افراسيانت - القدس:2-2-2017 من رنا القنبر- ناقشت ندوة اليوم السابع الثقافية في المسرح الوطني الفلسطيني الحكواتي في القدس موضوع" النشر ومشاكله في الاراضي الفلسطينية".
بدأ الحديث ديمة السمان التي أدارت الأمسية حيث قالت:
قبل أن نتحدث عن الصعوبات التي تواجه الكاتب عند نشر أعماله الأدبية والفكرية لا بد من التطرق للمشاكل التي تواجه الناشر نفسه، فعلى الرغم من أن مهنة النشر تعد المدخل الحضاري لأيّ تقدم، إلا أنها تعاني من مشاكل لا تعدّ ولا تحصى تجعل الناشر يترك مهنته ويتوجه الى أخرى أكثر استقرارا على المستوى الاقتصادي.
المشكلة ليست فقط في فلسطين، بل في العالم العربي أجمع، ولكن بصورة متفاوتة بين منطقة وأخرى، وتظهر بشكل كبير في فلسطين، حيث أن دور النشر غير مدعومة من قبل الحكومة بشكل عام، مما يجعل بعض دور النشر تطلب من الكاتب تغطية مصاريف كتابه، على أن يحصل على 10%- 20% من النسخ التي تمت طباعتها، مقابل نشر الكتاب عبر المعارض الدولية التي تشارك بها في العالم.
ورغم كل ذلك نتفاجأ أن معظم دور النشر تعلن افلاسها وتغلق أبوابها؛ لعدم تغطية مصاريفها.
المعيقات تتلخص بالتالي:
- كلفة الطباعة العالية جدّا بالمقارنة مع الدول العربية، ممّا يؤدي إلى ارتفاع سعر الاصدارات قياسا بدور النشر الأخرى، وصعوبة التنقل والتوزيع داخل القدس وخارجها بسبب الحواجز المقامة على مداخل المدينة المقدسة، الأمر الذي يحد من قدرة الدار على التوزيع بشكل جيد داخل فلسطين التاريخية، على الرغم من صغر السوق الفلسطينية.
- كلفة شحن الكتب العالية من فلسطين للمشاركة في المعارض الدولية عبر الأردن ومن ثم إلى الدول الأخرى.
- فشل معظم معارض الكتاب، والتي لم تغط تكاليف نقل الكتب.
- الضرائب الباهظة التي تدفع للجانب الفلسطيني والإسرائيلي على حد سواء.
- دفع قيمة مالية كبيرة لتخليص الكتب من الجمارك في الدول العربية التي يشارك في معارضها كونه ينقل كتبه جوّا.
-عزوف الناس عن شراء الكتاب والتوجه إلى الإنترنت، مع أن نسبة القراء في مجتمعاتنا متواضعة جدا حتى قبل التعامل مع الانترنت.
أزمة الثقة بين القارئ والكتاب الذي تتمّ طباعته في دور النشر الفلسطينية، حيث يرى البعض أنهم يطبعون الغث والسمين، فهناك بعض دور نشر على استعداد لنشر أيّ كتاب اذا ما دفع صاحبه تكاليف الطباعة، دون الأخذ بعين الاعتبار تبعات نشر كتاب يوصف بأنه لا يستحق النشر على مستوي الشكل والمضمون.
أتساءل، متى كان المبدع يدفع ثمن كتابه؟ أو قد لا يدفع. ولكن يحصل على نسبة بسيطة من النسخ، وربما نسبة بسيطة من الأرباح لا تكفي سعر الورق أو الحبر الذي كتب به أعماله الأدبية او الفكرية، وذلك يعتمد على اسمه ككاتب رسخ حضوره ككاتب مبدع. ويعتمد أيضا على دار النشر التي تتعامل معه وامكاناتها المالية.
لهذا السبب لا نجد أيّ كاتب فلسطيني متفرغ للكتابة، إلا إذا كان متقاعدا، فلقمة العيش مٌرّة، يحتاج الكاتب أن يعمل بأيّ مهنة لتأمين حياة كريمة له ولأسرته.
في حين يعيش أيّ كاتب أميريكي أو أوروبي حياة كريمة طيلة ما أعطاه الله من عمر من دخل كتاب واحد ألّفه. وقد يصبح مليونيرا من كتابين ومليارديرا اذا ما ألف عددا من الكتب.
أما فيما يخص حقوق الطبع فهي محفوظة للمؤلف وتضمن حقه وتقف للسارق بالمرصاد، على العكس من الكتب في فلسطين فهي مستباحة. ومن الممكن أن تجد أيّ فقرة من أيّ كتاب موجودة في كتاب آخر دون حتى الإشارة إلى الكتاب المقتبس منه، وكأنها مشاع.
وكتب ابراهيم جوهر:
أصبح النّشر الورقي تجارة رابحة لأصحاب المطابع، وأسلوبا للمباهاة لدى أصحاب الأقلام الجديدة الواعدة وهي تتقدم للنشر بسرعة لسهولة إخراج كتاب. سهولة النشر لا تعني أن يقدم عليه كلّ هاوٍ كتب موضوعات تعبير بأسلوب مدرسي. النّشر مسؤولية الكاتب الذي يقدّم "جواز سفره" للقراء ومسؤولية النّاشر الذي ينشر عنوانه على "الكتاب"، أرى فوضى نشر قائمة قد تسيء أكثر مما تفيد في يومنا، وأقترح ضرورة وجود دار نشر وطنية مسؤولة لا تنشر قبل أن يمرّ العمل المرشّح للنّشر على لجنة قراءة وتقييم؛ لنحفظ للمنشور هيبته التي كانت يوما. ولا نغفل عن الأخطاء الشنيعة التي باتت لازمة لما ينشر على الأعمّ اليوم.
وعقب طارق السيد على الموضوع قائلا :
موضوع مهم جدا، أصبح أيّ شخص يملك قرشين ويروح يطبع،ومرجع ذلك لأن دور النشر هدفها مادي هذه الأيام، إلا بعض دور النشر التي تحترم نفسها ولا تنشر قبل قراءة العمل جيدا، صارت كتابة الرواية موضة، كل واحد يفضفض بكلمتين يفكر حاله كتب عملا روائيا، ودور النشر هي المستفيد ...الله يعين البلد على بلوتها.
شارك في النقاش: سوسن عابدين الحشيم، يحيى الحشيم ،نسب أديب حسين، سهير زلوم، محمد عمر يوسف القراعين، عمر عميرة، محمد الرشدي، عبد الكريم الشويكي، أسماء البخاري، ماجد الماني، رشا السرميطي وجميل السلحوت.