افراسيانت - تلخص صورة واحدة ما تمخض عن قمة “الناتو” الاحيرة، حيث ظهر الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلنسكي وحيدا قبيل التقاط صورة جماعية لزعماء دول الحلف فقد اثارت خيبة الأمل التي حملها بيان القمة الختامي لزيلنسكي سخرية رواد مواقع التواصل الاجتماعي، حيث انهالت التعليقات الساخرة عليه وأشار نشطاء إلى أنه سيلقى مصير بعض الزعماء الذين دعمتهم واشنطن في البداية وتركتهم لاحقا ليواجهوا نهاية غير متوقعة.
تظهر إحدى الصور المتداولة الرئيس الأوكراني وهو يقف وحيدا ممتعضا في الصورة الجماعية، بينما انشغل الموجودون بالأحاديث الجانبية، في تجاهل واضح لزيلنسكي الذي يلهث لانضمام بلاده إلى حلف “الناتو”.
قي 22 مايو 2022 أكد زيلينسكي أن وحدها السبل “الدبلوماسية” يمكنها إنهاء الحرب في أوكرانيا في وقت باتت المفاوضات بين كييف وموسكو في طريق مسدود.
وقال زيلينسكي خلال مقابلة مع محطة تلفزيونية أوكرانية “نهاية النزاع ستكون دبلوماسية” مضيفا “الحرب ستكون دامية، وتتخللها معارك وقتال إلا انها ستنتهي قطعا عبر السبل الدبلوماسية”.
وتابع “ثمة أمور لن نتمكن من تحقيقها إلا حول طاولة المفاوضات. فما الذي جرى ؟
الواقع ان أطماعه لا تنتهي، ومطالبه لا تتوقف.. هكذا يمكن وصف الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الذي أضحى ذليلا للغرب في مقابل المساعدات.. وضاق الحلفاء به ذرعا، فبدأت موجةسخط عليه في الغرب، على المستويين السياسي والشعبي.
طماع زيلينسكى وضعته فى مرمى نيران الحلفاء.. وزير دفاع بريطانيا: لسنا "أمازون سلاح" وعلى كييف إظهار المزيد من الامتنان.. مستشار بايدن: الشعب الأمريكى يستحق الشكر..
اذن تغيرت نبرة حلفاء أوكرانيا وفى مقدمتهم بريطانيا وأمريكا للمرة الأولى منذ بدء الهجوم الروسى منذ اكثر من عام، حيث طالب وزير الدفاع البريطانى ومستشار الأمن القومى الأمريكى أوكرانيا بإظهار مزيد من الامتنان للمساعدة التى تلقتها من الغرب، رد على شكاوى الرئيس الأوكرانى فولوديمير زيلينسكى من أن بلاده لم تصدر جدول زمنى ثابت أو مجموعة شروط للانضمام إلى الناتو.
وقال بن والاس، وزير دفاع بريطانيا: "سواء أحببنا ذلك أم لا، يريد الناس أن يروا القليل من الامتنان"، عندما سئل عن إحباط زيلينسكى لعدم تلقيه دعوة رسمية للانضمام إلى الناتو، ونصح أوكرانيا بذلك.
وأشار والاس، الذى قدم ملاحظاته كنصيحة مفيدة، أن أوكرانيا لديها عادة معاملة الحلفاء، بما فى ذلك المملكة المتحدة، كما لو كانوا مستودعات أمازون لكن للأسلحة - ولم تكن حريصة دائمًا على محاولة كسب المزيد من السياسيين المتشككين فى الولايات المتحدة أو الكونجرس الأمريكى وأماكن أخرى.
وبحسب صحيفة الجارديان، أشار والاس إلى أنها ليست المرة الأولى التى يتحدث فيها إلى كييف عن هذا الأمر. قال: "أخبرتهم أنه فى العام الماضى، عندما كنت أقود السيارة لمدة 11 ساعة للحصول على قائمة ، أننى لست مثل أمازون، ولاحظ أن أوكرانيا لديها عادة، بمجرد حصولها على نوع واحد من الأسلحة، تبدأ على الفور فى الضغط من أجل شخص آخر".
