افراسيانت - كان للقرد دور مهم في حياة قدماء المصريين، وهو ما كشفته مقابر أثرية كثيرة عثر عليها في مصر مؤخرا، منها مقبرة السيدة "حتبت" التي تم اكتشافها، السبت.
دور القرد في حياة المصريين القدماء أوضحته مقابر سقارة والأقصر، فقد كانت القرود تشارك المصريين في الزراعة وجمع المحاصيل والفاكهة والرقص والموسيقى.
وفي موسوعته التاريخية "مصر القديمة"، كشف سليم حسن أن المصريين القدماء كانوا يألفون ويستأنسون نوعين من القردة، أولهما لونه أخضر كلبي الرأس، أطلقوا عليه اسم ميمون أو قردوح، والثاني رسم بلون أصفر، ولوحظ في مقبرة "تسن" من الأسرة الخامسة أن المصري القديم كان يصطحب القرد للصيد مع كلابه.
"قدماء المصريين اعتبروا القرد رمزاً، ووجدت تماثيل ومومياوات لهم في العديد من المقابر الملكية الفرعونية".. هذا ما يؤكده الدكتور محمود عفيفي، رئيس قطاع الآثار المصرية السابق ويقول : إنهم كانوا يعتبرون الحيوان عموما شريكا لهم في عمارة الأرض وبناء الحضارة، وظهرت في عدة مقابر فرعونية صور ورسوم وجدران تكشف دور القردة في الصيد وري الأرض وجمع المحاصيل ومساعدة الشرطة في القبض على المجرمين والتسلية والرقص، كما وجدت رسومات لقرد يقف أمام فرقة موسيقية كاملة، ووجدت رسومات أخرى لقرد يقف وحيدا أمام عازف.
ويضيف أن المقبرة التي اكتشفت، السبت، للسيدة حتبت ليست الأولى التي تكشف دور القردة والحيوانات في حياة المصريين القدماء، فمقبرة ميري روكا، وهو من كبار الموظفين المقربين للملك تتي، تحتوي على 33 غرفة منقوش عليها كافة مظاهر الحياة التي كان يعيشها قدماء المصريين وطريقتة حياتهم اليومية في الزراعة والصيد وتربية الحيوانات، مضيفا أن كبار الموظفين والأثرياء كانوا يشيدون مقابر فخمة تضم جدرانا مزينة بصور ورسومات تصف بوضوح مظاهر حياتهم اليومية.
ويقول إن الصور كانت تعبر عن حياة دينية وحياة دنيوية، فقد كان المصريون القدماء يرسمون آلهتهم التي يعبدونها، كما يرسمون كافة طرق ومظاهر الزراعة والصيد والصناعات والحيوانات التي يقومون بتربيتها، مثل الأبقار والقردة والبط والطيور، وآلات الصيد والزراعة، وكلها تصف حياتهم بدقة وتشير لحضارتهم.
ويكشف رئيس قطاع الآثار المصرية أن المقابر المكتشفة أوضحت أن المصريين القدماء كانوا يستخدمون معجونا لتنظيف أسنانهم مكونا من قشر البيض ونوعا معينا من الأحجار، وأسسوا أول شرطة في التاريخ، وكان يرافقهم في حملاتهم الأمنية الكلاب والقرود، وكانت القرود بالنسبة لهم مصدرا للمرح واللهو والتسلية والضحك، كما كانت شريكا لهم في الري والزراعة وصناعة الحضارة.