الجيش الإسرائيلي يعلن قصف أكثر من ثلاثين “هدفا عسكريا” في غزة.. وسلاح البحرية الإسرائيلية يعترض سفينة “الحرية” لكسر الحصار عن القطاع

 

 

غزة - تل أبيب - افراسيانت – قالت هيئة شعبية فلسطينية، امس الثلاثاء، إن 4 زوارق حربية تابعة لسلاح البحرية الإسرائيلية، تحيط بسفينة  الحرية لكسر الحصار؛ والتي انطلقت صباح امس من ميناء مدينة غزة، بغرض كسر الحصار عن القطاع.

وقال أدهم أبو سلمية، المتحدث الإعلامي باسم الهيئة الوطنية لكسر الحصار وإعادة الإعمار، في تصريح مقتصب وصل وكالة الأناضول، نسخة منه أربعة زوارق حربية صهيونية تحيط بسفينة الحرية الآن.

وحمّل أبو سلمية إسرائيل،  المسؤولية الكاملة عن أرواح المشاركين على متن السفينة .  وبحسب أبو سلمية، فإن السفن تجاوزت مسافة 8 أميال بحرية. وتحمل السفينة على متنها نحو 20 مواطناً فلسطينياً، من المرضى وجرحى مسيرة العودة، وخريجي الجامعات الفلسطينية العاطلين عن العمل.

وتقول الهيئة الوطنية العليا لمسيرة العودة وكسر الحصار، الجهة المسيّرة للقارب، إن الفعالية تهدف إلى إكمال مسيرة  سفينة مرمرة التركية ، التي هاجمتها قوات إسرائيلية في 31 مايو/أيار 2010، لدى اقترابها من شواطئ قطاع غزة، وأطلقت النار على المتضامنين الموجودين على متنها. وأسفرت عملية الاقتحام عن استشهاد 10 ناشطين أتراك، الأمر الذي نجم عنه اندلاع أزمة سياسية بين أنقرة وتل أبيب، انتهت باستجابة إسرائيل لشروط تركيا والتي كان أبرزها الاعتذار وتعويض أهالي الضحايا.

 من جهة اخرى، أعلن الجيش الاسرائيلي انه قصف اكثر من 30 “هدفا عسكريا” في قطاع غزة الثلاثاء ردا على اطلاق صواريخ وقذائف هاون على بلدات اسرائيلية محاذية للحدود مع القطاع.

وقال الناطق باسم الجيش جوناثان كونريكوس للصحافيين ان عملية اطلاق صواريخ وقذائف هاون الثلاثاء على اسرائيل تعتبر الاكبر منذ انتهاء حرب 2014.

وقال متحدث عسكري إسرائيلي أن نشطاء فلسطينيين في غزة اطلقوا عدة صواريخ على جنوب إسرائيل في وقت مبكر من صباح الثلاثاء، مما تسبب في انطلاق صفارات الإنذار في عدة بلدات بالقرب من القطاع.

ووفقاً لتقارير فلسطينية، هاجمت الطائرات الحربية الإسرائيلية بعد ذلك عدة أهداف في غزة، وسمع دوي انفجارات.

وأعلن الناطق باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، أن “رشقة صاروخية تم إطلاقها من قطاع غزة الى عدة مناطق في إسرائيل”، صباح الثلاثاء.

وأضاف أدرعي، في تغريدة نشرها على حسابه في موقع “تويتر”: “متابعة لإطلاق الصافرات صباح اليوم، تم رصد إطلاق رشقة صاروخية من قطاع غزة إلى عدة مناطق في إسرائيل، تم اعتراض بعض القذائف الصاروخية”.

ومن جانبه، دعا رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، إلى عقد جلسة “مشاورات أمنية”، الثلاثاء، حول قطاع غزة، عقب إطلاق قذائف من القطاع باتجاه جنوب إسرائيل.

وقالت وسائل إعلام إسرائيلية بينها الموقع الإلكتروني لصحيفة “يديعوت أحرونوت”: “دعا نتنياهو إلى مشاورات أمنية في مكتبه في ظل إطلاق قذائف هاون على بلدات إسرائيلية قريبة من قطاع غزة”.

وأضاف الموقع أن وزراء ومسؤولين أمنيين إسرائيليين سيشاركون في الجلسة.

وكان جيش الاحتلال قد أعلن أنه رصد إطلاق 27 قذيفة هاون من قطاع غزة باتجاه جنوبي إسرائيل صباح الثلاثاء، مشيرا إلى اعتراض غالبيتها من قبل منظومة صد الصواريخ المعروفة باسم “القبة الحديدية”.

كما أعلن المتحدث بلسان الشرطة الاسرائيلية ميكي روزنفيلد، في تصريح صحافي إن القذائف لم تتسبب في وقوع إصابات.

ولم تعلن أي جهة فلسطينية مسؤوليتها عن إطلاق الصواريخ، فيما بارك فصيلان فلسطينيان الثلاثاء إطلاق قذائف صاروخية على المستوطنات الاسرائيلية في غلاف قطاع غزة.

وأكدت حركة حماس أن أهداف “الاحتلال” الاسرائيلي بتغيير قواعد الاشتباك وتثبيت أي معادلة جديدة على الأرض ستفشل.

وقال الناطق باسم حماس عبد اللطيف القانوع ، في تصريح صحفي بثه المركز الفلسطيني للإعلام اليوم ، إن “مسيرات العودة التي أرهقته وكشف غطرسته وإرهابه ستظل ماضية بكل اقتدار حتى تحقيق أهدافها ولن تقف عند أي تهديد أو تصعيد كما يعتقد الاحتلال”.

وتابع: “جاهلٌ من يظن أن احتفاظ المقاومة بالرد وصمتها مراعاةً لمصلحة شعبنا ينبع من الضعف في موقفها أو التراجع عن خياراتها فهي مقاومة حكيمة قادرة على إيلام العدو وتدفيعه ثمناً باهظاً بسبب جرائمه”.

من جانبه، قال مسؤول المكتب الإعلامي لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين داوود شهاب إن “دماء أبناء شعبنا ليست رخيصة، حتى يستبيحها الارهابيون دونما رادع”.

وأضاف شهاب، في تدوينة على صفحته في “فيسبوك”، أنّ “رد المقاومة بإطلاق القذائف منذ ساعات الصباح تجاه المستوطنات في غلاف غزة مبارك”، مشيراً أنّ “كرامة شعبنا أغلى ما نملك”.

وقدم شهاب التحية ” للفرسان الذين يواصلون رباطهم ودفاعهم عن كرامتنا، رغم الحصار والألم “.

يأتي ذلك في خضم تصعيد جديد على حدود غزة حيث أفاد متحدث باسم الجيش الإسرائيلي بأن 25 قذيفة هاون انطلقت من قطاع غزة في ساعة مبكرة من صباح الثلاثاء باتجاه إسرائيل.

وعقب ذلك شن الطيران الحربي الإسرائيلي عدة غارات جوية على مناطق متفرقة بمدينة غزة صباح اليوم، حيث “أطلقت الطائرات أكثر من عشر صواريخ صوب مواقع للمقاومة” بحيي الزيتون والشجاعية بغزة. ودوت انفجارات عنيفة في مختلف مناطق قطاع غزة.

يذكر أن هذه هي المرة الأولى التي تطلق فيها قذائف الهاون على إسرائيل منذ بدء موجة جديدة من الاحتجاجات الشعبية الفلسطينية في غزة في 30 آذار/مارس الماضي.