غزة - افراسيانت - استشهد شاب وأصيب نحو ألف آخرين في الجمعة الثالثة من مسيرات العودة الكبرى التي حملت اسم "جمعة رفع العلم" وخلال المواجهات التي اندلعت مع قوات الاحتلال عند حدود قطاع غزة.
وأعلنت مصادر طبية، أن الشاب إسلام حرز الله (28 عاما) استشهد متأثرا بجراحه جراء اصابته بعيار ناري في البطن خلال مواجهات مع قوات الاحتلال شرق مدينة غزة.
وحسب المصادر الطبية فإن حصيلة هذه المواجهات وصلت إلى 968 إصابة منهم 223 بالرصاص الحي حالة 15 منهم خطيرة.
وأضافت المصادر أن من بين المصابين 17 من الكوادر الطبية والصحافيين، فيما حالة أحد الصحافيين المصابين ما تزال خطيرة.
ومنذ ساعات ظهر امس تجمع آلاف المواطنين في الجمعة الثالثة من مسيرات العودة الكبرى عند أطرف شرق قطاع غزة تحت شعار جمعة "حرق العلم الإسرائيلي ورفع العلم الفلسطيني".
وتمكن متظاهرون عند الحدود الشرقية لمدينة غزة من سحب أجزاء من السياج الشائك المقام عند السياج الفاصل.
وقال الناطق باسم وزارة الصحة في غزة أشرف القدرة إن الجيش الإسرائيلي استهدف النقطة الطبية المقامة في شرق خان يونس بقنابل الغاز، ما أدى إلى إصابة 10 مسعفين بالاختناق.
وأضاف إن مسعفا أصيب بعيار ناري شرق غزة.
ورصد أطباء حالات تشنج وتقيؤ شديد أصابت متظاهرين لدى استنشاقهم للغاز الذي أطلقته قوات الاحتلال.
وأشعل متظاهرون إطارات السيارات المطاطية للجمعة الثانية على التوالي قرب السياج الفاصل، ما أدى إلى تصاعد أعمدة الدخان الأسود وحجبت الرؤية في المنطقة.
وحاول عشرات من المتظاهرين عدة مرات اجتياز الحدود شرق رفح وخان يونس حسب شهود عيان ، غير ان الطلقات النارية الكثيفة التي ألقها قناصة الاحتلال أجبرتهم على التراجع.
ورفع متظاهرون الأعلام الفلسطينية وأحرقوا أعلام إسرائيل وصورا لوزير الدفاع الإسرائيلي افيغدور ليبرمان.
وعلى أطراف شرق مدينة غزة، حمل متظاهرون على أكتافهم نعشا ملفوفا بالعلم الإسرائيلي كُتب عليه "نهاية إسرائيل".
كما أطلق فتية عشرات الطائرات الورقية رسم عليها العلم الفلسطيني في أجواء مناطق السياج الفاصل.
في المقابل، زعم الجيش الإسرائيلي إن عدة محاولات جرت لـ "المساس بالحاجز الأمني واختراقه، كما كانت هناك محاولات لرمي قنبلة وزجاجات حارقة والقيام بأعمال الشغب في منطقة الحاجز الأمني".
وكانت اللجنة التنسيقية لمسيرات العودة وكسر الحصار في غزة أطلقت اسم جمعة "حرق العلم الإسرائيلي ورفع العلم الفلسطيني" على الجمعة الثالثة من المسيرات.
وجرى في إطار ذلك نصب ساريات بطول 25 مترا في خمس مناطق رئيسة للمسيرات على طول السياج الفاصل بين قطاع غزة وإسرائيل ورفع العلم الفلسطيني.
ودعت اللجنة التنسيقية في ختام المواجهات إلى الاحتشاد الشعبي عند أطراف شرق قطاع غزة يوم الجمعة القادم تحت شعار "جمعة الشهداء والأسرى".
واشادت حكومة الوفاق الوطني بمبادرة رفع العلم الفلسطيني خلال المواجهات عند أطراف شرق قطاع غزة.
وقال المتحدث باسم الحكومة يوسف المحمود في بيان إن "الحكومة تقف بإجلال واكبار أمام دماء شهداء الشعب الفلسطيني وأمام رفع علمنا الوطني والقومي".
وأضاف المحمود "كما تقف الحكومة احتراما وتعظيما لكافة جماهير الشعب الفلسطيني خاصة في قطاع غزة التي ترفع العلم المفدى وتدافع عنه وتهب دفاعا عن الوطن".
واعتبر المتحدث أن ذلك "يدشن خطوط الكفاح والنضال العربي الفلسطيني النبيل الذي يمثل أنقى واطهر نماذج النضال والكفاح الإنساني في الدفاع عن الحقوق والثوابت الوطنية".
بدوره، قال الناطق باسم حركة المقاومة الإسلامية (حماس) فوزي برهوم إن "حرق الجماهير للعلم الاسرائيلي رسالة لكل المطبعين وللعالم أجمع أنه لن يستطيع كائنا من كان منح شرعية للاحتلال على أرض فلسطين وأن الشعب الفلسطيني هو صاحب الأرض والقرار".
من جهته، قال القيادي في حركة الجهاد الإسلامي خالد البطش "سنمارس كل أشكال المقاومة الشعبية والمسلحة من أجل العودة إلى أراضينا المحتلة ونحرق العلم الإسرائيلي لدعم ذلك".
وتقوم على مسيرات العودة على أطراف شرق قطاع غزة لجنة تنسيقية مشكلة من الفصائل الفلسطينية ومؤسسات حقوقية وقطاعات شعبية وشبابية وتتضمن نصب مئات الخيام للاعتصام فيها.
وتشهد تلك الخيام فعاليات شعبية وثقافية متنوعة يريد القائمون عليها أن يعززوا استقطاب أكبر حشد شعبي ممكن فيها وإبقاء المشاركة في مسيرات العودة قويا.
وفي إطار ذلك، عمدت نساء فلسطينيات إلى إعداد الخبز الصاج على نار الحطب في خيام العودة شرق جباليا شمال قطاع غزة.
وحسب القائمين على المسيرات فإنها ستتواصل وصولا إلى ذروتها في 15 أيار (مايو) المقبل الذي يصادف ذكرى النكبة الفلسطينية.
وهددت إسرائيل بأنها ستبقي على الأوامر التي أصدرتها إلى جنودها بإطلاق النار على كل من يقترب من السياج الفاصل خلال تظاهرات قطاع غزة.