وقال جيك سوليفان، مستشار الأمن القومى الأمريكي: "الشعب الأمريكى يستحق بالفعل درجة من الامتنان"، ردًا على سؤال محدد من ناشط أوكرانى سأل عما إذا كان جو بايدن يحجب عضوية الناتو لأنه يخشى خسارة روسيا.
التبعية التامة لامريكا حين وصع زيلنسكي نفسه كدمية لتنفيذ سياسات واشنطن مسالة غير خاقية على احد ولو كان ثمنها تشريد اكثر من 15 مليوناوكراني وتدمير كل شئ في اوكرانيا .
لهذا فان صراعا خطيرا قد بدأ بين فلاديمير زيلينسكي والعسكريين الأوكرانيين. رغم ان زيلنسكي يحاول احتواؤة بالاقالات ومحاولة ايجاد موالين له رغم انه يعرف ويعرف الغرب ان هؤلاء جميعا غارقون في الفساد ومستفيدون من المساعدات الغربية التي تذهب الى الحسابات الخاصة .
جيران اوكرانيا سأموا ايضا ففي المثال، فإن بولندا مترددة، فتارة تقول إنها ستستقبل اللاجئين، وتارة أخرى تقول إنها لن تستقبلهم، وتارة تطلب أموالا، وتارة أخرى تقول إن الأموال سترسَل إلى أوكرانيا عبرها؛ لقد اتفقوا بالفعل على اقتطاع غرب أوكرانيا. ، فقد بدأ بالفعل صراع خطير ومواجهة بين زيلينسكي والعسكريين الأوكرانيين".
هذا يرجع إلى حقيقة أن الجيش الأوكراني أدرك أنه لم يعد بإمكانه القتال: "الجيش، يعي أكثر من أي شخص آخر، ماهية الصراع مع روسيا؛ الرجال العسكريون يموتون هناك. وهم يدركون ويرون مدى قدرتهم على القتال، ولن يكونوا قادرين على القتال في المستقبل. وكما ترون لقد غيرت روسيا تكتيكاتها".بحسب الرئيس البيلاروسي
كذلك رآى نائب رئيس مجلس الأمن الروسي، دميتري مدفيديف، في وقت سابق، أن الوعي القومي البولندي قد تعزز على خلفية الأزمة في أوكرانيا؛ حيث أصبح ضم المحافظات الغربية من أوكرانيا إلى بولندا، تحت ستار العبارات الجميلة، استحواذاً مرغوبا به بالنسبة لوارسو.
لم يكن الانطباع الأولي، الذي تشكّل لدى أكثرية المراقبين فور إعلان قمّة حلف الناتو في عاصمة ليتوانيا، عن تقديم الدول الصناعية السبع الكبرى ضمانات أمنية طويلة المدى لأوكرانيا، زائفاً عند من قرأوه على أنه بيان تأسيسي مفصل، بجدول زمني محدّد، لتخليق دولة إسرائيلية جديدة في شرق أوروبا، تحاكي سابقتها القائمة في الشرق الأوسط من عدّة أوجه، تتنكّب دروب إقامة الثكنة الأولى خطوة بخطوة، وتماثلها من حيث الغاية والنشأة والوظيفة والدور المختلف باختلاف المكان، المتطابق إلى أبعد الحدود مع الهدف النهائي للمنتج المنفّذ المخرج نفسه، أي للغرب الاستعماري ذاته بشحمه ولحمه، وذلك وفق ما تستبطنُه خطّة زرع شوكة فولاذية حادّة في الخاصرة الروسية، لاحتواء الدبّ السيبيري وتستنزف دمَه قطرة قطرة.
