افراسيانت - الخليل - "القدس" دوت كوم - همسه التايه- يقف اهالي خربة "ام الخير" الواقعة جنوب شرق الخليل، شوكة في حلق الاحتلال، وحاجز منيع امام مخططاته الاستيطانية التي تنشد الى ضم ما تبقى من اراضي الخربة لمستوطنة "كرمل " المقامة اصلا على اراضي المواطنين.
ويعيش في خربة "ام الخير" 170 شخصا، في ظل ظروف قاسية فرضها جيش الاحتلال والمستوطنين من خلال هدم المساكن وترويع المواطنين.
وما ان يبنى مسكن جديد يتحول الى ركام، بين ليلة وضحاها، ويقصد بالمسكن هنا، سقف وجدران من الصفيح "الزينكو" او خيمة لا اكثر، والهدم يأتي بحجج اعتاد عليها الاهالي وهي "البناء دون ترخيص" حيث ان اراضي "ام الخير" مصنفة على انها ضمن ما يعرف بمناطق (ج) وهي ضمن اتفاقية اوسلو خاضعة للسيطرة الاسرائيلية، وكما هو معلوم بان هذه الادعاءات هي مجرد حجج واهية، تقف خلفها مخططات للضم والتوسع الاستيطاني.
الحاج سليمان الهذالين (63 عاما) وهو أحد سكان الخربة وشيوخها، والذي كان يقف فوق ركام احد المساكن التي تم هدمها الاحتلال حديثا يقول لـ "القدس" دوت كوم "أن الهدف من ممارسات الإحتلال ومستوطنيه هو التطهير العرقي وإجبار الأهالي على الرحيل. مضيفا بان هذا احد الاحلام المستحيلة التي يحاول تحقيقها جيش الاحتلال من خلال سياسة الهدم الممنهجة " نحن لن نرحل".
وأكد أن مسكنه هو وعائلته المكون من الصفيح والزينكو، تعرض للهدم لأكثر من 6 مرات وبشكل متتالي، بحجة عدم الترخيص و وقوعه في منطقة (ج).
وفي كل مرة يحاول الحاج سليمان حماية مسكنه واولادة ، وهي بطبيعة الحال لا تقي من برد الشتاء ولا من شمس الصيف الحارقة، يتعرض للإهانة والإعتداء الجسدي واللفظي من قبل جيش الإحتلال الإسرائيلي، لكنه يعلم جيدا ان وجوده بالخربة لم يعد يقتصر على العيش فقط وانما ايضا هو يحمي الارض من المطامع الاسرائيلية المكشوفة بالنسبة له، ويرى ان بصموده هو وباقي اهالي الخربة يقطع الطريق على الاحتلال ومستوطنيه الذين كشروا عن انيابهم من خلال الهدم المتكرر ظنا منهم بانها وسيلة ناجعة، تمكنهم من الضغط على الاهالي لمغادرة الارض . واضاف :" لكن ما لا يلعمونه ان انتمائنا للارض، وايماننا بحقنا بالعيش بكرامة يفوق حجم حقدهم وطغيانهم ".
وفي تفاصيل طبيعة الاعتداءات الممنهجة يقول الشاب محمد الهذالين (34 عاما) انه تعرض للضرب المبرح من قبل جنود الإحتلال حيق غاب عن الوعي وفقد الذاكرة لايام قبل ان يعود الى رشده ويشتد عوده .
ويقول الشاب عبد الله الهذالين (27 عاما) انه وغيرهمن الشبان في الخربة يتعرضون للضرب والإهانة والإعتقال ومداهمة منازلهم دون وجود مبرر لذلك بشكل شبه يومي.
واضاف لـ "للقدس دوت كوم ": إحنا في أم الخير نعاني، بهاجمونا الجيش والمستوطنين، وإحنا ناس مستضعفين من قبلهم ونمر بظروف صعبة".
وحول الخدمات التي تفتقدها الخربة، قال الشاب الهذالين": يمنعنا الإحتلال من البناء، فالحياة في الخربة قاسية لا خدمات مياه وكهرباء ولا مواصلات ولا إسعاف ولا حماية لنا ، فنحن عزل في وجه الإحتلال والإستيطان.
وعن طبيعة المساكن ، قال:" أن الشتاء في "أم الخير" صعب للغاية فالمساكن غير مؤهلة والإحتياجات كثيرة". مشيرا الى أن الأمطار والرياح تزيد من معاناتهم في فصل الشتاء.
تقول إحدى مواطنات خربة "أم الخير" (45 عاما)، والتي رفضت ذكر أسمها " وظهر صوتها في الفيديو المرفق" أن قطعان المستوطنينمن مستوطنة "كرمل" والتي تحيط بخربة "أم الخير" من الجهات الثلاثة الجنوبية والغربية والشمالية، لا يزالون يمارسون حملة مسعورة تجاه أهالي الخربة وذلك تحت حماية جيش الإحتلال.
وأضافت أن الغرفة التي قامت ببنائها وعائلتها من طوب من أجل ايواءهم في فصل الشتاء وحمايتهم من الأمطار والرياح لم تسلم من الهدم.
