واشنطن - افراسيانت - أشاد مستشار الأمن القومي الأميركي، الجنرال هربرت (إتش.آر) مكماستر، الأحد ، 4 حزيران 2017 بالتحالف الأميركي الإسرائيلي الذي لا ينكسر وبزيارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب الأخيرة إلى الشرق الأوسط وأوروبا متحدثاً عن أمله في "قيام تحالف متنام بين إسرائيل وحلفاء الولايات المتحدة العرب".
وأكد مكماستر في الخطاب الذي ألقاه الأحد في إطار تمثيله للرئيس ترامب في "المنتدى العالمي للجنة اليهودية الأميركية في واشنطن" الذي تزامن عقده مع الذكرى الخمسين لاحتلال إسرائيل بقية أراضي فلسطين الطبيعية بما فيها مدينة القدس، أن إسرائيل هي الحليف الأول والأهم للولايات المتحدة، وأن سجل الولايات المتحدة عبر عقود طويلة وولايات رؤساء مختلفين من الحزبين الجمهوري والديمقراطي يثبت "التوافق الكامل بين أوساط الأميركيين من كل الأطياف على دعم إسرائيل وما تمثله".
وكرر مكماستر عشية الذكرى السنوية الخمسين للاحتلال الإسرائيلي للضفة الغربية والقدس، الثناء على إسرائيل، وقال ان "إسرائيل واجهت في حزيران 1967 تهديدا أكبر بكثير من التهديد الذي تواجهه أميركا الآن"، ملمحاً لإمكانية قيام إسرائيل بإقامة تحالفات جديدة مع الدول العربية السنية كثقل موازن لإيران.
يشار إلى أن مكماستر شارك في هذا المؤتمر السنوي "للجنة اليهودية الأميركية" المعروف بثقله السياسي المهم في واشنطن وأثره البالغ في الكونغرس الأميركي، بعد أيام من إعلان الرئيس ترامب عن إرجاء تنفيذ وعد حملته الانتخابية بنقل السفارة الأميركية لدى إسرائيل من تل أبيب إلى القدس، ولكن مكماستر لم يتطرق إلى هذه القضية الساخنة التي أصابت المتشددين الموالين لإسرائيل، بمن فيهم فريق ترامب لعملية السلام في البيت الأبيض، بخيبة الأمل، منوهاً لأهمية "إعادة انخراط إسرائيل والفلسطينيين" في عملية سلام مثمرة دون الخوض بأي تفاصيل.
وقال "نشهد اليوم عملية إعادة تقييم للعلاقات الإقليمية، لا سيما بين إسرائيل وعدد من شركائنا العرب. جميعهم أصدقاء للولايات المتحدة" مشيرا الى أن "مصالحهم ستتقارب اليوم".
كما أشاد مكماستر بالخطاب الذي ألقاه ترامب في المملكة العربية السعودية، ووصفه بأنه "خطاب غير عادي" رسم فيه الرئيس الاميركي "طريقاً للوحدة والسلام لمختلف الشعوب"، وأشار إلى إدانة القادة في جميع أنحاء العالم الإسلامي "للجهات التي تستغل الإسلام لتبرير العنف ضد الأبرياء".
وأقر الجنرال مكماستر بأن العديد من القادة الذين أشادوا بخطاب ترامب ووعدوا ببذل المزيد من الجهود لمكافحة التطرف لم يفوا بوعودهم في الماضي، وأن العديد من حلفاء الولايات المتحدة العرب "كانوا مصادر لتمويل الإرهابيين وأنهم نشروا أيديولوجية إسلامية متطرفة" حول العالم.
ووعد بأن تضع الإدارة الاميركية "مقاييس واضحة" لقياس أداء الدول التي وعدت بقطع تدفق الأموال للجماعات المتطرفة، وإبطاء انتشار الخطاب المتطرف الذي يشجع العنف.
