افراسيانت - الخليل - جهاد القواسمي - تشكل خربة الربية الأثرية العربية، التي تنتشر على مساحة تصل إلى 17 دونما، فوق تلة ترتفع عن سطح البحر 680م، ضمن أراضي بلدة السموع، جنوب الخليل، وتبعد إلى الشمال عنها مسافة 7 كيلو متر، إطلالة جميلة على الجهات الأربع، ويحيط بها من الشرق أراضي الظاهرية، وتبعد عنها على مسافة 1.5 كيلو مترا إلى الشرق خربة رابود، وجنوبا مستوطنة " عتنائيل" المقامة على أراضي دورا، كما ويحيط بها عشرات الخرب الأثرية التي تشكل التسلسل الزمني الفلسطيني، ما جعلها محط استهداف الاحتلال ومستوطنيه الذين سرقوا الأرض، ويريدون سرق التاريخ والتراث.
آثار متعددة ...
وقال أحمد الرجوب، مدير السياحة والآثار، أن التل يحتوي على آثار تعود للفترات الرومانية والبيزنطية والصليبية والأيوبية، وهي عبارة عن أساسات مباني بنيت في مراحل مختلفة، حيث يظهر في وسط الموقع بناءا مركزيا يأخذ شكل مربع أبعاده 30×30م، يرجح بأنه قلعة محصنة استخدمت لحماية طرق القوافل التي كانت تمر من الشمال باتجاه الجنوب، كما يحتوي الموقع على آبار وأحواض لجمع المياه في فصل الشتاء، وبرج للمراقبة وكهف .
وأضاف، أن الخربة التي تعود ملكيتها لعائلة " أبو عقيل" من بلدة السموع، والتي اشتروا أراضيها من مواطني بلدة يطا، حيث آلت فيما بعد لأراضي السموع، ذكرت في مسح غرب فلسطين (1870-1877)، وفي المسوحات البريطانية اللاحقة حتى سنة 1944م، وعرفت كموقع أثري يحتوي على أساسات جدران وكهوف، كما تم مسح الموقع من قبل الاحتلال سنة 1972 (كوخابي) وسنة 1993 (أوفر)، ولم تجر في الموقع أعمال تنقيب حتى الآن.
تزوير الحقائق ....
ولفت الرجوب ، أن مواطني السموع، عثروا في شهر حزيران الماضي، على لوحتين مخطوط عليهما باللغة العبرية وعلامات في أراضي خربة الربية الأثرية، غرب البلدة، تحويان تعريفات يهودية للخربة، وادعاءات بعودة هذه الخربة إلى التاريخ اليهودي، في إطار سياسة التهويد التي تتبعها سلطات الاحتلال وتزوير الحقائق والتاريخ العربي والفلسطيني .
واشار الى أنه بالنظر إلى خربة الربية الأثرية فهي تضم عددا من المغر والكهوف وآبار المياه القديمة، حيث تنتشر آثار المباني القديمة على حوالي (25) دونما من أراضي الخربة، إضافة إلى مئات الدونمات من الأراضي الزراعية التي تحيط بها، حيث كان المواطنون في بلدة السموع وخاصة رعاة الأغنام منهم ، يقيمون في الخربة حتى منتصف الثمانينيات، إذ كانت الكهوف والمغر مأوى لمواشيهم، وكانوا يسقونها من الآبار القديمة فيها، وخاصة في فصل الصيف.
جولات استيطانية .....
ونظرا لقرب مستوطنة " عتنائيل" إلى الشمال الغربي من الخربة، وتبعد نحو كيلو متر واحد عن مركزها، ويفصل بين الخربة والمستوطنة سياج شائك أقامه المستوطنون حول المستوطنة، فإن مجموعات منهم تنفذ من حين لآخر جولات في أراضي الخربة، في محاولات لسلب وسرقة وتشويه وتزوير التاريخ، وطمس أي تراث عربي وإحلال تاريخ مزور ينسبونه إليهم ليقنعوا بهم أجيالهم المضللة .
وبين جمال طلب العمله، مدير مركز أبحاث الأراضي، أن الاحتلال الإسرائيلي ابتكر عدة طرق ووسائل في عمليات سرقة وتزييف التاريخ وطمس الهوية العربية الفلسطينية، فقد عمل على جعل معظم المناطق الأثرية والمقامات الدينية ضمن المناطق المصنفة "ج" حسب اتفاق أوسلو عام 1993، وهذا يعني ضمنيا أن الاحتلال اخضع الغالبية العظمى من المناطق الأثرية التي تشتهر بها بلادنا والبالغ عددها حسب معطيات سلطة الآثار الفلسطينية قرابة 3850 موقعا ومعلما أثريا والتي تشكل ما نسبته 55% من مجموع المواقع والمعالم الأثرية المنتشرة في فلسطين حدود العام 1967م تحت السيطرة الإسرائيلية الكاملة، وفي نفس الوقت لا تمتلك أي جهة فلسطينية مختصة أي سيادة على تلك المناطق، وهذا بدوره منح الاحتلال حق التصرف في تلك المناطق، وتغيير معالمها وأسمائها بما يتماشى مع معتقداتهم ورغباتهم الذاتية.
وأضاف :" بل تعدى الأمر إلى حد إطلاق القصص والروايات المزيفة حول تاريخ تلك الآثار القديمة، كما يحدث الآن حول قبر النبي يوسف في مدينة نابلس، وكذلك الحال في المقامات الدينية مثل "ذو الكفل" و "ياشوع" و"ذو النون" في بلدة كفل حارس بمحافظة سلفيت، بالإضافة إلى آثار بلدة سبسطية، المدينة السامرية القديمة، والتي تعتبر جميعها في نظر الاحتلال من المقدسات اليهودية. "