تقرير أممي يؤكد أن 50 بالمئة من نفايات العالم الرقمية والمقدّرة بـ20 إلى 50 مليون طن سنويا تنتهي في أفريقيا.
داكار - افراسيانت - تشير تقارير إعلامية محلية ودولية وتحقيقات للأمم المتحدة إلى أن أفريقيا تسير شيئا فشيئا لأن تصبح مكبا عالميا للنفايات الالكترونية.
وتتوافد الآلاف من أجهزة التلفزيون والثلاجات المعطوبة والهواتف المحمولة وأجهزة الكمبيوتر التي لم تعد صالحة للاستعمال ومنتجات تحتوي على مواد معدنية وكيميائية خطيرة، عبر بلدان دون رقابة تذكر لينتهي بها المطاف إلى القارة الأفريقية التي تحوّلت لمصب للنفايات الالكترونية الخطيرة.
وينظر إلى هذه الظاهرة لكونها الأخطر في قارة تكافح من أجل الخلاص من أزماتها ونزاعاتها وحروبها الداخلية المدمرة.
ويشكل تقرير حديث لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة أكثر الاستنتاجات خطرا على مستقبل القارة، فقد تفاقمت مشكلة النفايات الإلكترونية في غرب أفريقيا من خلال استمرار تدفق المعدات من البلدان الصناعية. ورغم أنّ معظم هذه المعدّات المستوردة موجّهة لإعادة الاستخدام ، إلاّ أنّ أعدادا كبيرة منها تبدو غير صالحة تماما لأداء هذه الوظيفة.
وتؤكد تحقيقات صحفية وبحوث علمية أنّ الكثير من تلك المنتجات تحتوي على مواد كيميائية خطيرة، وهذا يعني أنّ وصولها إلى أفريقيا يصنع من الأخيرة مكبّا للنفايات الالكترونية.
ووفقا للمنظمة الأممية، فإنّ 50 بالمئة من نفايات العالم بأكمله والمقدّرة بـ20 إلى 50 مليون طن سنويا، تنتهي في أفريقيا.
وكشفت التحقيقات التابعة لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة التي أجريت خلال عام 2012 في كل من بنين وكوت ديفوار، أن حوالي نصف نفايات المعدات الكهربائية والإلكترونية المستخدمة والمستوردة، لم تعد قابلة للاستخدام أو للإصلاح.
وتمنح تلك المعدات القادمة إلى القارة في شكل مساعدات إنسانية انطباعا جيدا، غير أنّ هذا الحس الإنساني يخفي في باطنه رغبة الشركات الناشطة في دول الشمال في الخلاص وبأقل التكاليف من أجهزة الحواسيب القديمة التي لم تعد في حاجة إليها، خصوصا أن القوانين في أميركا، تماما كما في أوروبا، تجبر الشركات على إعادة تدوير أو رسكلة معداتها القديمة.
ومن هذا المنطلق، فإن تصديرها نحو أفريقيا يصبح بالنسبة إلى تلك الشركات أقل كلفة من القضاء عليها.