افراسيانت - العرب - ما زالت معضلة السلاح في ليبيا تؤرّق دول الجوار خاصة مع تصاعد التهديدات الإرهابية من قبل تنظيم داعش الذي بسط سيطرته ونفوذه على عدد من المدن والمناطق المحورية في ليبيا.
فقدأكدت تقارير أمنية تونسية أن مجموعات متشددة ناشطة في ليبيا تمكنت من تهريب شحنات كبيرة من الأسلحة إلى تونس والجزائر لدعم الكتائب المنضوية تحت لواء القاعدة وداعش هناك.
وأفادت مصادر إعلامية بأن إرهابيا أوقفته أجهزة الأمن التونسية كشف عن دخول شحنات من الأسلحة عبر الحدود الليبية إلى تونس في انتظار توجيه كمية منه إلى الجزائر.
وتعاني ليبيا من معضلة السلاح بسبب غياب الدولة واستشراء الفوضى، فمنذ الإطاحة بنظام القذافي أصبحت ليبيا خزّانا للأسلحة استثمرها المتشددون في مخططاتهم التوسعية.
وشكلت ليبيا الملاذ الآمن لتنظيم أنصار الشريعة الفرع التونسي، لكي يدرب عناصره على مختلف أنواع الأسلحة، إضافة إلى تهريب كميات كبيرة من المتفجرات عبر الحدود الليبية إلى مختلف المحافظات التونسية.
وانتشرت الأسلحة في تونس بعد الاعتداء على المقرات الأمنية في كامل تراب الجمهورية إبّان الثورة حيث تمكن عدة أشخاص من الحصول على أسلحة رجال الأمن المخبئة داخل المراكز ومناطق الأمن.
وبعد ذلك أصبحت ليبيا المنفذ الرئيسي لدخول الأسلحة إلى تونس عن طريق التهريب في ظل الانفلات الأمني في البلدين وضعف المراقبة الحدودية بينهما.
وتنتشر على طول الحدود البرية المشتركة بين تونس وليبيا التجارة الموازية (تجارة غير رسمية) وتهريب المحروقات والسلع المختلفة وأيضا الأسلحة.
ففي مطلع هذا الأسبوع قال وزير الداخلية التونسي ناجم الغرسلي إن “الإرهاب يتغذى من التهريب، والتهريب يتعايش مع الإرهاب”.
وكشف تقرير سابق، للبنك الدولي أن قرابة 3800 ساكن من أهالي بن قردان يشتغلون في التجارة الموازية والتهريب وهي نسبة تمثل 20 بالمئة من السكان القادرين على العمل في المنطقة.
وتستغل الجماعات المتشددة هذا الوضع لتقيم تحالفات مع بعض التجّار لتهريب الأسلحة إلى تونس واستعمالها فيما بعد ضدّ وحدات الأمن والجيش، فقد سجّلت السلطات عديد العمليات الخاصة بتهريب الأسلحة والمخدرات عبر المنافذ الحدودية الرابطة بين تونس وليبيا.
ومن جهتها رفعت السلطات الأمنية والعسكرية الجزائرية، حالة التأهب إلى الدرجة القصوى، تحسبا لأعمال انتقامية من قبل الجماعات الإسلامية المتطرفة.
وقامت المصالح الأمنية بنشر وتوزيع قوائم اسمية للأشخاص المبحوث عنهم والمتابعين في مسائل أمنية، بمحافظات غرب البلاد، على الدوائر الأمنية المحلية، وذلك بالموازاة مع معلومات تحصلت عليها أثناء تفكيكها لعدد من شبكات الدعم والإسناد وبعض الخلايا النائمة، تضم أشخاصا ينحدرون المنطقة اختفوا في ظروف غامضة.
وتشن وحدات عسكرية مدعومة بأسلحة ثقيلة، عمليات تمشيط واسعة في عدد من المناطق الجبلية في محافظتي تلمسان وسيدي بلعباس التي يتخذها مسلحو المنطقة كقواعد خلفية للانطلاق والاسترجاع والتخطيط، وهو العمل الذي مكنها من تدمير عدة مخابئ وإتلاف كميات من الذخيرة.
وأمام حالة التأهب القصوى لقوات الجيش الجزائرية في خضم التهديدات المتصاعدة، أكد الفريق أحمد قايد صالح رئيس أركان الجيش الوطني أن المؤسسة العسكرية تعمل ليلا نهارا لتأمين الحدود ومنع تسلل المتشددين وتسريب الأسلحة. وتعهد قايد صالح في كلمة ألقاها أمس الأول، بتطهير الجزائر من الإرهابيين باعتبارهم خونة ومجرمين، مشددا على أن قوات الجيش ستكون دائما في مستوى ثقة الشعب فيها.
ليبيا على طاولة المباحثات بين أوباما وبان كي مون
طرابلس- أفاد الموقع الإلكتروني الخاص بالبيت الأبيض بأن الرئيس الأميركي باراك أوباما تباحث مع الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون حول تطورات الملف الليبي.
وشدد الطرفان على وجوب توحيد صفوف الفرقاء من أجل تشكيل حكومة وحدة وطنية قادرة على إنهاء الأزمة السياسية وتثبيت مؤسسات الدولة.
وقال الرئيس الأميركي حسب ما جاء في موقع البيت الأبيض “ناقشنا التطورات الطفيفة في جهود توحيد الأطراف الليبية المختلفة، التي خلقت فراغا تسبب في أزمة اللاجئين وخلق ملاذا آمنا لتنظيمات مثل داعش”.
يشار إلى أن العديد من الخبراء الأمنيين، عبّروا عن استيائهم من التراخي الدولي في التعامل مع الملف الليبي، وسط تهديدات جديّة مردّها اختراق داعش لحدود ليبيا وتمكّنه من القيام بهجمات إرهابية مكثّفة والسيطرة على بعض المناطق والمدن.
وتوجه الانتقادات عموما إلى الولايات المتحدة التي يعتبر موقفها من الأزمة الليبية غير واضح، إذ تقتصر الإدارة الأميركية في تعاملها مع ما يحصل من اقتتال وتخريب في بنغازي وطرابلس على الإدانات والتنديدات شديدة اللهجة والتصريحات حول ضرورة إحلال السلام وتغليب الحل السياسي على التدخل العسكري.
ويشوب الموقف الأميركي إزاء أعمال العنف التي اجتاحت أغلب المدن الليبية الكثير من الغموض والضبابية، ففي الوقت الذي تلعب فيه الولايات المتحدة دورا محوريا في شنّ حرب ضدّ الإرهاب في سوريا والعراق، يُلاحظ عدم تحمسها للتدخل مباشرة لوقف نزيف الدم في ليبيا فهي تراقب عن كثب ما يجري وتصدر تصريحات عادية لا تعكس الموقف الحقيقي للسياسة الأميركية تجاه الإرهاب.