افراسيانت - سلفيت - "القدس" دوت كوم - عهود الخفش - على مقربة من بلدة بروقين غربي سلفيت، هناك تحفة فنية قديمة بالغة الدقة في تصاميم وأشكال أبنيتها.. انها خربة "قرقش" وكما يسميها البعض مدينة "الشمس والقمر"
"القدس" تجولت فيها خلسة.، فهذه البقعة الواضحة المعالم التي لم يتجرأ الزمن على طمس آثارها وزخرفها ونقشها ورسوماتها، يحاول الاحتلال الاسرائيلي طمسها تدريجيا .. فمنها ما تم تجريفه، ومنها ما تم عزله كخربة قرقش .
خربة قرقش او كما يتسمى"مدينة الشمس والقمر" لوجود عدد من الرسومات للشمس والقمر ، فيها العديد من الكهوف والمدرجات والمغر والبرك ألاثرية والمقابر والممرات ، أمتار قليلة تفصلها عن مصانع مستوطنة" أرائيل" المقامة على أراضي محافظة سلفيت، فتعيش في عزلتين ، الأولى سببها الاحتلال، والعزلة إهمال ابتعاد وزارة السياحة والاثار عنها، وان كان هناك بعض الزيارات لها ، بذريعة أنها منطقة مصنفه c" " لا يحق للفلسطيني العمل فيها والهدف طمس الهوية والتاريخ الفلسطيني.
وكما يقال ان "الصدفة خير من ألف ميعاد"، صادفنا المواطن أحمد من بلدة بروقين حيث كان يرعى ماشيته ، حيث حدثنا عن معانات السكان قائلا:" المنطقه التي أتجول فيها قريبة من خربه قرقش، ويعتبرها الاحتلال منطقة تابعه له بما فيها المنطقة الأثرية، ولا نستطيع الاقتراب منها كثيرا خوفا من الجنود والمستوطنين ، فكثير من الأوقات عندما يلمحنا جنود الاحتلال في المنطقة يقوم بطردنا ، كما يقوم المستوطنون باقتحام المنطقة الأثرية .
تركنا المنطقة متوجهين الى رئيس بلدية بروقين سعيد علان الذي قال لنا ": الاستيطان يواصل زحفه الى المنطقة من أجل الإستيلاء على المزيد من الارض بما فيها المناطق الأثرية كخربة قرقش ، وفي حالة عدم الضغط على سلطات الاحتلال لوقف الزحف ، فإن الخربة ستصبح داخل مستوطنة أرائيل الصناعية وبالتالي يتم طمس هوية المنطقه .
واضاف: تحاول البلدية جاهدة حمايتها وتعريف الزوار بأهمية موقع خربة قرقش وإصطحاب الوفود للتعريف بها وعلى جمالها كونها منحوتة في الصخر وتشكل لوحة فنية جميلة .
توجهنا الى مدينة سلفيت لنلتقي بالباحث المتخصص بشؤون الاستيطان الدكتور خالد معالي الذي قال": خربة قرقش هي من العصر الروماني المسيحي القديم، وتقريبا تعود للقرن الرابع بعد الميلاد ، ويحاول الاحتلال عزلها لمنع وصول المواطنين اليها وبالتالي هدمها ، وتزحف إليها منطقة "اريئيل" الصناعية الاستيطانية وتطوقها من جهتي الشرق والشمال. مؤكدا أن القانون الدولي لا يجيز عمليات التجريف حول المناطق الأثرية ؛ وأن النظام الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية ينص على أن التدمير المتعمد للمباني التاريخية يشكل جريمة حرب.
دعا معالي إلى ترسيخ الوعي بأهمية التاريخ الآثار لدى الجمهور الفلسطيني، وإحداث نقلة نوعية في نظرة الناس للتراث من خلال إبراز قيمته التاريخية، والحفاظ على المواقع الأثرية خاصة القريبة من المستوطنات، قبل نهبها من قبلهم، وفضح الإنتهاكات الاسرائيلية بحق المواقع الأثرية والحضارة والتاريخ الفلسطيني.