لندن - افراسيانت - افتتحت وزارة العدل البريطانية، في 27 فبراير/شباط الماضي سجن "إتش إم بي بروين"، الذي يعد الأكبر أوروبياً على نمط السجون الفندقية، بتكلفة بلغت 212 مليون جنيه إسترليني (260.5 مليون دولار)، بحسب شبكة الإذاعة البريطانية "بي بي سي"، التي أشارت إلى امتلاك المنشأة الجديدة وسائل رفاهية لا يتوقع وجودها في الأماكن المماثلة.
ويتمتع "النزلاء" في سجن "إتش إم بي بروين" بحياة "فندفية" ويوفر لهم رفاهية استخدام الهاتف النقال والحاسب الآلي، والتسوق، والذهاب للملاعب الرياضية، وطلب وجبتهم المفضلة بأنفسهم.
واستبدل اسم الزنزانات في هذه المنشأة باسم "الغرف"، اما السجناء او المجرمين فاطلق عليهم "النزلاء" أو "الرجال" وليس السجناء.
واستقبل السجن الجديد أول السجناء، يوم الثلاثاء الماضي، ومن المقرر أن يتيح هذا النموذج الجديد استقبال 2106 أشخاص، ليكون بذلك أكبر سجن في أوروبا، حيث سيتم توزيع السجناء على 3 أقسام، يستوعب كل قسم منها 700 سرير.
ويضم هذا السجن المجرمين من الفئة "سي" في بريطانيا، وهو التصنيف الذي يشير إلى السجناء الذين لا يمكن الوثوق بهم عند وضعهم في ظروف تأديبية مفتوحة، ولكنهم في المقابل لا يلجأون إلى محاولات الهرب، لذا يتم تقييد حريتهم ولكن مع منحهم قدراً من وسائل الترفيه والاستمتاع بحياتهم، وذلك حسبما ذكر الموقع الإلكتروني للحكومة البريطانية.
وتتحكم الإدارة بطريقة ما، بالحرية في السجن، فالحواسب الشخصية غير موصولة بالإنترنت، بل مُعدة فقط ليطلب السجين الطعام الخاص به لمدة أسبوع، وللدراسة، ولإجراء طلبات التسوق الأسبوعية لتوفير احتياجات كل سجين.
ويختلف سجن " إتش إم بي بروين" الجديد عن باقي السجون المتعارف عليها، فمن ضمن شروط التعامل فيه هو عدم إطلاق صفة "سجين" أو "مجرم" على النزلاء بل تتم مناداتهم بـ "الرجال"، بالإضافة إلى إلزام مسؤولي السجن على قرع أبواب غرف النزلاء قبل الدخول عليهم في غرفهم الخاصة، في محاولة للارتقاء بمستوى التعامل معهم، وتوفير قدر من التأهيل اللازم قبل خروجهم إلى الحياة الطبيعية مرة أخرى.
وسيُسمح لكل سجين او نزيل بامتلاك هاتف خلوي، عليه أرقام حددتها إدارة السجن، وأغلبها ستكون خاصة بعائلات المحكوم عليهم بعقوبات تأديبية، وذلك حرصاً على أن يتواصل السجين مع أطفاله، وأن يتمنى لهم ليلة هانئة وهادئة قبل خلودهم إلى النوم.
وعن وسائل الترفيه الأخرى، سيكون لكل نزيل القدرة على استخدام صالات الألعاب الرياضية وساحات كرة القدم في الأوقات التي يفضلها، كما أنه مسموح لهم اختيار وجبات الطعام التي تتناسب مع ميولهم الغذائية دون أي قيود، وذلك باستخدام نظام اختيار آلي على الحواسب الشخصية المتوفرة في الغرف.
ويحتوي السجن البريطاني الجديد ايضا على أماكن لعقد ورش عمل، ومركز صحي، وقاعات تستخدم للشعائر والممارسات الدينية، إضافة إلى توفير مساحات للأطفال لخدمة أبناء السجناء في أيام الزيارات المخصصة لهم.
كما تم تزيين جدران القاعات المشتركة، حيث يجتمع السجناء للترفيه والتسلية أو النقاش، بملصقات ملهمة تحمل رسائل إيجابية من بينها: "انظروا إلى المستقبل بطموح وأمل" و"الرحلات الكبيرة تبدأ بخطوات صغيرة".
ورغم ان السجن البريطاني الجديد يعد الأكبر في أوروبا من حيث القدرة الاستيعابية الا انه ليس الأفخم في اوروبا حيث انه واستناداً لتقارير حقوقية وحكومية فان سجن "باستوي" في النرويج، ومركز "لوبين للعدالة" في النمسا يأتيان في مقدمة أفخم أماكن الاعتقال في العالم، وذلك بالإضافة إلى سجن "آرانغويز" الإسباني.
وبالحديث عن هذه السجون الفخمة، يتميز "باستوي" النرويجي بأنه يقع على جزيرة ذات طبيعة خلابة تحمل الاسم ذاته، وتوفر إدارة السجن منازل من الخشب لمعيشة السجناء مع وجود مساحات واسعة من المزارع التي يمكنهم العمل بها.
ويستقبل "باستوي" قليل الحراسة 100 سجين فقط، يستمتعون بحياة مرفهة تنسيهم أنهم في الأصل سجناء، وذلك حسبما أشارت عدة تقارير حقوقية سابقة، فيما تسمح إدارته للمعتقلين بممارسة ركوب الخيل، والتنس، وصيد الأسماك، وأيضاً الاستمتاع بالطقس بالاستلقاء لأخذ حمامات شمسية أمام البحر.
أما مركز "لوبين للعدالة" في النمسا، فما يميزه أنه مكان لإيواء السجناء غير العنيفين، ويوفر لكل نزيل غرفة مستقلة بها حمام خاص، ومطبخ صغير، بالإضافة إلى جهاز تليفزيون.
ويضم مركز "لوبين للعدالة" النمساوي ايضا، صالة ألعاب رياضية كاملة كصالات المحترفين، وملعباً لكرة السلة مجهزاً تجهيزاً كاملاً، ومنطقة ترفيهية في الهواء الطلق لتخفيف حدة العقوبة على السجناء.
وإذا كان سجن "إتش إم بي بروين" الذي تم افتتاحه الأسبوع الماضي في بلدة ويلز البريطانية، يسمح للسجناء بالتواصل يومياً مع أطفالهم، ففي المقابل يمنح "آرانغويز" الإسباني للمحتجزين فرصة الإقامة الكاملة مع أسرهم داخل السجن.
ويقع سجن "آرانغويز" 40 كيلومتراً جنوبي العاصمة مدريد، وهو الوحيد في العالم الذي يضم 36 عنبراً عائلياً يسمح باستقبال السجناء لزوجاتهم وأطفالهم طوال مدة تنفيذ للعقوبة.
ولضمان تحقيق الهدف الرئيسي من إقامة ذلك السجن، وهو أن يمضي السجين أوقاتاً طبيعية وممتعة مع عائلته بين جدرانه، حرصت إدارة "آرانغويز" على جعل العنابر أشبه بالمنازل العائلية؛ فتم توفير أثاث منزلي، ولصق صور شخصيات كارتونية على الجدران وتوفير أماكن للعب الأطفال لضمان أن تشعر عائلة السجين كأنها في منزلها.