وأفرط مكماستر في الثناء على زيارة ترامب الأخيرة لمقر حلف شمال الأطلسي، التي انتقد ترامب خلالها الحلفاء الأوروبيين لعدم إنفاقهم المزيد من الأموال على الدفاع.
وأصر مكماستر على أن ترامب أكد مجدداً "التزام الولايات المتحدة المتين" بحماية حلفائها في حلف شمال الأطلسي، وأنه أيد في الواقع المادة الخامسة من ميثاق الحلف (الذي يقتضي أن يهب أعضاء التحالف لنصرة أي عضو آخر يتعرض للخطر".
ولوحظ أن مكماستر لم يتحدث عن الجهود الجارية في البيت الأبيض بشأن استئناف مفاوضات السلام الفلسطينية الإسرائيلية أو استشراء الاستيطان أو حل سلمي على أساس حل الدولتين وفق حدود 4 حزيران 1967.
وتفيد معلومات مسربة من البيت الأبيض أن الجنرال مكماستر هو الذي يشرف على التدقيق بخطة جنرال المارينز المتقاعد جون آلين "الضامنة لأمن إسرائيل في حال قيام دولة فلسطينية".
وكانت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية قد كشفت في تقرير لها نشرته الجمعة 2 حزيران 2017 أن البيت الأبيض يعيد دراسة الخطة المعروفة بـ"خطة ألين الأمنية للضفة الغربية" التي وضعها الجنرال آلين في فترة المفاوضات المباشرة بين الفلسطينيين وإسرائيل والتي استمرت تسعة أشهر (بين آب 2013 و نهاية آذار 2014) حيث انتهت فجأة بسبب نكث إسرائيل لتعهداتها بالإفراج عن آخر دفعة من الأسرى الفلسطينيين الذين كان يفترض الإفراج عنهم وفق اتفاق أوسلو عام 1993.
يشار إلى " خطة الين" رفضتها إسرائيل ضمنياً بعد أن أصبحت موضع خلاف كبير في بين السياسيين والعسكريين الإسرائيليين، وانتهى البحث فيها بعد فشل المفاوضات وانسحاب إسرائيل منها في نهاية آذار 2014.
وكانت "القدس" نشرت في السابق أن "الخطة المذكورة (خطة ألين) تعطي إسرائيل حق السيطرة العسكرية وحق التواجد والتنقل للجيش الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية حتى نهر الأردن، وتمنح الإسرائيليين نقاط رقابة أمنية محكمة، ثابتة ومتنقلة في المناطق الفلسطينية" وأن الخطة التي انكب على تنقيحها العشرات من الضباط والخبراء الأميركيين لعدة أشهر تحت إشراف الجنرال آلين "تم وضع تفاصيلها بالتنسيق الكامل مع مسؤولين إسرائيليين حاليين وسابقين، عسكريين وأمنيين، من ضمنهم رؤساء أركان ومسؤولي الموساد والشاباك ولم تتبلور بالأساس إلا بعد أخذ هؤلاء (فريق آلين من الضباط الأميركيين) بعين الاعتبار كل التحفظات الأمنية الإسرائيلية والتي شملت أكثر من 25 تحفظاً تقدم بها الإسرائيليون" بحسب المصدر.
كما شملت الخطة التي نسقها الجنرال ألين مع الإسرائيليين وبين وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) ووزارة الجيش الإسرائيلية دون مشاورة الطرف الفلسطيني، تشمل جدرانا من الأسلاك الشائكة والإسمنتية، وتكنولوجيا متقدمة، و"أجهزة استشعار" دقيقة ومحطات "تحذير مبكر" على طول الحدود بين الضفة الغربية والأردن، مع إشراف إسرائيلي كامل خلال السنوات العشر الأولى من أي اتفاق، ومن ثم تشكيل "سلطة رقابة حدودية مشتركة بين السلطات الأمنية والعسكرية الإسرائيلية وسلطات أمن فلسطينية بإشراف أميركي.