افراسيانت - القدس"دوت كوم - كتب ابراهيم ملحم - ما لم يستطع تحقيقه بالمفاوضات يحاول فرضه على الارض بالعضلات، فارجأ زيارة وفد الرباعية ليشتري المزيد من الوقت ليفتك بالضحية، وما لم يستطع انجازه بالتشريعات والقرارات العنصرية، يحاول تنفيذه باشاعة الخوف، وصناعة الرعب المزعوم من هجمة السكاكين في الشوارع والطرقات، لتسهيل الفصل العنصري بين اليهود والعرب في الداخل وليفرض حقائق بغطرسة القوة داخل القدس وفي مسجدها المبارك وفي شوارعها العتيقة، حتى أن البلاغات الكاذبة عن عمليات طعن مزعومة بلغت "25" الف بلاغ في يوم واحد داخل اسرائيل، هل تذكرون تصريحاته التي فضحت سياساته، واماطت اللثام عن توجهاته والتي اعرب فيها عن خشيته من تدفق الحافلات المحملة بالعرب خلال الانتخابات الاخيرة!
لا بدلته الانيقة، ولا ابتسامته المريبة، بوسعها ان تواري صورة البلطجي في صدره والتي سرعان ما تنعكس بالطبع والتطبع على قسمات وجهه، وفي التماعات عينيه، وفي حركات يديه، وهو يمارس بفجاجة دور الضحية امام العالم، بينما يشرعن عمليات القتل الميدانية لعابري السبيل من طلبة المدارس من الاطفال والفتية والفتيات بذريعة الطعن التي باتت نكته لا تضحك احدا بل تبكي القلوب دما في رواية تؤهله لنيل شهادة الدكتوراة في الكذب وفبركة الادلة لضحاياه في مسرح الجريمة !
فهل حاول الشهيد ابو خضير القيام بعملية طعن عندما اقتادته عصابات البلطجي التي تنهل من معين فكره، وتتغذى على ثقافة كراهيته الى الموقدة ليمارسوا على جسده الغض طقوس حقدهم؟!
وهل حاول اطفال دوابشة القيام بعملية طعن عندما اقتحمت عصابات البلطجي بيتهم ليلا واحرقتهم وهم نيام؟!
وهل كانت الطفلة رهف ووالدتها تقوم بمحاولة طعن عندما هدمت طائرات البلطجي البيت على رؤوس العائلة الفقيرة في غزة قبل ايام ؟
وهل كان الشهيد معتز زواهرة واترابه الثلاثين من كوكبة الشهداء من الاطفال والفتية والشباب الذين طالهم رصاص القنص يحاولون القيام بعمليات طعن ؟
روايات الشهود ومنهم احد اليهود، تفضح جريمة قتل الشاب احمد شعبان الذي قيل انه حاول طعن عجوز كانت تصعد الى حافلة في المحطة المركزية بالقدس مساء اليوم، فقد قال شاهد عيان يهودي ان الرواية كاذبة وان المغدور كان عابر سبيل ولم يكن يحمل سكينا.
يوضح السلوك الاسرائيلي إن في التصريحات أو في الممارسات على الارض أننا بلغنا نهاية اللعبة بعد أن تكشف المشهد الاخير من الخديعة على طريقة التحكيم الشهيرة في التاريخ الاسلامي، اعترفنا بحق اسرائيل بالوجود على ارضنا بالدفع المسبق، مقابل اعتراف بالتقسيط الممل بحقنا في اقامة دولتنا على ما تبقى من ارضنا، لنكتشف بعد طول تطواف في سراديب مفاوضات لا نهاية لها بان لا مواعيد مقدسة وان المفاوضات لم تكن سوى ستار حتى يكمل المستوطنون دولتهم على ارضنا لنجد انفسنا بعد انتفاضتين واجهنا خلالهما جيشا واحدا واذا بنا بالانتفاضة الثالثة نواجه جيشين، جيش المحتلين، وجيش المستوطنين؟!!
"لن نبقى رهينة لاتفاقيات لا تحترمها إسرائيل، وسنواصل الانضمام الى المنظمات والمعاهدات الدولية، ونرفع ملفاتنا للجنائية الدولية ضد الجرائم والاعدامات الميدانية لابنائنا".. ذخيرة حية تمد الانتفاضة بالمزيد من العزيمة والصلابة والقوة حملها خطاب الرئيس الى شعبه المجروح هذه الليلة من شأنها ان توفر غطاء قانونيا للمواجهات المتواصلة على طول الوطن وعرضه وتجرد المحتلين من عناصر قوتهم وتكبح جماح جنونهم.
امام لجوء نتنياهو للعضلات وفي حال ادراكنا باستحالة الحصول على حقوقنا بالمفاوضات فلا اقل من اجراء مراجعات تعيد النظر في جميع الاتفاقيات والاعترافات، مع حرصنا على عدم الانجرار الى ملعب البلطجي وتمسكنا بخياراتنا السلمية في المواجهات، ذلك ان الاكلاف المترتبة على لجوء البلطجي للعضلات لا تقل عن تلك التي ستترتب عن استمرار المراوحة في متاهة المفاوضات ؟!
نضال الفلسطينيين المشروع للانعتاق والحرية من الاحتلال وحقهم المشروع في اقامة دولتهم المستقلة بعاصمتها القدس الشريف لن توقفه بلطجة القوة ولا المزيد منها وسيواصل المنتفضون من الجيل الجديد وهم يتقاسمون الرصاصة وقنبلة الغاز على خطوط المواجهة المفروضة بين غطرسة الدبابة وقوة الارادة، الدفاع عن وطنهم برموش عيونهم، ووجع معاناتهم، ونزف جراحهم حتى ينتصر الحق على الباطل، والوطن على الاحتلال، والزيتون على الاستيطان.