افراسيانت - قلقيلية - "القدس" دوت كوم - مصطفى صبري - العنصرية الصامتة التي تمارسها حكومة الاحتلال على المعابر الحدودية بين الضفة الغربية وأراضي ال48 ،لا يشعر بها إلا من يكتوي بنارها من العمال والمزارعين وأهل الداخل الفلسطيني ،فنظام الابرتهايد العنصري في جنوب افريقيا لم تصل ابداعاته العنصرية إلى مصاف إبداعات الاحتلال على الحواجز العسكرية والمعابر.
معبر الياهو 109 ..عنصرية في الميدان
معبر الياهو رقم 109 الذي يحمل التسمية الاسرائيلية جنوب قلقيلية، والمعروف لدى اهالي المدينة بحاجز ومعبر الفيه منشه نسبة للمستوطنة الملاصقة له ، يتكون من ثلاثة مسارب الاول للعمال والمزارعين الواقعة أراضيهم خلف الجدار من أبناء قلقيلية، والثاني للسيارات التي تحمل لوحة تسجيل اسرائيلية وهو مخصص لعرب الداخل، والثالث للمستوطنين المتنقلين بين مستوطناتهم والمدن الإسرائيلية ذهابا وإيابا .
وللتعرف على طريقة التمييز للمارين عبر هذه المسارب يقول احد المواطنين من فلسطينيي الداخل البرفيسور إبراهيم أبو جابر من بلدة كفر قاسم والمحاضر في جامعة النجاح ،والذي يضطر للمرور عبر المعبر المذكور :" إذا أخطأت في المسرب المخصص لي، يكون احد الجنود المتخصصين للكشف عن الوجه بالمرصاد ، فإذا تأكد بأني عربي ودخلت المسرب الخاص المقرر للمركبات الاسرائيلية من اصل يهودي يستوقفني ويطلب مني الرجوع مرة ثانية ودخول المسرب الثاني" .
ويضيف : "مهمة هذا الجندي الكشف عن الوجه العربي فقط ، لان الملامح العربية واضحة ويمكن اكتشافها بشكل سهل وسريع" .
وتابع ابو جابر :" هذه العنصرية لها أثار نفسية لكل من يعبر المعبر الأمني 109 ، فهي إهانة ومس بالكرامة، والشعور بالدرجة العاشرة من المواطنة ، فالمستوطن الذي جاء واستوطن الأرض له معاملة من قبل أفراد الشركة الأمنية في غاية الرقي ، بينما العربي عليه أن يتوقف تماما ، ويتم تفحص ملامحه باسلوب سادي ودوني ، ويتم تفتيش مركبته على المزاج ، ومصادرة أغراض يزعم الجنود انها من الممنوعات مثل اللحوم والبيض ومنتجات الألبان ".
توسيع المعبر بتجهيزات معقدة..
وأشار ابو جابر الى قيام جيش الاحتلال بتوسعة حقيقية للمعبر على مدار السنوات الماضية، حيث أضافوا غرف جديدة بالقرب من بئر الشركة الملاصق للمعبر وتركيب معرشات ، وتم تجهيزه كمعبر دولي بين دولتين.
ويذكر ان إجبار مزارعي قلقيلية وقرية النبي الياس على استخدام المعبر يعرضهم لخطر الدهس من قبل سيارات المستوطنين، فقبل أقل من شهرين، اصيب المزارع محمد عثمان داود واصيبت زوجته بجراح خطيرة جراء دهسهما من قبل مستوطن أثناء توجههما إلى ارضهما الواقعة خلف المعبر الأمني 109 .
اعدامات واعتقالات ..
ونتيجة العنصرية الصامتة التي تمارس على المعبر ، تكون المعاملة في غاية القسوة بحق الفلسطينيين، والضغط على الزناد في غاية السهولة ، ففي شهر تشرين ثاني من عام 2015م أعدمت الطالبة الجامعية رشا عويصي من مدينة قلقيلية وهي متوجهة للقاء خطيبها من قرية كفر برا في المثلث الجنوبي كما أفادت عائلتها لے ، وأطلقت عليها 17 رصاصة قبل ان تصل المعبر بحجة محاولتها تنفيذ عملية طعن بالرغم من بعد المسافة عن الجنود.
وقبل عدة اشهر أطلقت النار على الطفلة براءة عويصي 11 عاما، وهي ابنة شقيقة الشهيدة رشا عويصي حيث كانت ترتدي الزي المدرسي وذهبت للتعرف على مكان استشهاد خالتها ، إلا أن أفراد الشركة الأمنية عاجلوها بعدة رصاصات وتم اعتقالها والإفراج عنها في اليوم التالي، وفي الإسبوعين الأخيرين اعتقلت أكثر من فتاة على الحاجز بزعم محاولة تنفيذ عمليات طعن .