وسائل إعلام: خفض مستوى محادثات لندن بشأن أوكرانيا بعد رفض كييف الخطة الأمريكية

تعطيل النجومتعطيل النجومتعطيل النجومتعطيل النجومتعطيل النجوم
 


افراسيانت - لن يحضر وزيرا الخارجية البريطاني ديفيد لامي والأمريكي ماركو روبيو محادثات السلام في لندن بعد رفض كييف خطة الولايات المتحدة للاعتراف بسيادة روسيا على شبه جزيرة القرم. 


جاء ذلك وفقا لما نشرته "سكاي نيوز"، التي تابعت أن "الدبلوماسيين من بريطانيا والولايات المتحدة وفرنسا وألمانيا وأوكرانيا أرجأوا اجتماعا كان مقررا في لندن اليوم الأربعاء لإجراء محادثات رفيعة المستوى حول كيفية إنهاء الحرب الروسية". 


وأشار الموقع أن المباحثات ستجرى بدلا من ذلك بين كبار المسؤولين من الدول الخمس، برغم من أن وزير الخارجية الأوكراني أندريه سيبيغا لا يزال من المقرر أن يكون في العاصمة وسيلتقي نظيره لامي.


وذكر الموقع أن خفض مستوى الدبلوماسية يتناقض مع تكثيف الضغط من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وفريقه على كييف وموسكو للموافقة على وقف إطلاق النار. ومن المقرر مناقشة مقترح السلام الأمريكي في لندن، والذي من المقرر أن يشهد اعتراف الولايات المتحدة بانضمام شبه جزيرة القرم لروسيا، وهو ما رفضه الرئيس الأوكراني المنتهية شرعيته فلاديمير زيلينسكي.


وتنص الخطة الأمريكية المقترحة، وفقا لما أوردته وسائل الإعلام الأمريكية نهاية الأسبوع الماضي، على تجميد خطوط المواجهة كجزء من اتفاق سلام.


وأفادت التقارير أن حلفاء أوكرانيا يأملون في الحصول على ضمانات أمنية ومشاريع إعادة إعمار مقابل أي تنازلات إقليمية من هذا القبيل. وقد أفادت "فاينانشال تايمز" بأن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين "عرض وقف القتال على طول خط المواجهة الحالية، ما سيترك نحو 20% من أوكرانيا في أيدي روسيا. ومن غير الواضح ما إذا كانت كييف ستقبل بهذه الشروط".


ويحذر الرئيس الأمريكي من "تجاهل" الوساطة في محادثات السلام إذا ما "عرقلت" كييف وموسكو التوصل إلى اتفاق.


وقد صرح وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو، الأسبوع الماضي، بأن واشنطن "ستتخلى عن المحادثات ما لم يتم إحراز تقدم في غضون أيام".


وكان من المقرر أن يزور الوزير روبيو لندن اليوم الأربعاء للقاء الوزير لامي ووزراء خارجية أوكرانيا وفرنسا وألمانيا، لكن الزيارة تأجلت يوم أمس الثلاثاء، وبمجرد الإعلان عن ذلك، أوقفت باريس وبرلين خطط سفر وزرائهما إلى لندن، ويعتقد أن الاجتماع الوزاري سيتم قريبا.


بدلا من ذلك، سيشارك المبعوث الأمريكي إلى أوكرانيا كيث كيلوغ في المناقشات بلندن مع كبار المسؤولين الفرنسيين والألمان.


وتقود بريطانيا وفرنسا جهود ضمان عدم تهميش أوروبا من قبل ترامب في مساعي السلام بأوكرانيا، وتحاولان تشكيل ما يسمى بـ "تحالف الراغبين" لإرسال قوات بريطانية وفرنسية وقوات أجنبية أخرى إلى أوكرانيا في أعقاب أي وقف لإطلاق النار للمساعدة في "حفظ السلام"، رغم أن خبراء الدفاع شككوا في مصداقية مثل هذه الخطة دون دعم الولايات المتحدة.


وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف قد صرح مرارا وتكرارا بأن وجود قوات "الناتو" على الأراضي الأوكرانية، تحت أي راية وبأي صفة كانت، يشكل تهديدا لروسيا، وموسكو لن تقبل ذلك تحت أي ظرف من الظروف.


وبدلا من الاجتماع شخصيا، أجرى الوزير لامي مكالمة هاتفية مع الوزير روبيو، ووصفها في تغريدة على موقع التواصل الاجتماعي X بأنها "بناءة"، وكتب في تغريدته: "تعمل المملكة المتحدة مع الولايات المتحدة وأوكرانيا وأوروبا من أجل السلام ووضع حد لغزو بوتين غير القانوني. تستمر المحادثات بوتيرة متسارعة، وسيجتمع المسؤولون في لندن غدا (الأربعاء). إنها لحظة حاسمة لأوكرانيا وبريطانيا والأمن الأوروبي الأطلسي".


