افراسيانت - شي آن - "القدس" دوت كوم - قبل ألفي عام، بدأ التجار والقوافل التنقل بين الشرق والغرب على طول طريق الحرير ليتبادلوا البضائع والفلسفة والتكنولوجيا. والان هناك طريق حرير جديدة تتشكل، وهي طريق تعيد اشعال شمعة التجارة وتحقق الازدهار المشترك.
ونالت مبادرة الحزام والطريق التي طرحها الرئيس الصيني شي جين بينغ اهتماما كبيرا في السنوات الثلاث الماضية، حسبما قال باحثون ومسؤولون.
ويقول شيانغ جون يونغ، الباحث في جامعة (رنمين) الصينية ويتابع تقدم المبادرة، "تم دفع مشروعات عديدة قدما في اطار المبادرة. يتم توصيل النقاط لرسم الصورة الاكبر المأمولة".
واضاف "يتم بناء طريق حرير جديدة واصبحت بنيتها الرئيسية تتخذ شكلا عبر إقامة روابط افضل بين المدن الواقعة على طول الطريق والمناطق التجارية والممرات الاقتصادية الدولية والموانىء المحسنة".
وفي شهر حزيران (يونيو) الماضي، نشرت الجامعة تقريرا حول التقدم في المبادرة وأرخت النجاحات في النقل وخطوط الانابيب والبنية الاساسية للاتصالات والتوسعات التجارية والتعاون المالي والثقافي.
ومن بين النجاحات الجديرة بالملاحظة، يوجد اكثر من الفي قطار يعمل سنويا بين الصين والدول والاوروبية، لنقل اجهزة الكمبيوتر المحمول وأواني الطعام ومعدات التنقيب عن النفط الى اوروبا والعودة ومعها منتجات الاغذية والخمور وحليب الاطفال الصناعي.
وقال فانغ اي تشينغ، نائب وزير التجارة الصينية : "اغلب الدول الواقعة على طول المبادرة من الدول النامية المتحمسة لتطوير ادائها الاقتصادي. وبدعم المبادرة، نرى حيوية اقتصادية وتكامل اقتصادي اقليمي بشكل أفضل".
حيوية جديدة
مازال الاقتصاد العالمي يواجه مشكلات ضعف النمو وتراجع الطلب بالاضافة للتقلبات المالية في كل مكان. وتستهدف المبادرة تحقيق النمو وإعادة التوازن للاقتصاد العالمي، وفقا لما قال فانغ.
ووقعت اكثر من 30 دولة اتفاقيات حكومية حول المبادرة مع الصين.
ومن كانون ثاني (يناير) وحتى آب (اغسطس) من العام الجاري، تجاوز حجم التجارة عبر الطريق 600 مليار دولار، نحو 26 بالمئة من اجمالي تجارة الصين. وسجلت الاستثمارات المباشرة من جانب الشركات الصينية اكثر من 10 مليارات دولار، وفقا لاحصاءات وزارة التجارة.
وبلغت قيمة العقود اكثر من 70 مليار دولار بزيادة 28.3 بالمئة على اساس سنوي. ويجري تنفيذ مشروعات، مثل انشاء طريق سريع في باكستان وسكة حديد للقطارات فائقة السرعة في تركيا وخط سكك حديد بين المجر وصربيا، بشكل جيد.
واقامت الصين 56 منطقة اقتصادية او تجارية خارجها ووفرت اكثر من 163 الف فرصة عمل في دول ومناطق الحزام والطريق.
ومنطقة رايونغ الصناعية التايلاندية-الصينية بشرق تايلاند احدى اكثر المناطق نجاحا. وعلى مساحة 12 كيلومتر مربع، تضم المنطقة 80 شركة وتوفر فرص عمل لاكثر من 20 الف عامل. ويقول وو قوانغ يون نائب مدير المنطقة الصناعية "نطلق عليها مدينة الصين الصناعية".
واضاف "طريق الحرير الجديد ليس على الاطلاق ممرا خاصا للصين. وانما هو مكان كبير يتسع لازدهار العديد من الدول".
وتشمل المبادرة ايضا تبادلات ثقافية وتعليمية وسياحية واثرية.
ويقول فنغ جيان، مدير حماية الاثار في شي ان، مدينة رئيسة على طول طريق الحرير القديم، "أمامنا فرصة استكشاف المقابر القديمة في جنوب اوزبكستان. أبحث عن المزيد من ذلك التعاون الاكاديمي".
استحضار الحكمة القديمة
خه لي فنغ، مسؤول وزاري اخر يمتلك نفس القناعة بالمستقبل الوردي لطريق الحرير الجديد.
ويقول فنغ، نائب مدير اللجنة الوطنية للتنمية والاصلاح، "قد يصمت التاريخ لكنه لا يختفي أبدا وقد حان الوقت لاستحضار الخبرات القديمة لتشكيل المستقبل. كان التعافي الاقتصادي العالمي في السنوات الماضية صعبا وملتويا. كما ان التجارة والاستثمارات على المستوى الدولي بطيئة، وتواجه العولمة تحديات هائلة".
واضاف : "في مواجهة التحديات، نحتاج لاستقاء الحكمة والايمان من اسلافنا والقيام بعمل للخروج من الازمة واحداث فارق".
وتابع "حول طريق الحرير القديم الواحات الصغيرة الى مدن كبيرة وحقق تبادلات بين اعظم حضارات العالم".
وقال ايضا "نحن بحاجة لتذكر ان الطريق القديم عندما كان في حالة منتعشة، كانت الصين أمة قوية ومنفتحة. ومن خلال مبادرة الحزام والطريق الجديدة، تهدف الصين لمزيد من الانفتاح والازدهار المشترك".