افراسيانت - وجه المؤرخ الألماني ميخائيل بيسيك رسالة مفتوحة للرئيس الأوكراني بيوتر بوروشينكو حذره فيها من التعويل على "قصة حب" طويلة مع الولايات المتحدة.
وقال المؤرخ لبوروشينكو: "الآن، حينما بتم على وشك أن تصبحوا حليفا مقربا من الولايات المتحدة، يتعين عليكم أن تحذروا من أن ذلك لن يعني على الأغلب بدء قصة حب طويلة الأمد، تلد لكم أرصدة مليئة بالدولارات وجيشا مجهزا بأفضل المعدات لقتل الأعداء، وتمنحكم شعورا مريحا بالحماية، لأن مستشاريكم الأمريكيين سيدربون حاشيتكم فقط على التخلص من الخصوم، والتصفيق الحار في مجلس الأمن الدولي لكل ما تنطقون به ضد روسيا أو غيرها من خصومكم".
وقارن بيسيك في الرسالة التي نشرها موقع Antiwar الاثنين 9 مارس/آذار الرئيس الأوكراني بالدكتاتوريين، المعينين من قبل الولايات المتحدة وكذلك بالرئيس العراقي الراحل صدام حسين، الذي أطاحت وكالة المخابرات الأمريكية المركزية بمساعدته عام 1960 في العراق بنظام عبد الكريم قاسم الذي كان على علاقة وثيقة "أكثر من اللزوم" مع الاتحاد السوفيتي.
وتابع المؤرخ أن صدام حسين صار عام 1980 بعد تقلده منصب رئيس العراق حليفا لواشنطن، إلا أن الولايات المتحدة غيرت موقفها منه بعد انهيار الاتحاد السوفيتي وجعلت منه عدوا أعدمته في النهاية كما هو معروف.
وخاطب بيسيك بوروشينكو متسائلا: "أتعلتم الدرس؟ مهما قتلتم من أعداء الولايات المتحدة ،ومهما بعتم من مواردكم الطبيعية، لن تكونوا بمنأى عن العاصفة حينما تغير الريح الأمريكية وجهتها".
وأضاف المؤرخ الألماني أن الرئيس الأوكراني لن يعرف أبدا حقيقة موقف واشنطن منه مهما صافح من أيادي ساستها، ولن يعرف إن كان هؤلاء يتقبلون بجدية تحوله من مجرد إداري إلى ديمقراطي ورأسمالي.
ووصف بيسيك السياسة الأمريكية بـ"جحر الثعابين"، مشيرا إلى وجود عدد ضخم من الوكالات والمعاهد المتورطة في السياسة الأمريكية الدولية التي لن يعلم بوروشينكو عنها أبدا، فيما يعتبر الرئيس الأمريكي مجرد وسيط بينها.