افراسيانت - رام الله - "القدس" دوت كوم - مهند العدم - حتى ساعات ظهيرة امس السبت، سجل استشهاد ثلاثة مواطنين، اثنان بالخليل واخر في مدينة القدس، قتلوا بدم بارد بذريعة ما بات يعرف بمزاعم "الطعن"!
مزاعم الطعن باتت تحصد مزيدا من ارواح الفتية والفتيات لمجرد الاشتباه بهم، او حتى في ظل انتفاء وجود اي دليل وهو ما يرى فيه "القانونيون" أمرا يرقى الى جريمة حرب.
في حرب المزاعم، اطلق جنود الاحتلال الرصاص صباح امس، على الفتى معتز عليان (16 عاما) من جبل المكبر في مدينة القدس، فاردوه قتيلا بعد ان قام مستوطن بابلاغ الجنود انه أشتبه بالطفل الذي كان يحمل حقيبته ويضحك وفقا لما اوردته صحيفة (يديعوت أحرونوت) العبرية نقلا عن المستوطن؟!!
ووفقا للصحيفة العبرية فإن مستوطنا، شاهد الفتى معتز يسير بالقرب من مستوطنة (ارمون هنتسيف) حاملا حقيبة وهو يضحك، ما أثار مخاوفه من أن يكون حاملا لمتفجرات، فسارع بإبلاغ عناصر من حرس الحدود يبعدون 200 متر عنه فاطلقوا عليه النار واردوه قتيلا. وقالت العائلة: أن ابنهم مصاب بمرض "الصرع" وانه يتلقى العلاج من هذا المرض.
وعقب استشهاد فتى القدس، اطلق مستوطن الرصاص على الفتى فضل القواسمي (18 عاما) في شارع الشهداء المغلق في مدينة الخليل، فقتله.
وقال مسؤول "شباب ضد الاستيطان" في الخليل عيسى عمرو، في حديث مع "القدس" دوت كوم: "أنه شاهد جنود الاحتلال يفحصون الشاب فضل على الجهاز المخصص لذلك في اول شارع الشهداء". مضيفا: أن فضل وبعد تجاوزه الحاجز وسيره داخل الشارع فوجئ بعدد من المستوطنين يصرخون "عربي عربي"، واطلق أحدهم عليه عدة رصاصات اردته قتيلا.
وعند مدخل شارع الشهداء المؤدي الى حي تل الرميدة تقيم قوات الاحتلال حاجزا عسكريا، حيث تقوم بتفتيش سكان الحي والزوار من خلال اجهزة فحص متطورة للكشف عن المعادن، وهو ما يتنافى مع المزاعم الاسرائيلية التي ادعت ان الفتى كان يحمل سكينا حاول فيها طعن مستوطن.
واكد شاهد عيان كان يمر بالمنطقة، ان جنديا احضر سكين فواكة والقى بها بجانب جثة الفتى وهو ما اظهرته مقاطع فيديو رصدها "شباب ضد الاستيطان".
ومع ساعات الظهيرة، قتلت مجندة اسرائيلية الفتاة بيان العيسلي (16 عاما) من مدينة الخليل، كانت تمر بالقرب من احدى حواجز التفتيش المقامة في المنطقة الجنوبية في الخليل، المعروفة بوادي "الغروس" بينما كانت متوجهة الى منزلها.
ونفى عم الفتاة العسيلي، في حديث مع "القدس" دوت كوم، اقدام ابنتهم على الطعن، مضيفا ان "بيان" طالبة في الصف الحادي عشر لا يمكن ان تقدم على هذا التصرف وانها لا تقوى على فعله، وان ما جرى هي جريمة قتل يحاول الاحتلال تبريرها بمزاعم الطعن.
واشار عم الفتاة، الى انهم يقطنون في منطقة وادي الغروس المغلقة ، حيث يسمح لهم الاحتلال بالمرور الى المنطقة مشيا على الاقدام، عبر نقطة تفتيش اسرائيلية طالما يقوم الجنود المتمركزون عندها باستفزاز المواطنين وتفتيشهم.
وقالت الناشطة في منظمة "بتسيلم" الاسرائيلية التي تنشط في التحقيق بجرائم "الجنود"، في الخليل منال الجعبري، في حديث مع "القدس" دوت كوم، حول "القتل بمزاعم الطعن" :"نحن نعمل على جمع الروايات حول ما يحصل، وانه في غالب الاحيان تحدث عمليات القتل في مناطق مغلقة، لا يوجد شهود بها، وتابعت: "غالبا ما تكون رواية المستوطنين والجنود مصدقة في ظل غياب دليل يكشف زيف ادعاءاتهم حين يتعلق الامر بمزاعم "الطعن".
من جهته، قال مدير مركز "الحق" شعوان الجبارين، في حديث مع"القدس" دوت كوم، أن ما يجرى هو عمليات اعدام للفلسطينيين خارج القانون (القتل العمد) على ايدي رجال الامن الاسرائيليين، والذي يرتقي الى مستوى جريمة الحرب، التي هي الان من اختصاص محكمة الجنايات الدولية، وتقع تحت اطار اهتمامها".
واضاف أن مركز "الحق" قام بمراسلة المقرر الخاص بالاعدامات خارج القانون، لمطالبته بالتحقيق في هذه القضية الخطيرة، اضافة الى انه سيتم دعوته الى زيارة المنطقة لفحص ما يجري ولمطالبته بمساءلة اسرائيل وطلب ايضاحات منها حول ما يحدث.
واوضح الجبارين "نلاحظ ان الدم الفلسطيني مستباح وان اي اتهام او توجس من قبل الجنود او المستوطنيين تجاه فلسطيني يتم اطلاق النار عليه بهدف القتل ولا يتم استيضاحه او السيطرة عيله".
وقال الجبارين "ان هناك قلقا من ارتفاع وتيرة اطلاق النار بهدف القتل، والاعدام خارج القانون، وهو وما عبرت عنه ايضا المؤسسات الحقوقية الاسرائيلية، والذي بات واضحا انه سياسة ونهج ".
وبين جبارين، "انه في حال اقدم فلسطيني على الطعن بالفعل، فان هذا لا يبرر اطلاق النار عليه واعدامه وفق القانون"، موضحا ان مهمة رجل الامن السيطرة على الشخص والتدرج باستخدام القوة تجاهه، الا ان ما يجري هو اطلاق النار بهدف القتل على اساس قومي وهو ما يشكل جريمة.