجتمع الدولي.. واين الأمم المتحدة.. واين مجلس الامن الدولي من المجازر الجماعية وجرائم الحرب الصهيونية المروعة المنفلتة بلا كوابح ضد نساء واطفال وشيوخ فلسطين..؟!


– اين المحكمة الدولية لمحاكمة مجرمي الحرب وجنرالات الاجرام في الدولة الصهيونية ..؟!


ففلسطين تتعرض الى مجزرة حضارية كبيرة شاملة متصلة مفتوحة..


واهلنا في فلسطين يتعرضون الى حملات وموجات من القمع والتنكيل الجماعي…


والمجتمع الفلسطيني يتعرض الى التدمير الشامل المنهجي…


والمدن والقرى والمخيمات الفلسطينية تتعرض الى حملات متلاحقة من الاجتياحات الحربية التدميرية الاقتلاعية الهستيرية..


دولة الاحتلال تستبيح فلسطين وشعب فلسطين استباحة اجرامية شاملة، ولم تترك مجالا من مجالات الحياة المدنية الا والحقت به الاذى والدمار…


– لماذا إذن تتعطل المواثيق والقوانين والاعراف الدولية عندما يمس الأمر الدولة الصهيونية..؟!


أما عربيا: منطقيا يفترض ان يستفيق وينهض العرب من استخذائهم وسباتهم في مواجهة هذا الهجوم الصهيوني الكاسح الذي يستهدف حسب المخطط المشترك بين الادارتين الاميركية والصهيونية الامة العربية ومقومات وجودها ونهضتها وقوتها واستقلالها.


ونقول هنا: طالما ان القرارات الدولية كلها بلا اسنان وغير قابلة للنفاذ ضمن المعادلات الدولية الراهنة، فلماذا لا يكون لدى القوى العربية الحية انيابها الخاصة بها للدفاع عن امننا القومي وعن اوطاننا وحقوقنا..؟!


ومن يتحمل من العرب هذه المسؤولية التاريخية والعروبية في ظل هذه الاوضاع العربية المنهارة ….؟!


لا نفقد الامل بأمتنا وشعوبنا والقوى العروبية الحية فيها في ان تقوم وتنهض من جديد في إطار مشروع نهضوي عروبي متجدد…!


الامر ممكن ومساحته وادواته العربية واسعة وكثيرة اذا ما جد الجد لدى امتنا وقواها الحية.. والمسألة في نهاية الامر مسألة ارادة عربية قومية سياسية تحررية.. أليس كذلك؟!!

 

©2024 Afrasia Net - All Rights Reserved Developed by : SoftPages Technology