افراسيانت - تمكن باحث فلسطيني يعمل استاذا مشاركا في علم الأحياء الدقيقة في جامعة ألاباما في الولايات المتحدة الامريكية، من اكتشاف آخر جزء من بروتينات فيروس الإيدز المؤلفة من 15 جزءاً، وقام بفك شيفرتها.
وقام د. سعد باستخدام ادوات التكنولوجيا الحديثة لتحديد لدراسة التركيب الخاص ببروتين يسمى "السيتوبلازمي ل gp41" وهو المسؤول عن السماح للفيروس بالارتباط بالخلايا السليمة والتسبب بالإيدز.
ووفقا للدكتور جميل سعد صاحب الاكتشاف , فان هذا الانجاز سيساعد الباحثين على فهم كيفية تأثير الفيروس على الخلايا البشرية وكيفية تجميع الفيروسات النسلية وإطلاقها من الخلايا المصابة معربا عن امله في أن يفتح هذا الاكتشاف عددا من السبل الجديدة للبحث في العلاجات واللقاحات الممكنة لفيروس نقص المناعة البشرية.
ويرى د.سعد أنه إذا تم تثبيط هذا البروتين فإن فيروس نقص المناعة البشرية"مسبب مرض الإيدز"، لن يكون قادرا على الانتشار في الجسم.
وقال "إذا تمكنا من كبح دمج البروتين المغلف بالفيروسات الجديدة، فإننا سنمنع تكرار عدوى الفيروس فهذا من شأنه نزع سلاح الفيروس والوقاية من المرض".
وقد تم نشر هذا الاكتشاف العلمي في مجلة Structure يوم 19 أكتوبر الحالي وحظي بدعم منح مقدمة من المعاهد الوطنية للصحة بالولايات المتحدة الأمريكية، وتمكن الدكتور سعد وفريق مختبره من تحقيق هذا الإنجاز بعد عامين من العمل الشاق.
وكان د. سعد وهو اربعيني من المزرعة الشرقية، تخرج من جامعة بير زيت قبل 21 عاما، وحظي بتدريب لافت على مهارات البحث العلمي، حيث اظهر تميزا منذ اللحظات الاولى في حياته الاكاديمية داخل الجامعة، واكتسب خبرات بحثية من كوادر الجامعة واساتذتها في كلية العلوم، ثم ما لبث أن غادر الجامعة لدراسة الماجستير والدكتوراه، وها هو اليوم يقدم للعالم اكتشافا جديدا قد يمهد لعلاج مرض الإيدز.
بدأت الحكاية حين دخل الطالب جميل سعد الى جامعة بيرزيت لدراسة الكيمياء، وما انتهى من دراستها، حتى اصبح مساعدا مباشرا للبحث مع الدكتور عبد اللطيف أبو حجلة، رئيس الجامعة اليوم، والذي يحمل هو الآخر درجة "بروفسور" في الكيمياء غير العضوية.
تدرب سعد مع أبو حجلة الذي كان عميدا لكلية العلوم في حينه على اجراء الأبحاث العلمية لتحضير مركبات جديدة مكونة من عنصر النحاس وبعض الأدوية المضادة للالتهابات مثل الأسبرين، الايبوبروفين وغيرها، والتعرف على هذه المركبات ودراسة خصائصها الكيماوية والبيولوجية المختلفة. يقول سعد:" لا شك أن جامعة بيرزيت هي من أسسني للتقدم في حياتي العلمية. هي بيتي، وهي المكان الذي وجهني نحو طريق العلم والمعرفة".
ويرى د. سعد في حديثه عن حياته المهنية:" أن التأسيس العلمي الجيد الذي حظي به داخل دائرة الكيمياء في الجامعة ساهم في تطوره لاحقا حين حصل على درجتي الماجستير والدكتوراه".
واضاف قائلا:" في بيرزيت تـُبنى الشخصية الأكاديمية، إلى جانب الشخصية الاجتماعية المنفتحة للطالب، وما أن تتخرج منها، ستجد طرقا كثيرة مفتوحة امامك، لأنها تهيئك لما هو أعلى دائما".
بدوره قال رئيس الجامعة د. عبد اللطيف أبو حجلة إن جامعة بيرزيت تولي اهتماما خاصا للأبحاث العلمية، موضحا أن المساهمات الخاصة بأساتذتها وباحثيها التي تنشر في المجلات العلمية المحكمة هو الذي جعلها تقفز لتصبح في مقدمة الجامعات العربية والعالمية.
واشار أبو حجلة الى ان هذا الإنجاز للدكتور جميل سعد وزملائه الآخرين يدل على مستوى التعليم الأكاديمي الجيد الذي يحصل عليه الطلبة في الجامعة، حيث كان الطريق ممهدا للدكتور جميل وزملائه للحصول على قبول لدراسة الماجستير والدكتوراه في الجامعات الأمريكية أو الأوروبية والتفوق في دراستهم وأبحاثهم.
وتقدمت بيرزيت في آخر تصنيف علمي (QS) على الصعيد العربي واصبحت في المرتبة الــ38 عربيا، بعد أن كانت تميزت في ذات التصنيف على مستوى العالم، وكانت أول جامعة فلسطينية، يشملها هذا التصنيف واصبحت ضمن 950 جامعة هي الافضل في العالم.