ومع أن ربيبة الغرب هنا لم تنل عضوية حلف شمالي الأطلسي مثلها مثل أوكرانيا، ولم تتمتّع بمظلته النووية أيضاً، لكنها ظلت تحظى بأفضل ما يمنحه حلف الأقوياء هذا لأعضائه من ميزاتٍ أمنية وتسليحية وموارد مالية، وفوق ذلك حماية سياسية ودبلوماسية، وفّرت لآخر دولة احتلال قدرات هائلة للتوسّع والعدوان من دون خشية من مساءلة، وحقّقت لها تفوّقاً نوعياً على محيطها الإقليمي كله، الأمر الذي أوجد منها نموذجاً يُحتذى به لإملاء المواقف على الغير بالقوة العسكرية المجرّدة، وفرض الحقائق على الأرض بمنطق الغلبة والإكراه.
والحق أنّ إسرائيل الثانية هذه قد اجتازت، في واقع الأمر، مرحلة التأسيس منذ مدّة، وبلغت درجة متقدّمة من حيث النشأة الكيانية، بعدما نجح الرئيس الأوكراني في لفت انتباه داعميه الغربيين إلى النموذج الذي كان يستهوي قلب فولوديمير زيلنسكي منذ بدء الغزو الروسي لبلاده، حين دعا، في ذلك الوقت المبكّر، إلى إقامة ما سمّاه النص الحرفي "إسرائيل أوروبية"، في إشارة إلى ما تحوزه محبوبة روحه هذه من أسلحة وتكنولوجيات حربية، تدفّقت في معظمها من الترسانة الأميركية، فيما واصل الممثل الكوميدي السابق ضغوطه الملحّة، أو قل ابتزازاته، للحصول على السلاح والعتاد والمال اللازم لصدّ غزاة بلاده.
كلّ ما حدث في ليتوانيا أنّ الغرب نفخ من روحه الاستعمارية في أوصال الكيان الإسرائيلي قيد التأسيس هذا، ومنحه شهادة ميلاد قانونية ممهورة بتواقيع سبعة رؤساء دول كبرى مدجّجة بالحديد والنار والتسيّد، من خلال "ضمانات أمنية طويلة المدى" معلومة الوسيلة والغاية، على غرار ما خصّ به الأوروبيون، ومن بعدهم الأميركيون، الدولة العبرية منذ قيامها قبل نحو 75 سنة مليئة بالعدوان وسفك الدماء والتوسّع، ليس ضد الفلسطينيين هذه المرّة، وإنما ضد روسيا الاتحادية، قبل أزيد من 500 يوم، وراحت تواجه على طول الخط حرباً بالوكالة، ليس مع جيوش الغرب وجهاً لوجه، وإنما مع أحدث ما لدى داعمي زيلنسكي هؤلاء من تكنولوجيات حربية فتّاكة.
ألقت أميركا بكامل وزنها الهائل وراء أوكرانيا، وأخذت تُعمّد بلداً أكبر من إسرائيل الأولى، ديمغرافياً وجغرافياً، وربما أشد شراسة، تحت شعار صدّ غزو ، فان ذلك كله لا يحرف الأنظار عن حقيقة أن إعادة تكوين دولة تحاكي دولة فاشية تحتل شعباً آخر، هو أمر استعماري وغير اخلاقي .
يقول احد المستشارين الاوكران السابقين ، أوليغ سوسكين: "زيلينسكي توقف عن إلقاء لحم الرجال، لا يوجد مكان لبناء مقبرة، لم تعد هناك أرض. جميع المستشفيات ممتلئة. ألغى الأحكام العرفية وأعلن وقف إطلاق النار".
يضيف: "الوضع في منطقة الصراع صعب للغاية، تعاني القوات المسلحة الأوكرانية من نقص حاد في الأفراد، ونتيجة لذلك يتم القبض على الناس في الشارع وإرسالهم إلى الجبهة".
اما الناشط الأمريكي في مجال حقوق الإنسان أجامو بركة، فيشير بأن الولايات المتحدة تخطط لجعل الرئيس الأوكراني، فلاديمير زيلينسكي، كبش فداء لتتنصل من كارثة تسببت بها في أوكرانيا.
