افراسيانت - كتاب ثانٍ يوشك على الصدور، ويوجه سهامه كما جرت العادة نحو إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب، الذي استطاع أن يجتاز أزمة كتاب نار_وغضب لمؤلفه الصحافي مايكل وولف، حيث شكك الأخير في قدرة الرئيس الأميركي على القيام بمهام عمله، مستندا إلى شهادات عدد من مساعديه، أبرزهم كبير المحللين الاستراتيجيين المطرود من البيت الأبيض ستيف بانون.
ومؤلف الكتاب الجديد، الذي سيرى النور في 29 يناير/كانون الثاني، لـ هوارد_كيرتز، يقدم برنامجا Media Buzz على قناة "فوكس نيوز" الموالية لترمب. كما عمل صحافيا في "واشنطن بوست" في الفترة من 1981 إلى 2010. ولديه كتابات وخبرات في تحليل وتغطية شؤون الإعلام الأميركي.
وعنوان الكتاب "جنون الإعلام.. دونالد ترمب.. الصحافة والحرب من أجل الحقيقة". ومن المواقف التي يوردها الكاتب، حسب مقتطفات نشرتها صحيفة "ذا إندبندنت" البريطانية، الصدمة التي سببتها تغريدة ترمب لكبير موظفي البيت الأبيض سابقا، رينس بريبوس، خلال يوليو/تموز الماضي، حول موقف الإدارة الأميركية من قبول المتحولين جنسيا في الجيش الأميركي.
وفي الوقت الذي عكف فيه مساعدو ترمب في البيت الأبيض على تقييم ودراسة البدائل المتاحة قبل إعلان الإدارة موقفها من هذه القضية، جاءت تغريدة ترمب التي أعلن فيها موقفه الرافض من قبولهم في الجيش، وهو ما دفع بريبوس للصراخ: "يا إلهي.. لقد غرد (ترمب) بهذا".
وأشار المؤلف إلى صدمة مساعدي الرئيس في مارس/آذار الماضي، عندما استيقظوا من النوم ليجدوا الرئيس مغردا بتهمة التجسس عليه ضد الرئيس السابق، باراك أوباما، الأمر الذي لم تثبت صحته.
ولمح كيرتز إلى الصدام المبكر الذي حدث بين كبير المحللين الاستراتيجيين السابق، بانون، وبين ابنة الرئيس إيفانكا ترمب، وزوجها جريد كوشنر، اللذين توليا مهمات استشارية في البيت الأبيض.
وقال بانون لإيفانكا صراحة في مواجهة: "ابنتي تحبني، وأنت تحبين أباك، أفهم هذا، ولكنك موظفة في البيت الأبيض لا تدرين ماذا تفعل"، حسب ما ورد في الكتاب.
ومثل الكتاب السابق "نار وغضب" الصادر في 5 يناير، يزعم الكتاب الجديد أن البيت الأبيض يعاني من فوضى وتشويش، في ظل محاولة مساعدي ترمب الاستجابة لتغريداته المفاجئة التي لا يدرون عنها شيئا، ومحاولتهم رسم السياسات وتعديلها لكي تتفق مع تغريدات الرئيس.
وذكر كيرتز في كتابه الجديد أن مساعدي ترمب ابتكروا مصطلحا خاصا للتعامل مع ردود أفعال الرئيس وهو "الفوضى المتحدية"، ومؤداها الرئيس غالبا ما يسير بعكس ما يريد مساعدوه، ويتركهم في النهاية يعانون في معالجة المواقف كي لا تبدو السياسات والتصريحات متناقضة.
وألمح كيرتز إلى واقعة قيام ترمب بتعيين جون كيلي، وزير الأمن الداخلي، وقتذاك، كبيرا لموظفي البيت الأبيض بدلا من بريبوس، موضحا أن الرئيس أعلن الخبر في يوليو الماضي دون أن يطلع كيلي وبريبوس عليه.
وكان كبار مساعدي ترمب قد أكدوا أن كل ما ورد في كتاب "نار وغضب" هو "كومة نفايات"، على حد تعبير أحدهم. وشدد مدير وكالة المخابرات الأميركية، مايك بومبيدو، على أن الرئيس مؤهل تماما للقيادة، مشيرا إلى قدرته الهائلة على مناقشة موضوعات استراتيجية حساسة، وطرح أسئلة دقيقة حولها.
ومن جانبه، نفى مسؤول في البيت الأبيض التسريبات الصادرة عن الكتاب الجديد، وفي إشارة إلى دور بانون في تسريبات كتاب "نار وغضب"، والتي اعتذر عنها بانون لاحقا، قال المسؤول: "اتضح خلال الأسابيع الأخيرة من الذي يقوم بالتسريب".
واستطاع ترمب تجاوز كل ما ورد في كتاب "نار وغضب"، عندما قام بخطوة غير مسبوقة، خلال الشهر الحالي، بث خلالها على الهواء لقاء بينه وبين عدد من كبار أعضاء الكونغرس من الجمهوريين والديمقراطيين، وأبدى خلال المقابلة قدرة هائلة على قيادة الحوار وإدارته وتوجيهه.
وكذلك في أعقاب التشكيك في قدرات ترمب، خضع الأخير لأول فحص طبي رئاسي وجاءت نتائجه إيجابية تماما.