افراسيانت - من المهم الحديث عن التاريخ ومن الممتع الحديث عن غرائب ومفارقات التاريخ وبعض الشخصيات التاريخية أو الزعماء والرؤساء. في هذا التقرير نغوص في التاريخ الأمريكي لنعرض بعض الصور والحوادث والذكريات للعديد ممن سكنوا البيت الأبيض وسكنت ذكراهم المخيال الشعبي الأمريكي.
بدون شهادة جامعية
لم يحصل كل من جورج واشنطن، وفان بيرون، وتايلور، وفيلمور، ولينكولن، وكليفلاند، وترومان على شهادة جامعية. في الواقع لا أحد من هؤلاء الرؤساء السابقين تمكن من دخول الجامعة، في حين كان جايمس ماديسون أوّل شخص تخرّج من جامعة برنستون الشهيرة. الجدير بالذكر أن من بين 43 رئيسًا أمريكيًا، كان ويدرو ويلسون الوحيد الذي حصل على درجة الدكتوراه. الطريف أن الأخير لم يبدأ القراءة إلا في العاشرة من عمره! في هذا الإطار، كان الرئيس جايمس غرافيلد قادرًا على الكتابة باللغة اللاتينية باليد اليمنى وباللغة اليونانية باليسرى في نفس الوقت.
آدامز وجيفرسون والعداء اللانهائي
يجمع كل من جون آدامز وتوماس جيفرسون أكثر من مجرد عدم إمضائهما على وثيقة الدستور، أو كونهما من الآباء المؤسسين ورئيسين سابقين للولايات المتحدة. فعلى عكس ما يعتقد البعض، لم تكن بينهما مودة وعلاقة جيدة، إذ كانا خصمان لدودان. وفي إحدى الحملات الانتخابية صرح آدامز أنه في حالة انتخاب جيفرسون، فسيتم «تعليم والسماح بالقتل والسرقة والرشوة والاغتصاب والخيانة وزنا المحارم!».
و يبدو أن المنافسة كانت شديدة بين الرجلين إذ كانت آخر كلمات آدامز وهو على فراش الموت: «جيفرسون لا يزال على قيد الحياة!». لم يخبره من كانوا حوله أن توماس جيفرسون قد توفي قبله ببضع ساعات. ويبدو أن القدر أراد لم شمل الرجلين إذا توفيا في نفس اليوم من نفس السنة 4 يوليو (تموز) 1826.
4 يوليو (تموز)
رغم أن الأمريكيين يحتفلون في الرابع من يوليو (تموز) من كل سنة بذكرى الاستقلال ورغم كونه يوم عطلة رسمية في أمريكا، إلا أن التصويت على قرار الاستقلال كان في 2 يوليو (تموز) 1776. في نفس اليوم تناقلت بعض الصحف ما يلي: «اليوم – 2 يوليو (تموز) – أعلن الكونغرس القاري أن المستعمرات المتحدة أصبحت ولايات حرة ومستقلة. وسُجل على جون آدامز – في رسالته التي وجهها إلى زوجته في 3 يوليو (تموز) – قوله: «الثاني من يوليو سيبقى أعظم يوم في تاريخ أمريكا». وفي الرابع من يوليو (تموز) أقر الكونجرس وثيقة الاستقلال هذه، ويشير العديد من المؤرخين أن الإمضاء لم يقع إلا في أغسطس من نفس السنة. الطريف أن الجيش الذي حارب من أجل الاستقلال بقيادة جورج واشنطن لم يسمع بالقرار إلا في 9 يوليو أما بريطانيا – الطرف الآخر في الحرب – فعلمت بالخبر بعد إقراره بأكثر من 50 يومًا.
مهنة الرئيس
قبل تقلد منصب الرئاسة ودخول البيت الأبيض، اشتغل العديد من ممن أصبحوا رؤساء أمريكا في العديد من المهن وهنا نعرض بعضها:
كان جيمي كارتر فلاحًا ثريًا في ولاية جورجيا. أما هربرت هوفر، فقد كان أقل حظًا منه إذ تمثل أول عمل له في نزع الحشرات عن البطاطا وجني دولار واحد عن كل 100 بعوضة! جروفر كليفلاند عمل جلادا وكان الرجل المسؤول عن المشنقة. أندرو جاكسون كان خياطا. أما إبراهام لينكولن فقد كان ساقيا محترفا في إحدى الحانات في إلينوي. رونالد ريجان اشتغل بالتمثيل وشارك في بعض أفلام هوليوود. أثناء سنوات الجامعة اشتغل جيرالد فورد عارض أزياء وظهرت بعض صوره على غلاف مجلة كوسموبوليتان. ومن حسن حظ جورج بوش أن صور النشاط الذي مارسه في فترة المراهقة لم تنشر في أي مجلة. كان جورج بوش رئيس فريق التشجيع في مدرسته! ولكم ان تتخيلوا «شطحاته» مع زميلاته المشجعات.
