القدس - افراسيانت - زكي أبو الحلاوة - ارتبطت بعض قمم الجبال بأحداث جعلت منها أماكن مقدسة للعديد من العقائد والديانات باعتبار أنها كانت موقعا ومسرحا لأحداث حاسمة في التاريخ.
وتزخر فلسطين بجبال ارتبطت بأحداث هامة مثل جبل طابور قرب الناصرة، وجبل الكرمل قرب حيفا، وجبل جرزيم في نابلس، وجبل الزيتون في القدس.
يقول الدكتور يوسف النتشة مدير دائرة الاثار والسياحة في الاوقاف الاسلامية، ان جبل الزيتون -الذي يقع شرقي البلدة القديمة في القدس- يتكون من سلسلة من القمم تمتد بطول يصل الى حوالي 3,5 كم وهذه القمم من الشمال الى الجنوب: جبل المشارف (826م) حيث بلدة العيسوية، وجبل الطور(816م) وفيه مجموعة كبيرة من الكنائس والمساجد والمزارات والمشافي مثل المقاصد والمطلع، وجبل بطون الهوى(746م) حيث راس العمود والجزء الشرقي من سلوان وأن كثيرا من الناس لا يعرفون أن هذا القسم يتبع جبل الزيتون.
ويضيف ان جبل الزيتون هي التسمية الاكثر انتشارا وتداولا لهذا الجبل، وذلك لكثرة اشجار الزيتون الذي تغطيه، ووردت هذه التسمية في أسفار العهد القديم والعهد الجديد والمصادر الرومانية، وفي كتب التراث الاسلامي عرف باسم طور زيتا او الطور, والطور تعني الجبل او المرتفع, واما زيتا فهي كلمة سريانية الاصل تعني الزيتون, واحيانا تتميز بعض اقسامه باسماء اخرى مثل جبل المشارف حيث يطلق على القسم الشمالي منه, والطور على القسم الاوسط، وتعرف اقسام اخرى باسم المطلع او الصوانة او الحردوب.
ويشير الدكتور النتشة الى ان جبل الزيتون في القدس من الجبال الهامة ليس فقط لما يمثله من قداسة ومكانة دينية للديانات التوحيدية الثلاث بل ايضا باعتباره جبلا له اهمية من حيث طرق المواصلات وكون تاريخه ارتبط بتاريخ واحداث مدينة القدس، موضحا انه وثيق الصلة بالمدينة المقدسة واحداثها الهامة, فلا يفصله عنها سوى واد ضيق صغير نسبيا, فهو مجاور ومطل على المدينة المقدسة وهو ايضا مطل على المسجد الاقصى المبارك.
ويوضح الدكتور النتشة ان جبل الزيتون ارتبط بتاريخ القدس وشخصياتها الدينية والاعتبارية اضافة الى ارتباطه بتقاليد وعقائد، وفيه مجموعة من المقابر.
ويعتبر جبل الزيتون كما يقول النتشة الحد الشرقي للمدينة , فهو يستقبل كل من يرد عليها من برية القدس.
وكون جبل الزيتون لا يزيد ارتفاعه عن ارتفاع البلدة القديمة الا بحوالي مئة متر, فقد منحه هذا موقعا اشرافيا ومطلات متعددة جميلة ومشوقة لا تقاوم مثل مطلة فندق الاقواس السبعة, وقد حظي الجبل دون غيره باهتمام عميق من قبل الحجاج والرحالة والمؤرخين العرب والاجانب, الذين ركزوا على ما يتعلق بتراث كل منهم ومن اشهر هؤلاء: شيك, وبيروتي, وفنست.
ومن المؤسسات والاماكن الدينية الموجودة على جبل الزيتون: مستشفى المطلع (اوغستا فكتوريا), مستشفى المقاصد, جامع سلمان الفارسي , مسجد قبة الصعود, الزاوية الاسعدية, كنيسة ايلونا- الزيتونة, وكنيسة السيد الباكي, كنيسة كل الأمم (الجثمانية)، وقبر مجير الدين الحنبلي, كنيسة السيدة مريم.