افراسيانت - أسماء بخاري - صدرت رواية"عذارى في وجه العاصفة" للأديب المقدسي جميل السلحوت بداية العام 2017، وتقع الرّواية التي يحمل غلافها لوحة للفنان الأديب محمود شاهين في 234 صفحة من الحجم المتوسط.
ما أصعب الفراق! فراق وطن وسم على صدورنا، وفراق عائلات وضياعها
فراق أمّ لطفلها لم تعرف سوى اسمه، وفراق غال على قلوبنا بات تحت التراب،
وفراق أحبّة.
هذا ما تناوله كاتبنا جميل سلحوت في روايته عذارى في وجه العاصفة، فهو يروي قصة معاناة نساء فلسطينيّات تشتتن جرّاء نكبة العام 1948 ولم ينتبه لمأساتهنّ أحد، استخدم الكاتب لغة سلسة، بمقدور القارئ أن يجسدها بخياله، فترى رحاب وهي تتخبط بأحزانها من الظلم وقسوة الحياة، فقد عانت من حمويها وضعف شخصية زوجها الأوّل، وانصياعه لأمّه المتسلطة، وبعدها عانت من التهجير، ويتملكك الحزن عندما تقرأ كلمات تمس قلبك فتنهمر دموعك رغما عنك.
وفي بعض طيات الكتاب وفي بعض المواقف تملكتني الحيرة وتسألت أيوجد في عالمنا أشخاص بهذه الطيبة؟
فمن يؤوي مهجر ويسكنه ويطعمه، حتى أنّه عامله كأبن له، وعندما قرر توريثه صدمت وقلت أبنته ستعترض وتمنعه لكن الصدمة الايجابيّة الأكبر أنها شدت على يديه؛ فهل من المحتمل أن نجد طيّبين مثل العم كمال، قالها المثل "إن خليت خربت" أو كما قال خالد لو أن هنالك أشخاص مثل العمّ كمال لما وجدنا الفقير والمشرد.
النهاية كانت جميلة وسعيدة بالنسبة لرحاب، لكن انتابني شعور بالنقص عندما بقيت ميسون ومريم بلا نهاية، لكن من منا وجد نهايته السعيدة.
كتاب رائع يبعث في نفسك السرور رغم مرارة المضمون.