لينكولن وكينيدي.. الأرقام لا تكذب
من مجموع 44 رئيسًا لأمريكا، حدثت أكثر من محاولة اغتيال لأكثر من رئيس منهم في حين تم فعليا اغتيال أربعة رؤساء، لعل أشهرهم لينكولن وكينيدي.
تم اغتيال كل منهما يوم جمعة بينما كانا مع زوجاتهما. تم انتخاب لينكولن للكونجرس أول مرة في 1846 أما أول انتخاب لكينيدي للكونجرس فكان في 1946. وتم ترشيحهما لمنصب نائب الرئيس في 1856 و1956 .أما عن الرئاسة فقد تولى لينكولن المنصب في 1860، بينما دخل كينيدي البيت الأبيض في 1960. بعد اغتيالهما، خلفهما رئيسان من الجنوب، ينتميان للحزب الديمقراطي، ويدعيان جونسون.
صدفٌ قاتلة
دخل أبراهام لينكولن التاريخ من بابه الكبير بكونه الرئيس الذي عاش وانتصر في الحرب الأهلية وحارب من أجل وحدة الأراضي الأمريكية ومنع الرق. ابنه أيضا دخل التاريخ ولكن من باب آخر. روبرت لينكولن هو الشخص الوحيد في العالم الذي كان حاضرا في 3 حوادث مختلفة: ثلاثة اغتيالات لثلاثة رؤساء أمريكيين: أبراهام ليكولن، ويليام ماكنلي وجايمس غرافيلد. بعد الاغتيال الثالث، قرر روبرت لينكولن عدم حضور أي موكب أو اجتماع رئاسي مستقبلا.
لا تلوموا السيد روبرت لينكولن خاصة بالنسبة لاغتيال غرافيلد، إذ أن الأخير لم يمت بسبب طلقة الرصاص وإنما توفي متأثرا بتسمم الدم إثر محاولة الأطباء والمختصين نزع الرصاصة بأيديهم وأدواتهم غير المعقمة. صاح المتهم بعدها «لم أقتله.. قتله الأطباء!».
رصاص لا يقتل.. خطاب قاتل
سعيا لإعادة انتخابه رئيسًا لأمريكا، كان ثيودور روزفلت يلقي خطابًا في إحدى الاجتماعات الشعبية في مدينة ميلواكي. سمع الحاضرون دوي الرصاص، واصل تيدي روزفلت خطابه برصاصة في صدره، وامتدّ الخطاب ساعةً ونصف الساعة والرصاصة لا تزال في صدره.
بعد انتخاب الرئيس في أمريكا، يلقي الأخير خطابه الافتتاحي، أقصر خطاب افتتاحي كان لأول رئيس جورج واشنطن. خطاب من 133 كلمة ألقاها في دقيقتين. اما أطول خطاب افتتاحي في تاريخ أمريكا، فكان من نصيب ويليام هاريسون، خطاب من 8578 كلمة امتد لأكثر من ساعة و40 دقيقة. ألقى هاريسون خطابه في يوم عاصف وطقسٍ شديد البرد تسبب في مرضه، لم يتعافَ من مرضه وتوفي بعد شهر لتكون مدة رئاسته الأقصر على الإطلاق.
الرؤساء.. والعبيد.. وسالي
ينص الفصل الأول لوثيقة إعلان الاستقلال أن «كل الناس خلقوا سواسية». ربما فهم بعض رؤساء أمريكا أن كلمة «الناس» قد لا تشمل بالضرورة النساء والهنود والسود، إذ يجمع المؤرخون أن 12 رئيسا أمريكيًا كانوا قد امتلكوا عبيدًا، و8 منهم امتلكوا العبيد بينما كانوا في البيت الأبيض. لكن وجب التفريق بين هؤلاء الرؤساء حيث اختلفوا في عدد المستعبدين. فعلى سبيل المثال، بينما امتلك جورج واشنطن أكثر من 250 عبدا وكان لتايلور واندرو جاكسون أكثر من 150، لم يكن نصيب جايمس ماديسون وجايمس مونرو سوى بضعة عشرات من العبيد.
يبقى موقف توماس جيفرسون هو «الأفضل». جيفرسون كان من أبرز المحررين لوثيقة إعلان الاستقلال التي أكدت أن جميع البشر يولدون متساوين. بعد وفاة زوجته، ورث عنها أختها غير الشقيقة، سالي، عاشا في نفس المنزل لأكثر من 30 سنة وكان الأب البيولوجي لأبنائها، سالي كانت عبدته.