افراسيانت - رام الله - "القدس"دوت كوم - كتب ابراهيم ملحم- تستبطن حفلات الجنون الاسرائيلية المتواصلة دون انقطاع، والتي تأخذ شكل التصفية الميدانية للاطفال والشبان والفتيات بمزاعم الطعن، رغبة اسرائيلية جامحة لاستفزاز الضحية حتى تجعل الدماء تغلي في عروقها للخروج عن طورها، لاستجلاب ردود فعل تقدم للجلاد صورة يلوح بها امام العالم لتبرير عمليات قتل اوسع، وارتكاب مجازر مروعة اكبر، بدواعي "فورة الدم"من قبل جنوده ومستوطنيه الذين ينتظرون الفرصة للانقضاض على الضحية والبطش بها، ولتنفيذ برامج ومخططات معدة لهذه المناسبة، ان لجهة حسم الجدل ازاء تقسيم الاقصى [تذكرون ما جرى في الحرم الابراهيمي عقب مجزرة غولدشتاين عام اربعة وتسعين من القرن الماضي .. قسم المسجد رغم ان الضحايا من المصلين.. فما الذي كان سيجري لو حدث العكس] او لجهة التهويد الكامل للبلدة القديمة التي بات الدخول اليها عبر بوابات الكترونية.
قتل الضحية اضافة الى ما يحمله من رسائل الترويع فانه يرمي ايضا الى قتل الرواية، وحتى لو قيض للضحية ان تبقى على قيد الحياة، فان رواية الجلاد تبقى الوحيدة الحاضرة لتوجيه تهم الشروع بالقتل الى الضحية، حتى وان كانت في حالة دفاع عن النفس بدافع الغريزة الطبيعية من اعتداءات المستوطنين كما حدث مع الطالبة الجامعية شروق دويات والطالبة من مدرسة عبد الله بن الحسين اليوم، او نتيجة تماس كهربائي لسيارة قدر له ان يقع قرب حاجز عسكري كما حدث مع سيدة يرافقها طفلها.
الاسراف في القتل على خلفية الزعم بالطعن دليل ضعف واعراض ارتباك لدولة الارهاب المنظم المدججة بالسلاح حتى الاسنان، خشية فقدان السيطرة امام جيل فلسطيني يولد من جديد.. جيل لا يخضع للذهب ولا للسيف، لا تخدعه الوعود ولا يرهبه الوعيد.
رغم ان التسمية لا تضيف ولا تنقص من قوتها ونبل اهدافها، فان قوة الهبة والتي يمكن تسميتها من الان فصاعدا بـ"انتفاضة الجيل الجديد" في سلميتها واستمراريتها، وضعف اسرائيل في غطرستها وبطشها وغياب وعيها وعماء بصيرتها والخلل في حساباتها، وهو ضعف سيضرب منعتها ويطيح باحلامها، وسيجبرها على اعادة حساباتها بعد أن يتبين لها عقم سياساتها فهي انتفاضة البحث عن الامل وتحقيق الحلم وسط سحب اليأس والاحباط .
لم تكن الحكومة الاسرائيلية يوما في وضع متطرف كالذي هي فيه اليوم ، حتى ان نتنياهو يبدو حمامة سلام امام تسونامي التطرف المحمول على دعوات القتل والحرق والهدم من قبل "دواعش المستوطنين"المسيطرين على مقاليد السلطة في اسرائيل والذين منحوا الجنود وافراد الشرطة والمستوطنين تصريحا بالقتل الفوري لكل من يسلك طريقا يسلكه المستوطنون، والتهمة جاهزة، محاولة الطعن!
فان انت اعترضت على مخالفة سير..... ستقتل بزعم الطعن؟!
وان اصاب سيارتك خلل فني قرب حاجز عسكري .. ستقتل بزعم الطعن؟!
وان انت تبرمت من سلوك عنصري او صرخت في وجه شرطي .. ستقتل بزعم الطعن؟!
وان رفضت سيدة منقبة الكشف عن وجهها في سيارتها او في طريق عودتها الى بيتها .... ستقتل بزعم الطعن؟!
وان حاولت فتاة الدفاع عن نفسها من تحرش مستوطن بحجابها.... ستقتل بزعم الطعن؟
وان استجار طفل مذعور بالشرطة من دواعش المستوطنين.. سيقتل بزعم الطعن؟!.. وغيرها وغيرها الكثير من الاسباب "الموجبة" للقتل في عقيدة القتلة بزعم الطعن؟!
وحتى لو افترضنا ان طفلا او فتاة حاول او نفذ بالفعل تحت تاثير الشعور بالقهر عملية طعن، فهل الرد يكون بالقتل وترك الضحية تتضور المها ونزف جراحها ووجع معاناتها بينما يقيم القتلة حفلة الجنون على دمائها .. اي جنون هذا .. واي رسالة يوجهها القتلة ومن يصوغ فكرهم ويتحكم بسلوكهم لذوي الضحية واحبائه واصدقائه من وراء ذلك الجنون !!