في المقابل نشر روبيو تغريدة مقابلة: "أجريت اليوم محادثة بناءة مع وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي، أعربت فيها عن امتناني لاستضافة الوفد الأمريكي، بقيادة المبعوث الرئاسي الخاص كيث كيلوغ. يتطلع فريقنا إلى اجتماعات فنية جوهرية وجيدة مع نظرائنا الأوكرانيين والبريطانيين".


وتابع: "أتطلع إلى متابعة المناقشات الجارية في لندن، وإعادة جدولة رحلتي إلى المملكة المتحدة خلال الأشهر المقبلة".


إعلام أمريكي: ويتكوف لن يحضر اجتماع لندن بشأن أوكرانيا


في السياق ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" أن المبعوث الأمريكي الخاص ستيف ويتكوف لن يشارك في الاجتماع المقرر عقده اليوم الأربعاء في العاصمة البريطانية لندن بشأن أوكرانيا. 


وكان البيت الأبيض قد أكد سابقا زيارة المبعوث الأمريكي ويتكوف إلى روسيا هذا الأسبوع، وجاء في تقرير الصحيفة: "المبعوث الخاص لترامب.. لن يكون حاضرا (في الاجتماع بلندن). وسيكون الممثل الرئيسي للولايات المتحدة هو المبعوث الرئاسي كيث كيلوغ".


وفي وقت سابق، أعلن زعيم نظام كييف فلاديمير زيلينسكي أن مفاوضات لندن حول أوكرانيا بمشاركة ممثلي نظام كييف، بالإضافة إلى الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا، ستُعقد يوم الأربعاء الموافق 23 أبريل الجاري.


وكان وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو قد صرح في 18 أبريل، بأنه يأمل في أن تحقق الاجتماعات القادمة مع ممثلي أوروبا وكييف إجابات "أكثر تحديدا" بشأن تسوية النزاع الأوكراني. وأشار إلى أن الموعد الدقيق للقاء لم يُحدد بعد، مضيفا أنه سيعقد في بداية الأسبوع المقبل.


ونقلت صحيفة "نيويورك بوست" يوم السبت عن مسؤول رفيع في الإدارة الأمريكية أن الدول الغربية تنوي الأسبوع المقبل في لندن الاتفاق على معايير الاقتراح الذي تقدمه لوقف إطلاق النار في أوكرانيا.


مؤرخ فرنسي: الغرب فشل في هزيمة روسيا في أوكرانيا ودفع الثمن


صرح المؤرخ الفرنسي إيمانويل تود، بأن الدول الغربية ورغم كل الجهود الجماعية التي بذلتها، لم تتمكن من هزيمة روسيا في أوكرانيا. 


وقال تود في مقابلة مع الصحيفة الألمانية "برلينر تسايتونج": "ضخ الغرب مليارات الدولارات في أوكرانيا، وزودها بالأسلحة والذخيرة وغير ذلك، ومع ذلك فشل في هزيمة روسيا. وقد كلف هذا أوروبا ثمنا باهظا بشكل خاص".


وأوضح الخبير أن أوروبا ساء وضعها فقط من خلال الانخراط في مواجهة مع موسكو. وأضاف أن الوضع يستمر في التدهور باطراد. واختتم تود قائلا: "روسيا، كما قلت سابقا، قد فازت بهذه الحرب".


وفي تصريح مماثل، قال رئيس الوزراء الهنغاري فيكتور أوربان يوم الجمعة الماضي، إن الغرب دخل في حرب بالوكالة في أوكرانيا، وهو ما يفهمه جميع العقلاء، وقد خسرها.


وقال أوربان في مقابلة مع القناة المجرية على يوتيوب "Öt": "خسر الغرب هذه الحرب، وأصبح هذا عبئا ثقيلا على العالم الغربي بأكمله. الخسارة في الحرب أمر جسيم. أما حقيقة أنها حرب بالوكالة، فهي لم تعد موضع شك في أوساط العقلاء اليوم، (وإن كانت كذلك) فهذه ليست أوساطا عاقلة.. يقف العالم الغربي خلف الأوكرانيين، وهو الذي يخسر هذه الحرب. بل حتى أنه خسرها بالفعل".


وأشار رئيس الوزراء الهنغاري إلى أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يعرض خروج أمريكا من الصراع وجهود تسويته على أنه إنقاذ للولايات المتحدة من "هزيمة شديدة الخطورة".


