افراسيانت - شهدت الأيام الأخيرة تصريحات واجتماعات لمسؤولين من دول عربية مع مسؤولين سوريين، حملت رسائل ضمنية وقعت جميعها في إطار تطبيع العلاقات مجددا مع الجمهورية العربية السورية.
لقد اصبح الجميع يعتقد أنه لا بديل عن التعامل مع دمشق، والمثال على ذلك كل من الاردن ومصر والعراق والجزائر التي لن تقبل انعقاد قمة عربية على أرضها بدون وجود سوريا ضمنها وبالتالي عودتها إلى جامعة الدول العربية".
وكان وزير الخارجية العراقي، فؤاد حسين، قد أكد عمل بلاده بهدف عودة سوريا إلى مقعدها في جامعة الدول العربية، وذلك على هامش اجتماعه بنظيره السوري، فيصل المقداد، خلال الدورة 76 للجمعية العمومية للأمم المتحدة في نيويورك.
كما التقى المقداد، الأسبوع الماضي، بنظيره المصري، سامح شكري، على هامش الاجتماعات ذاتها، حيث تم استعراض العلاقات ما بين البلدين وتطورات الأزمة السورية، ما يعكس الانفتاح المصري على هذا التوجه.
وجاء لقاء المقداد مع شكري عقب يوم من اجتماع الأول مع نظيره الأردني، أيمن الصفدي، في نفس المحفل الدولي .
علّق وزراء الخارجية العرب عضوية سوريا في جامعة الدول العربية، بعد اجتماع طارئ عُقد في العاصمة المصرية القاهرة في تشرين الثاني/ نوفمبر 2011، ومنذ أكثر من عامين وهناك حراك يطالب بعودة سوريا إلى الجامعة العربي وتجدد الحديث عن عودة سوريا إلى الجامعة العربية؛ إثر تقارير إعلامية عن عقد لقاءات سرية مؤخرا بين مسؤولين سعوديين وسوريين تمهيدا لإعادة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، وذلك بعد الكشف عن محادثات سعودية إيرانية في بغداد، وتصريح ولي العهد السعودي محمد بن سلمان بأن بلاده ترغب في إنشاء علاقات مميزة مع إيران
ما الذي تريده مصر من تطبيع العلاقات السورية الأردنية؟
الجهود المصرية السياسية تتجه نحو إنهاء الأزمة السورية. وإجهاض المشاريع التي تجري لتقسيم البلاد. وان حضور مصر الدبلوماسي. عبر لقاء وزير الخارجية المصري “سامح شكري” ووزير الخارجية السوري “فيصل المقداد” في نيويورك. على هامش جلسات الجمعية العامة للأمم المتحدة. له دلالة كبيرة. وخطوة لها حساباتها الاستراتيجية. ليس فقط لأنه أول لقاء يجمع الطرفين، بعد نحو عقد كامل من قطع العلاقات. منذ تم إعلان تجميد عضوية سوريا بالجامعة العربية. بل أيضاً للأهمية التي تحوزها مصر من عدة نواحٍ جيواستراتيجية.
قد يكون لدى مصر ملاحظات سياسية كثيرة على أداء حكومة دمشق. لكنها ترفض المآلات التي وصلت إليها سوريا. المتمثلة بظهور تكتلات ميلشياوية تستهدف التقسيم. فالقاهرة حريصة على الوحدة الجغرافية والسياسية، وصيانة الحدود الوطنية لكل الدول العربية. لأسباب تتعلق بأمنها القومي. ولذلك فهي ترى في تطبيع العلاقات السورية الأردنية فرصة لإعادة تأهيل حكومة دمشق على أسس جديدة. مع تهيئة كافة الفرص للسوريين، من مختلف المرجعيات القومية والدينية والإثنية والعرقية، كي يعيشوا حياتهم بشكل طبيعي».
لقد عادت مسألة عودة سوريا إلى الجامعة العربية على طاولة النقاش في الوقت الذي تستعد فيه الجزائر لتنظيم القمة الـ31 في أكتوبر المقبل، وسط تزايد التوترات على المستوى العربي والإقليمي وتراجع مستوى التنسيق العربي لحل القضايا الاستراتيجية، خصوصا في ظل الوضع في سوريا ولبنان واليمن. وفي هذا السياق، أوضح وزير الخارجية الجزائري، رمطان لعمامرة، في تصريح له : إن سوريا هي موضوع أساسي في تحضيرات القمة العربية المقبلة، مؤكداً خلال مؤتمر صحفي في العاصمة الجزائر إن جلوس سوريا على مقعدها في الجامعة العربية سيكون خطوة متقدمة في عملية لم الشمل وتجاوز الصعوبات الداخلية.
وأضاف أن«هناك من يعتقد أن عودة سوريا للجامعة العربية أمر إيجابي، والجزائر مع هذا الرأي
الجهود الجزائرية تتزامن مع الجهود الروسية أيضا لعودة دمشق إلى الجامعة وملء المقعد الذي غادرته دمشق منذ العام 2011، فيما تدعم العديد من الدول العربية عودة سوريا إلى الجامعة بعد نهاية الحرب ومحاولة إعادة العلاقات مع دمشق.
فهل تنجح القمة القادمة في تحقيق ذلك . نعتقد انه آن الاوان للخروج من عنق الزجاجة والسير على الطريق السليم .