افراسيانت - إل باسو، تكساس (الولايات المتحدة) - لا يزال مصير 2300 طفل تم فصلهم عن عائلاتهم على الحدود بين الولايات المتحدة والمكسيك مجهولا ، وذلك بعد يومين من إصدار الرئيس دونالد ترامب مرسوما ينهي فصل عائلات المهاجرين غير الشرعيين، فيما اتهم ترامب الديموقراطيين باختلاق قصص "زائفة" عن معاناتهم لتحقيق مكاسب انتخابية.
وبينما استسلم الرئيس الأميركي للغضب الدولي بشأن فصل العائلات، لم تتمكن الوكالات الحكومية من تحديد مصير الأطفال الذين تم إرسالهم إلى مخيمات وغيرها من المنشآت في انحاء البلاد ريثما توجه السلطات اتهامات لذويهم بشأن ارتكاب مخالفات تتعلق بالهجرة.
ورغم تراجعه بشأن مسألة فصل الأطفال عن ذويهم، إلا أن الرئيس الاميركي أصر على التزامه بسياسة "عدم التساهل" الهادفة إلى منع تدفق المهاجرين من أميركا الوسطى.
وقال ترامب عبر (تويتر) "علينا الحفاظ على حدود جنوبية قوية. لا يمكننا السماح للمهاجرين غير الشرعيين باجتياح بلادنا في وقت يروي الديموقراطيون قصصهم الزائفة عن الحزن والاسى على أمل أن تساعدهم في الانتخابات".
واتهم الديموقراطيين بـ "الخداع"، فيما حض النواب من الحزب الجمهوري على "التوقف عن إضاعة وقتهم بمسألة الهجرة" إلى ما بعد انتخابات منتصف الولاية الرئاسية في تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل.
وتأتي تصريحات الرئيس غداة فشل الجمهوريين المنقسمين في الكونغرس في تمرير قانون كان سيتم بموجبه إصلاح القوانين المتعلقة بالمهاجرين غير الشرعيين واقتراح آخر تم تأجيل التصويت عليه حتى الأسبوع المقبل.
وفي وقت سعت ميلانيا ترامب إلى التعبير عن اهتمامها بالملف من خلال زيارة مفاجئة لأطفال مهاجرين على الحدود الخميس، بقيت الإدراة الأميركية محاصرة بالشهادات المستمرة من عائلات غير قادرة على العثور على أطفالها وسط غياب المنظومة اللازمة للم شملهم.
وصباح امس، تظاهر محتجون خارج منزل وزيرة الامن الداخلي كريستن نيلسن بعد يومين من إعلان ترامب أن وزارتها ستتولى ملف العائلات على الحدود.
ورفعوا لافتات كتب عليها "خاطفة الأطفال" بأحرف كبيرة إلى جانب صور نيلسن التي تعرضت لانتقادات شديدة.
وبدأت السلطات لم شمل بعض العائلات. لكن لم يتضح إن كانت عمليات لم الشمل هي لـ 700 طفل اخذوا من ذويهم بين تشرين الأول (اكتوبر) ونيسان (ابريل) أو لـ 2300 طفل تم فصلهم عن عائلاتهم منذ بدأت ملاحقة المهاجرين غير الشرعيين قانونيا مطلع ايار (مايو) الماضي.
وبين الذين لم يعلموا بعد مصائر أطفالهم سيندي مدريد من السلفادور التي لقنت ابنتها البالغة من العمر ست سنوات رقم هاتف شقيقتها المقيمة في الولايات المتحدة قبل عبورهما الحدود وفصل العائلة.
وكان صوت الطفلة التي رددت الرقم بين أصوات الأطفال التي تضمنها تسجيل يعتقد أنه تم تسريبه من داخل مركز احتجاز زاد من حدة المعارضة لعمليات الفصل.
لكن منذ ذلك الحين، لم يحصل الأهالي على كثير من المعلومات بشأن الكيفية التي سيتمكنون من خلالها رؤية أطفالهم مجددا.
ويواجه الجمهوريون الذين يحظون بالأغلبية في الكونغرس ضغوطا متزايدة للتعامل مع مسألة الهجرة غير الشرعية لكن النواب فشلوا في تمرير أي من قانونين في مؤشر على شدة الانقسامات التي تشهدها صفوف الحزب.
وعبر عشرات الآلاف من كل من غواتيمالا وهندوراس والسلفادور واجزاء من المكسيك التي تعاني جميعها من الفقر والعنف الحدود الأميركية منذ العام الماضي حيث قدموا طلبات لجوء.
لكن حملة السلطات الأمنية لم تردعهم.
وقال خوسيه ابل مينديز (28 عاما) الذي سافر من السلفادور مع زوجته وأطفالهما البالغة أعمارهم عشرة شهور وست وعشر سنوات لوكالة (فرانس برس) قرب الحدود "لا نرى في العودة إلى حيث أتينا خيارا".
وتنتظر عائلة مينديز المسؤولين الأميركيين للسماح لها بتقديم طلب رسمي للجوء منذ أسبوعين، وهي مدة انتظار طويلة تدفع الكثيرين إلى عبور الحدود بشكل غير شرعي، وفق ما يقول ناشطون.
وقال ويلدر لوبيز من هندوراس الذي كان يتحين كذلك الوقت المناسب للعبور في بلدة تيجوانا "أخاطر في محاولة للحصول على حياة أفضل".
وبدت الحكومة مستعدة لسيناريو استمرار تدفق المهاجرين.
وافادت وزارة الدفاع أنها تجهز 20 الف سرير مؤقت في قواعد عسكرية لابقاء الأطفال الذين يعبرون الحدود وهم غير مصحوبين ببالغين.
ويتم حاليا احتجاز نحو عشرة الاف طفل غير مصحوبين ببالغين إضافة إلى اولئك الذين تم فصلهم عن ذويهم على الحدود.