يقول تقرير ألماني أن رئيس أوكرانيا فلاديمير زيلينسكي، أخفى عمدا معلومات عن الشعب الأوكراني حول إمكانية شن روسيا لعملية عسكرية خاصة.
ونبه التقرير الذي نشرته صحيفة "برلينر تسايتونج" الألمانية، ونقلته عدد من وسائل إعلام عالمية إلى أن ممثلي مختلف القوى السياسية في أوكرانيا يعتقدون جديا أن زيلينسكي ارتكب جريمة ضد شعبه.
وأشار التقرير إلى تصريحات زيلينسكي نفسه، الذي اعترف لصحيفة "واشنطن بوست" بأنه لم يحث الأوكرانيين على "تخزين المال والطعام" لتجنب الذعر، بسبب تدفق سبعة مليارات دولار إلى خارج البلاد كل شهر.
في حين اعتبرت الكاتبة المسرحية كاترينا بابكينا ما فعله زيلينسكي،"جريمة " قائلة: "هذا ليس نوعا من المراقبة، وليس خطأ، وليس سوء فهم عرضي، هذا ليس حتى خطأ في التقدير الاستراتيجي، هذه جريمة".
ولفت التقرير إلى أن زيلينسكي زود مواطنيه ببيانات خدماته الخاصة التي كانت في الغالب مطمئنة ومتناقضة مع معلومات الأمريكيين.
يذكر أن الرئيسة المشاركة لفصيل "التضامن الأوروبي" الأوكراني إيرينا غيراشينكو ، قالت في وقت سابق إن بعض قنوات "تليجرام " المجهولة المصدر لا تخلو أن تكون السلطات الأوكرانية هي من يديرها بالإضافة لمكتب فلاديمير زيلينسكي.
والمعنى المهم الذي تعنيه هذه الخطوة أن طرف المباراة الصفرية من المعسكر الغربي، وهما إدارة بايدن وحكومة زيلينسكي، وليس الولايات المتحدة ودولة أوكرانيا. فبايدن بعد أن استثمر كثيراً، ورمى بكل ثقل بلاده في هذه المعركة وضع مستقبله ومستقبل حزبه السياسي الديمقراطي في هذا الجانب الذي سيعني هزيمته خسارة الانتخابات الرئاسية، سواء كان المرشح، وهذا حتى الآن الأرجح، أو مرشح الحزب الذي أبدى بعض أعضائه تحفظهم ضد القرار.
وعلى صعيد آخر، فإن زيلينسكي لا يأبه لكل ذلك فهو لا يملك الارادة لتحديد ما يريده الاوكران وانما يخضع لما تريده الولايات المتحدة الامريكية .
يمكن القول إن سيناريوهات المستقبل أصبحت أكثر وضوحاً وبساطة، وعلى رغم أن المراقبين سيحاولون الحذر في توقع النتائج خاصة بعد تزويد اوكرانيا بالقنابل العنقودية من قبل الولايات المتحدة الامريكية فالأرجح أننا أمام احتمالين أكثر وضوحاً من ذي قبل، الاحتمال الأول أن هذا التطور لن يحول دون هزيمة أوكرانيا، وتأكد فشل هجومها العسكري المضاد، وغالباً ستصعد روسيا من ردها العسكري وستزداد نقمة وغضب الشعوب الغربية ضد كل هدر الموارد الذي جرى مما سيترتب على ذلك أزمة واسعة النطاق في المعسكر الغربي، وحسم خروج بايدن من السباق الرئاسي واحتمال تحرك أطراف مثل فرنسا وألمانيا بخطوات استدعاء للطرف الصيني للخروج من هذه الورطة.
يقول الرئيس الروسي بوتين: "الطموحات الباهظة والغطرسة والتساهل تتحول حتما إلى مأساة. هذا هو سبب الكارثة التي يعيشها الشعب الأوكراني الآن".
وأضاف: "لقد أصبح (الشعب الأوكراني) رهينة الانقلاب والنظام الإجرامي لأسياده الغربيين وورقة مساومة في تنفيذ خططهم القاسية والأنانية".