صنعاء - افراسيانت - حذرت اللجنة الدولية للصليب الاحمر من ان المعارك بين القوات الحكومية اليمنية والمتمردين الحوثيين في غرب البلد الفقير تهدد معالم مدينة زبيد التاريخية المدرجة على قائمة منظمة "اليونسكو" للتراث العالمي.
ودعت اللجنة في بيان تلقت وكالة فرانس برس نسخة منه الأطراف المتقاتلة الى حماية معالم المدينة التي تضم أكبر عدد من المساجد في اليمن.
وتقع زبيد على بعد نحو 75 كلم جنوب شرق مدينة الحديدة الساحلية المطلة على البحر الاحمر والخاضعة لسيطرة المتمردين الحوثيين.
وتحاول القوات الحكومية منذ بداية كانون الاول/ديسمبر الماضي التقدم من المناطق التي تسيطر عليها في جنوب ساحل البحر الاحمر باتجاه الحديدة شمالا، ونجحت في استعادة عدد من البلدات على طول الشريط الساحلي.
وقالت اللجنة الدولية للصليب الاحمر في بيانها ان "كيلومترات معدودة تفصل جبهة القتال عن زبيد".
وزبيد كانت عاصمة لليمن بين القرنين الثالث عشر والخامس عشر، واعتبرت في السابق مركزا للعلوم الإسلامية. وتعد المدينة التي تضم 86 مسجدًا من بينها خامس أقدم مسجد، من أبرز المعالم العمرانية في بداية الاسلام.
وأُدرجت زبيد على قائمة منظمة التراث العالمي التابعة لمنظمة الامم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "اليونسكو" في عام 1993.
ومع استمرار القتال بالقرب من المدينة، قالت اللجنة الدولية للصليب الاحمر ان أي تدمير "للممتلكات الثقافية في المدينة سيعني خسارة فادحة يتكبدها الأفراد والمجتمعات المحلية والإنسانية جمعاء"، داعية "جميع أطراف النزاع الى حماية مدينة زبيد واحترام معالمها".
وتابعت "لا شك أن القتال يشكل خطرًا يحدق بالمدنيين والطابع المعماري الفريد لمدينة زبيد، ويهدد الروابط الثقافية للمدينة بأحد الأديان الرئيسية في العالم".
وأكد ألكسندر فيت، رئيس بعثة اللجنة الدولية في اليمن، ان القانون الدولي الانساني ينص "بوضوح على ضرورة إيلاء اهتمام خاص في العمليات العسكرية لتجنب الإضرار بمثل هذا الموقع الأثري والتاريخي البارز".
ويشهد اليمن، الغني بالأبنية التاريخية، منذ سنوات نزاعا داميا بين المتمردين الحوثيين والقوات الحكومية. وسقطت العاصمة صنعاء في أيدي المتمردين الذين تتهمهم الرياض والحكومة المعترف بها دوليا بتلقي الدعم من ايران، في أيلول/سبتمبر 2014.
وشهد النزاع تصعيدا مع تدخل السعودية على رأس تحالف عسكري في آذار/مارس 2015 بعدما تمكن الحوثيون الذين تحالفوا مع صالح من السيطرة على مناطق واسعة من اليمن.
وقتل في النزاع منذ التدخل السعودي اكثر من 9200 يمني، بينما اصيب اكثر من 53 الفا، بحسب احصاءات منظمة الصحة العالمية.