افراسيانت - أطلق سياسي أميركي بازر من الجمهوريين في ولاية فلوريدا الأميركية، الأسبوع الحالي، إعلانا عنصريا عن الهجرة ينتهي بمشهد قتل امرأة بيضاء رمياً بالرصاص على يد مسلح أسمر البشرة، ما أثار اتهامات ضده بـ العنصرية، ومطالبات من السياسيين في الولاية الأميركية الكبيرة بإقالته من منصب رئيس مجلس نواب فلوريدا، وهو الغرفة التشريعية الصغرى في الولاية.
وفي الإعلان الذي بثه رئيس مجلس نواب فلوريدا، ريتشارد كوركوران، تظهر امرأة بيضاء وهي تمشي في الشارع، مشغولة بهاتفها الجوال، وفجأة يتقدم نحوها رجل ملتح ومقنع، ويبادر بإطلاق النار عليها.
وقال منتقدون إن تصوير المشهد جاء على غرار عمليات القتل التي كانت تنفذها جماعة "كو كلوكس كلان" العنصرية، كما صورتها أفلام سينمائية.
وفور إطلاق الرصاص على المرأة الشقراء، يبادر معلق الإعلان قائلاً إن المرأة "قتلت على يد مهاجر غير شرعي كان ينبغي ترحيله، ولكنه كان تحت الحماية".
ثم يظهر كوركوران أمام الكاميرا ويقول إن "المشهد يذكرنا بمقتل كيت شتاينل"، وهي امرأة تبلغ من العمر 32 عاما، أطلِق عليها النار وقضت في سان فرانسيسكو عام 2015 على أيدي #مهاجر غير شرعي لا يحمل أي وثائق رسمية.
وأضاف السياسي الأميركي أمام الكاميرا: "كان من الممكن أن يحدث هذا لأي أسرة وفي أي مكان. ما لا يمكن تصديقه هو أن بعض السياسيين يريدون تحويل ولاية فلوريدا إلى ملاذ للمهاجرين، فلوريدا لن تكون كذلك".
والإعلان المتلفز، الذي جاء على غرار إعلانات الحملات الانتخابية، يسعى إلى إثارة المخاوف من المهاجرين، وأطلق عليه اسم PREVENTABLE، أي الجريمة التي كان من الممكن منعها إذا كان المهاجر يحمل وثائق رسمية.
ويأتي الإعلان متسقا مع سياسة الجمهوريين المحافظة في سياسات الهجرة، بقيادة الرئيس الأميركي الجمهوري، دونالد ترمب.
و"مدن الملاذ" مصطلح مشحون سياسيا، ويشير إلى المدن الأميركية التي ترفض إدارات إنفاذ القانون المحلية فيها تسليم المهاجرين المشتبه فيهم الذين لا يحملون وثائق رسمية إلى السلطات الاتحادية لترحيلهم من الولايات المتحدة.
وظهر هذا المصطلح مقترنا بواقعة القتل المذكورة آنفا بحق الأميركية كيت شتانيل. وكان المشرعون الجمهوريون يستخدمون مقتلها تبريرا لاتخاذ مواقف متشددة ضد المهاجرين على الأراضي الأميركية.
ويتزامن "الإعلان العنصري" مع عزم كوركوران الترشح في مارس/آذار المقبل لمنصب حاكم فلوريدا. كما يحاول حشد تأييد سكان الولاية لمشروع قانون يحظر مستقبلا وجود "مدن ملاذ" بالولاية، والتي لا تضم حاليا أيا منها.
وأنفقت اللجنة السياسية التي يقودها كوركوران، وهي منظمة غير حكومية، حوالي 95 ألف دولار لإذاعة الإعلان التلفزيوني، الذي تبلغ مدته 30 ثانية، أكثر من 700 مرة على قنوات "فوكس نيوز" الموالية للجمهوريين خلال هذا الأسبوع، واستهدف البث تحديدا مدن شمال ووسط فلوريدا.
وأشار أساتذة جامعات أميركية من تخصصات مختلفة إلى أن الإعلان يلعب على الوتر العنصري من خلال توظيف ضحية شقراء، ومجرم داكن البشرة.
وأكدوا في تقارير مضادة نشرتها وسائل الإعلام المحلية الأميركية أن ما ورد في الإعلان لا يتسق مع الحقائق التي توضح أن المهاجرين يرتكبون جرائم أقل مقارنةً بالمواطنين المولودين على الأراضي الأميركية.