عشان فلسطين .. أفلام قصيرة وثقت عدوان غزة

تعطيل النجومتعطيل النجومتعطيل النجومتعطيل النجومتعطيل النجوم
 


افراسيانت - غزة - طلال النبيه - خاص صفا - يحدث أن يلتقي الموت مع الحياة فيتزامن ميلاد الطفل مع استشهاد والده فيما يزداد حزن الطفلة "شهد" على فقدانها لرفيقتها التي قضت في استهداف إسرائيلي لجمعية ترعى معاقين خلال العدوان الأخير على قطاع غزة.
وتتجسد القصتان في فيملي "أموات أحياء" و"شهد" أنتجا بمبادرة شبابية ضمن مشروع "عشان فلسطين" للأفلام الوثائقية القصيرة بتنفيذ المركز الشبابي الإعلامي وبتمويل من مؤسسة أمان فلسطين -ماليزيا.
أما القصة الثالثة الأبرز في المشروع فتجسدت بفيلم "على الحدود" متناولا قصة طفلتين تعيشان على الحدود الشرقية لجنوب القطاع وتتعرضان لإطلاق نار إسرائيلي ليحظى الفيلم بالمرتبة الأولى في المسابقة الختامية للمشروع.
الطفلتان وعد ويارا أبو رجيلة ترويان من خلال الفيلم قصة فيلم "على الحدود" طفولتهما التي رسما من خلالها لوحة صمود وتحدي أمام إجرام وإرهاب الاحتلال الإسرائيلي منذ نعومة أظافرهما.
ويقول مصور الفيلم عبدالله البطش إن رسالة الفيلم وصلت لأبعد الحدود، وأن الأطفال القاطنين على حدود غزة، تحدوا الاحتلال بسلاح الإرادة وانتصروا عليه.
ويضيف البطش والفرحة ترتسم على وجهه بفوز فيلمه بالمركز الأول :"فكرة الفيلم جاءت من خلال المعاناة التي يعيشوها أهالي الحدود الشرقية للقطاع ،والتي شاهدناها أيام العدوان على الأخير على القطاع".
ويقوم مشروع "عشان فلسطين" على إنتاج أفلام قصيرة تتناول قضايا اجتماعية وإنسانية مختلفة تعالج غالبيتها العظمى مجريات العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة في يوليو وأغسطس الماضيين.
وفي الفيلم "أحياء أموات" يشاء القدر أن يفارق محمد عكيلة الحياة بالتزامن مع ولادة نجله البكر وهو ما يركز عليه الفيلم الأول ليبقى الطفل شاهداً على جريمة الاحتلال بقتل والده في غارة جوية بينما كان يجلس برفقة أسرته في فناء منزله.
وجاءت فكرة الفيلم من خلال فقدان أصدقاء الشهيد محمد لابتسامته التي تعودوا عليها في حياتهم الجامعية، إضافة إلى معاناة زوجة الشهيد، بسبب فراقها لزوجها خاصة قبل أن يبصر نجله النور.
ويركز الفيلم على دلالات تحدي المأساة في استمرارية الحياة بقوة وثبات، رغم ما يصيبها من حزن وألم.
ويقول كاتب سيناريو ومخرج الفيلم أحمد أبو سعدة: "إن الفيلم يلخص حياة أسر كثيرة عانت نفس معاناة صديقنا الشهيد محمد ".
وفي مشهد درامي مماثل في فيلم "شهد" تجلس الطفلة شهد بين قبور الموتى وبيدها زجاجة مياه تنثر قطراته على قبر صديقتها بينما تضع بالأخرى ورودا أرادتها رسالة حب ووفاء.
وتعود الطفلة (9 أعوام) بشريط ذكريات حياتها إلى الوراء قليلاً لتستذكر أوقات لعب جميلة كانت تقضيها برفقة صديقتها المعاقة التي دمرت طائرات الاحتلال مدرسة المعاقين حركياً الخاصة بها.
وتروي أحداث الفيلم قصة استشهاد الطفلة التي كانت تحلم بأن تصبح إعلامية كبيرة إلا أن صواريخ الاحتلال كانت أقرب إليها من تحقيق حلمها.
ويهدف الفيلم إلى تسليط الأضواء على معاناة ذوي الاحتياجات الخاصة وجريمة استهداف الاحتلال لثلاث جمعيات ترعى شئونهم خلال العدوان الأخير.
ويستهدف الفيلم إبراز الرواية الفلسطينية في مواجهة نظيرتها الإسرائيلية بنفس سلاح الإعلام الوثائقي كما يرى مصور الفيلم هاني راشد.
ويشير راشد إلى أن دولة الاحتلال تعطي قيمة كبيرة للأفلام الوثائقية وتعدها سلاحاً قوياً في الدعاية ضد الشعب الفلسطيني وهو ما يساهم الفيلم في مواجهته.
وتعالج الأفلام الأخرى وعددها سبعة ضمن المشروع جرائم مماثلة للاحتلال منها ما يتعلق باستهداف المسعفين والصحافيين.
واختتم المشروع اليوم الثلاثاء، بإقامة حفل ختامي أعلن من خلاله عن أفضل ثلاثة أفلام قصيرة وهي : "على الحدود" المركز الأول، و "شهد" المركز الثاني، و"حلمي نور" المركز الثالث.
ويستهدف المشروع المساهمة في الارتقاء وتطوير مهارات الشباب في عدة مجالات إعلامية، أهمها التصوير والمونتاج والإعلام الجديد من خلال عقد عدة دورات تدريبية للمشاركين بحسب ما يقول منسق المشروع محمد شبير.
ويشدد شبير ل"صفا"، على الحاجة إلى تركيز المؤسسات التنموية والدولية على العمل في تطوير قدرات شباب غزة من أجل المساهمة في فضح جرائم الاحتلال عبر الأفلام الوثائقية.
وأبرز ما حققه المشروع تحويل أفكار الشباب إلى واقع ملموس يلبي طموح وموهبة كل شاب فلسطيني في مجال الإعلام والسينما كما يؤكد رئيس مجلس إدارة المركز الشبابي الإعلامي خضر الجمالي.
ويعبر الجمالي ل"صفا"، عن شكره لكل المجموعات الشبابية المشاركة ومؤسسة أمان ماليزيا لدعمها للمشروع.
وعن طبيعة اختيار المشاركين وتقييم أعمالهم في المشروع، يقول المخرج سعد اكريم إن مرحلة اختيار المجموعات الشبابية التي تلقت التدريب في التخصصات من كلا الجنسين تمت وفق معايير ومقابلات من لجنة مختصة متنوعة للحصول على مخرجات مميزة.
وأشار رئيس منتدى الفن الفلسطيني، إلى أن تنوع درجات التحكيم بين مشاهدات الجمهور ومعايير لجنة التحكيم يعطي مساحة اكبر لدقة النتائج للأفلام الفائزة في المسابقة.
وتعتبر مخرجات المشروع من أهم أدوات التأثير لصالح القضية الفلسطينية وقوة ناعمة يجب حشد الطاقات الشابة المبدعة نحوها وتأهيلهم حول ثقافة الصورة ومقومات صناعتها وفق اكريم.
وبالنظر إلى عدد المشاهدات التي حصلت عليها الأفلام يخلص اكريم إلى أن مستقبل الصورة في فلسطين سيكون بخير خاصة بوجود الطاقات الشبابية، والتي لها ما بعدها في هذا المجال لأجل فلسطين.

 

©2024 Afrasia Net - All Rights Reserved Developed by : SoftPages Technology