وأوضحت أن جيش الإحتلال أجبرها وعائلتها على ضرورة الإبتعاد مسافة 20 مترا، مؤكدة أن ممارسات الإحتلال هدفها ترحيل أهالي الخربة الذين لم يتبقى لهم أي مكان للعيش فيه ."حسب قولها".
وناشدت الرئيس أبو مازن ورئيس الوزراء توفير الحماية لهم في ظل تعرضهم لهجمة شرسة غير مسبوقة على الإطلاق. وطالبت المؤسسات الأجنبية والحقوقية بضرورة الضغط على إسرائيل ووضع حد لممارساتها وإعتداءاتها المتكررة.
وطالبت وسائل الإعلام العربية والدولية بضرورة تكثيف زيارتهم للخربة وفضح كافة الإنتهاكات والممارسات بحقهم.
من جهته، تحدث ابراهيم الهذالين ممثل خربة "أم الخير" عن الإعتداءات المتكررة على الخربة، قائلا:" تعرضت للهدم لأكثر من عشر مرات، مؤكدا أن الشهر الماضي تلقى أهالي الخربة أكثر من 20 إخطارا بهدم مساكنهم ومنشآتهم الزراعية والبركسات" .
وأشار إلى أن الإحتلال لم يكتفي بهدم المساكن بل قام بمصادرة الأراضي الزراعية ضمن سياسة مدروسة وممنهجة، حيث كان آخرها مصادرة ما يقارب 70 دونما مملوكة لأبناء الحاج عيد يامين الهذالين.
وأشار ألى سياسة الإعتقالات في صفوف الشباب والغرامات المالية العالية، وبالتالي حرمانهم من الحصول على تصاريح العمل داخل الأراضي المحتلة والتي ألقت بظلالها عليهم جراء عدم توفر فرص لهم داخل مناطق السلطة .
وأكد أن المواشي حتى لم تسلم من إعتداءات الإحتلال والمستوطنين حيث يعمدوا لقتلها بالحجارة أو بإطلاق النار، ناهيك عن تصويب رصاص بنادقهم صوب خزانات المياه بالإضافة إلى الإعتداء على الأشجار والمزروعات .
وأكد ممثل الخربة على أن الخدمات ومقومات الحياة معدومة بسبب الإحتلال الإسرائيلي حيث أن الخلايا الشمسية التي تتحول لطاقة كهربائية ويستفيد منها الأهالي لا تفي بالغرض ولا تلبي كافة الاحتياجات.
وأضاف : أن المياه مصدرها مستوطنة "كرمل" وهي التي تتحكم بعملية الضخ حيث أنها تخفض المياه لأدنى مستوى وبما أن الخربة تقع على رأس جبل وضغط المياه لا يصلها، وهي بحاجة لماتورات ضخ وصيانة للآبار القديمة.
وأكد أن الإحتلال يمنع تعبيد شارع الخربة والذي يشكل معاناة حقيقية للأهالي والطلاب وخاصة في فصل الشتاء والطريق ترابية وموحلة، حيث يضطر الطلاب إلى السير مسافة 2 كم سيرا على الأقدام لضمان الوصول لمدرسة الصرايعة الواقعة إلى الشرق من "أم الخير".مشيرا إلى أن الخربة تفتقر لعيادة صحية ايضا .
وناشد ممثل الخربة الرئيس محمود عباس"أبو مازن" ورئيس الوزراء والجهات الرسمية المؤسسات الفلسطينية والدولية والجهات الحقوقية والإنسانية التدخل السريع والعاجل من أجل إنقاذ أهالي خربة أم الخير.
وعلى أكثر من صعيد تعليمي وخدماتي وتوفير الإيواء والمساكن المناسبة ووضع حد للبطالة المتفشية بين شباب أم الخير.
جدير بالذكر أن مساحة خربة "أم الخير" تبلغ ما يقارب 300 دونما، حيث تبلغ المساحة المقام عليها المساكن حوالي 200 دونما يسكنها 25 أسرة . وأقيمت قبل 40 عاما مستوطنة "كرمل" على أراضي "أم الخير" وهي ملاصقة للخربة، وهي مستوطنة سكنية توفر لمستوطنيها المدارس والعيادة الصحية والكنيس اليهودي، حيث تقدم خدماتها المجانية للمستوطنين لتشجيعهم على السكن والإقامة بالمستوطنة.
ويتبع للمستوطنة مزارع دجاج ، مقامة أيضا على أراضي "أم الخير" من الجهة الشرقية الشمالية بعد مصادرة أكثر من 150دونم، فيما تقام مزرعة الأبقار على مساحة 30 دونما من الجهة الجنوبية الغربية بعد مصادرتها من الأهالي الأصلين.
وليست مستوطنة "كرمل " الوحيدة التي تخنق الخربة، بل هناك مستوطنة "ماعون" الواقعة جنوب غرب أم الخير، وتبعد 3 كم هوائي، بالإضافة إلى عدد من المستوطنات العشوائية التي قتلت الحياه في المكان برمته.