افراسيانت - قلقيلية - "القدس" دوت كوم - مصطفى صبري - تتوسع اكثر من 30 مستوطنة مقامة على اراضي محافظة قلقيلية بشكل يومي وتسرق الارض وتهدد المستقبل لأكثر من مائة الف مواطن يقطنون في 35 تجمعا بين مدينة وبلدة وقرية وعزبة.
زحف دائم
المزارع خليل عامر من قرية عزون عتمه جنوب قلقيلية المجاورة لمستوطنة شعاريات تكفا يقف قرب الجدار العازل من الاسلاك الشائكة والممرات الامنية ويقول للقدس:" هذه المستوطنة تزحف باتجاهنا كل يوم ، وتاتي الجرافة وتقلع شجرة الزيتون التي زرعت بعرقنا وقمنا بريها بنقل المياه على رؤوس نسائنا كي تنمو وتكبر ، وهذا الحي من المستوطنة كان عبارة عن منزلين وبدأ يتمدد على حساب اراضينا حتى اصبحت المسافة بين بيوتنا وبيوت المستوطنة مسافة الصفر وعدد المنازل شكل حيا استيطانيا ضخما ".
ويضيف المزارع عامر :" الاستيطان يقهرنا يوميا بهذا التوسع والتمدد ، فهو يأتي بدون سابق انذار ويقتلع شجرة الزيتون وهي مثمرة كي يجسد رسالة القهر لنا ، واصبح التهديد الان لمنازلنا بعد ان قلعت اشجار الزيتون من حولنا ".
يواصلون الليل بالنهار
اما المواطن يوسف قزمار من عزبة سلمان المجاورة لهم مستوطنة اورانيت يقول :" بيوت هذه المستوطنة لم تكن موجودة وخلال ثلاث سنوات اصبحت المنازل التابعة للمستوطنين لا تعد ولا تحصى ،وكانوا يواصلون بالليل بالنهار وهم يبنون ويشيدون ، واعمال البناء كانت في الليل وكنا نسمع صوت مضخات الباطون وهي تضخ بالاسمنت ، وخلال ثلاث سنوات تمددت المستوطنة بشكل جنوني على حساب اراضينا واصبحنا في قريتنا محاصرين ، بالقرميد الاحمر الذي يطل علينا كنذير شؤم لنا ".
واضاف :" اثناء سياسة تجميد الاستيطان كنا نشاهد بام اعيننا كيف يحتال المستوطنون على هذا القرار بتجميده نهارا وتفعيله ليلا ، وكنا لا ننام من الاصوات التي تصدر من اعمال البناء في الليل ، فكانت المنازل في النهار تطل علينا بشكل مفاجىء ، كونها شيدت في الليل ".
وفي قرية جيوس تتوسع مستوطنة تسوفيم في جميع الجهات كي تسرق الاراضي التابعة للقرية .
قرى .. محصورة
ويقول المربي المتقاعد والمزارع شوكت سمحة 70 عاما لـ ے :" القرى الفلسطينية اصبحت محصورة بحدود المستوطنات والجدار ، ومستوطنة تسوفيم كانت في البداية كرفانات متنقلة واليوم مدينة متكاملة لها منطقة صناعية ضخمة ، وعندما كانت تأتي الوفود الاجنبية الينا للتضامن معنا كنت وقتها رئيسا للمجلس المحلي عام 2005م اشرح لهم كباقي فرق الجدار والاستيطان بين شجرة زيتون واخرى ففي ذات الارض اصبحت اشجار زيتون داخله واخرى خارجه وكتبت حوارا بين الشجرتين في ابيات شعرية تم نشرها في اذاعات محلية في الامم المتحدة ، فمنازل المستوطنين من حولنا لا تتوقف عن التمدد افقيا وعموديا ، ونحن داخل منازلنا ننتظر المستقبل المجهول.
القرميد الأحمر ..نذير شؤم
وفي قرية النبي الياس 5كم شرق قلقيلية يحاصر القرميد الأحمر لمستوطنة الفيه منشه منازل القرية التي اصبحت حدودها الجدار والشارع الالتفافي وجدار مستوطنة الفيه منشه .
جلال خليف رئيس المجلس المحلي لقرية النبي الياس يقول لـ ے :" مخطط القرية الهيكلي كان قبل توقيع اتفاقية اوسلو 95 دونما وبعد توسع مستوطنة الفيه منشه تناقص الى 75 دونما ، وهذا التناقص ينذر بمستقبل قاتم لاهالي القرية فلا توسع ولا ارض لان المستوطنة والجدار حاصر حياتهم ، فالتخطيط للمستوطنات ياخذ بعين الاعتبار التمدد السكاني والجغرافي في المستقبل ونحن تفرض علينا القيود ونحرم من التوسع في اراضينا .
فرض واقع
منسق الحملة الشعبية لمقاومة الجدار والاستيطان جمال جمعه يقول لـ ے :" تغول الاستيطان يهدف الى فرض واقع يكون فيه المستوطنون الاغلبية وسكان المنطقة هم الاقلية ، ويسعى قادة الاستيطان الى وجود التوازن في عدد السكان وعدد التجمعات السكانية بين المستوطنين والمواطنين ينذر بمستقبل مظلم ، ويهدف الى تجريد المنطقة من كل مقومات الحياة لصالح المستوطنين ".
ويضيف :" القرارات الصادرة بمصادرة الاراضي لصالح تخطيط المستوطنات لها اهداف خبيثة أهمها قطع الطريق عن توسع التجمعات السكانبة الفلسطينية مشيرا الى ان خطر هذا التوسع الاستيطاني باتجاه منازل المواطنين ينذر بترحيل تجمعات باكملها بحجة وشماعة الامن المزعومة دائما خلف أي اجراء استيطاني ".