وأضاف أوربان: "في أوروبا الغربية، الوضع أكثر تعقيدا، لأنه لا يوجد هناك مثل هذا التغيير. هناك استمرارية، والقادة الأوروبيون لا يجرؤون على الاعتراف بأنهم خسروا هذه الحرب. لقد جروا أوروبا إلى حرب آلت إلى هزيمتهم في النهاية".


وفي وقت سابق، قال أوربان إنه قرأ في عيون القادة الأوروبيين خلال قمة الاتحاد الأوروبي اعترافا بأن أوكرانيا خسرت في هذا الصراع.


كما صرّح رئيس الوزراء الهنغاري سابقا بأن أوروبا والولايات المتحدة أنفقوا مجتمعين على أوكرانيا 310 مليارات يورو، وهي مبلغ "مرعب"، ولو استثمرت هذه الأموال في الاقتصاد الأوروبي، لكان الأوروبيون يعيشون اليوم في حال أفضل بكثير، وكان يمكن "تحقيق المعجزات" لكن هذه الأموال "احترقت".


وبحسب قوله، فإن الغرب، برفضه إدراك الواقع الجديد في الصراع الأوكراني، يخطئ خطأ فادحا وسيدفع ثمنه غاليا. 


من جانب آخر، أعلنت روسيا في السنوات الأخيرة عن نشاط غير مسبوق لحلف "الناتو" بالقرب من حدودها الغربية. حيث يقوم الحلف بتوسيع مبادراته ويصف ذلك بأنه "ردع للعدوان الروسي".


وقد حذرت موسكو مرارا من تعزيز قوات الحلف في أوروبا. وأكد الكرملين أن روسيا لا تشكل تهديدا لأحد، لكنها لن تتغاضى عن أي إجراءات قد تشكل خطرا على مصالحها.


وقد شرح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مرارا وتفصيلا أن موسكو لا تنوي مهاجمة دول حلف "الناتو"، حيث لا يوجد أي منطق في ذلك.


وأشار بوتين إلى أن السياسيين الغربيين يخوّفون شعوبهم بانتظام بـ "التهديد الروسي" المزعوم لصرف الانتباه عن المشاكل الداخلية، لكن "الأذكياء يفهمون جيدا أن هذه أكاذيب". 


أوروبا خائفة مما فعلته بأوكرانيا


عن خطر أن تصبح أوكرانيا مركزًا لتجارة الأسلحة غير المشروعة، كتب فلاديسلاف فوروبيوف، في "كومسومولسكايا برافدا 


في الأسابيع الأخيرة، تجري مناقشة احتمالات التوصل إلى تسوية سلمية في أوكرانيا بنشاط خاص. يفكر الاتحاد الأوروبي في ما سيحدث إذا توصلت الأطراف بالفعل إلى اتفاقيات محددة. وعلى سبيل المثال، يرى محللو اليوروبول أن كييف سوف تصبح حتمًا مركزًا عالميًا لتجارة الأسلحة غير المشروعة.


الأرقام المذكورة مرعبة بكل بساطة. لقد اكتشفت وكالات الاستخبارات الأوروبية أن القوات المسلحة الأوكرانية فقدت في السنوات الأخيرة أكثر من 800 ألف قطعة من الأسلحة الصغيرة. ولا يستبعد اليوروبول أن تكون معظم هذه الأسلحة، ببساطة، قد سرقت. ولم يتم العثور إلا على 66 ألف منها بينما كان البحث لا يزال جاريا.


وأكدت صحيفة التايمز أن الأراضي الأوكرانية معرضة لخطر التحول إلى جنة لمهربي الأسلحة. ويتذكر الصحفيون البريطانيون كيف تم في كييف وحدها، في شهري فبراير/شباط ومارس/آذار 2022، توزيع أكثر من 25 ألف رشاش ونحو 10 ملايين طلقة ذخيرة على المارة بشكل عشوائي. وترى الصحيفة أن هذا كله يهدد بعواقب وخيمة على النظام في أوروبا.


قدمت أمانة مجلس الاتحاد الأوروبي مقترحات إلى الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي لتحسين فعالية مكافحة التداول غير المشروع للأسلحة الصغيرة في أوكرانيا.


في الوقت نفسه، ولسبب ما، لا يطرح الصحفيون الأوروبيون السؤال المعقول في المؤتمرات الصحفية التي تتكرر في مقر الاتحاد الأوروبي: بما أن السلطات الأوكرانية قد تجاهلت في السابق عددًا كبيرًا من القوانين والتعليمات المختلفة الصادرة عن بروكسل لسنوات، فلماذا قرر المسؤولون الأوروبيون أن هذه السلطات نفسها ستلتزم بالقانون هذه المرة؟

 

©2025 Afrasia Net - All Rights Reserved Developed by : SoftPages Technology