افراسيانت - رام الله -"القدس" دوت كوم - قال محللون ان إطلاق المفاوضات "بات وشيكا"، غير ان تلك المفاوضات ستكون على شكل ضغوط تمارس على الجانب الفلسطيني لقبول الحلول.
عقب زيارة الرئيس الامريكي دونالد ترامب الى المنطقة، كثر الحديث عن امكانيات اطلاق مفاوضات مباشرة بين الفلسطينيين والاسرائيليين، وهو ما دفع مراقبي لتوقع اطلاق المفاوضات في اقرب وقت ممكن، دون تحديد ماهية القواعد التي ستجرى عليها، باستثناء توقعاتهم بانها لن تفضي الى تسوية في نهاية المطاف.
ويعتقد المحلل السياسي هاني حبيب، اننا "نقترب من اطلاق المفاوضات"، مستندا في ذلك الى تصريحات امريكية، وتقارير اعلامية اسرائيلية، تشير الى انه "يبدو ان هناك تحركا امريكيا مقبلا لاطلاق المفاوضات قريبا على أساس الجهد والضغط الذي يقوم به الرئيس الامريكي لتوفير ارضية لعقد مؤتمر اقليمي، يفضي لمفاوضات اسرائيلية فلسطينية مباشرة".
وقال في حديث لـ "القدس" دوت كوم، ان "الوضع الداخلي للرئيس الامريكي وانشغاله بملفات محرجة داخلية، يدفعه لانجاز خارجي، رغم انه لا يتوفر له الوقت والمساحة الكافية لوضع خطط لاطلاق المفاوضات".
ويرى حبيب ان شكل المفاوضات المرتقب مختلف عما كانت عليه، وليس على ارضية حل الدولتين، حيث ان التصريحات الامريكية اشارت الى طرح حلول اخرى لم يفصح عنها الرئيس ترامب ولا وزير خارجيته بعد، الا ان "هذه الحلول في نهاية المطاف ستصطدم بالموقف الاسرائيلي الرافض لاي حل".
وبحسب حبيب فان "ما سيحدث هو مجرد حراك دون ان يصل الى نتيجة على الرغم ان الرئيس الامريكي بحاجة ماسة لتحقيق انجاز على هذا الصعيد".
ويتفق المحلل السياسي، الدكتور ايمن يوسف، مع حبيب حول قرب اطلاق المفاوضات، وان هناك تحركا دوليا اقليميا واضحا اعقب زيارة ترامب الى السعودية واسرائيل، من اجل تحريك مسار المفاوضات.
وقال يوسف في حديث لـ "القدس"دوت كوم، ان "اطلاق المفاوضات بات وشيكا جدا خاصة وان الجانب الفلسطيني يعاني من ازمة والجانب الاسرائيلي في ازمة".
ويرى ان "الضغوط الكبيرة التي ستمارس على الجانب الفلسطيني من قبل الادارة الامريكية وبعض الدول العربية، ستجبر الفلسطينيين للذهاب مرة اخرى الى المفاوضات الثنائية".
ويتوقع يوسف ان لا يختلف شكل المفاوضات كثيرا عن المحاولات السابقة، حيث انه "من المتوقع ان يشارك احد المسؤوليين المقربين من الرئيس الامركي بعملية التفاوض، وسيتابع العرب الجلسات والحوارات، وستفضي الى تحقيق اختراقات في بعض الملفات مثل قضية الاسرى وزيادة نفوذ السلطة في بعض مناطق سي، بيد ان الملفات الجوهرية مثل الاستيطان والسيادة والمياه والحدود من المستبعد خلال الستة شهور المقبلة ان يحدث اختراق ما بشأنها".
واستبعد جاهزية الفلسطينيين لاي حلول قد تفرض او يتم التوصل اليها، حيث ان "الانقسام الفلسطيني مستمر، والشرعيات بحاجة الى تجديد (الرئاسة والتشريعي) وهو ما يستدعي تحقيق التوافق الفلسطيني وتجديد الشرعيات لمواجهة التحديات المقبلة".
وفي المقابل يرى الدكتور احمد العزم، ان التسريبات والاخبار التي تتحدث عن قرب اطلاق المفاوضات "لا يمكن البناء عليها قبل ان يحدث شيء، وان عقد لقاء ثنائي او ثلاثي بين الرئيس عباس ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو والرئيس الامريكي ترامب، لا يعني اطلاق المفاوضات".
واوضح العزم ان "البدء بالمفاوضات يحتاج لعملية متكاملة واستجابة للمطالب، حيث كانت هناك مطالب (شروط) فلسطينية لاستئناف المفاوضات، وعلى ما يبدو حصل شيء من التراجع بشأنها مع وصول ترامب، الا انه ما زال من المبكر الحديث عن قرب اطلاق مفاوضات".