افراسيانت - وصفت موسكو الهدنة الإنسانية المقررة في حلب يوم الخميس المقبل، بأنها ستشكل فرصة لإحياء الاتفاق الروسي الأمريكي حول الهدنة في كامل أراضي سوريا.
ونفى الكرملين أن يكون تعليق طلعات الطيران الروسي والسوري في سماء حلب، تمهيدا للهدنة الإنسانية التي ستدخل حيز التنفيذ يوم الخميس المقبل لمدة 8 ساعات، مرتبطا بالهجمات الإعلامية والاتهامات الموجهة إلى روسيا على خلفية تدهور الوضع الإنساني في المدينة.
وشدد دميتري بيسكوف الناطق الصحفي باسم الرئيس الروسي، أن هذه الخطوة تأتي في سياق مواصلة جمهور روسيا لمحاربة الإرهاب في سوريا وتسوية الوضع في محيط حلب.
وتابع بيسكوف أن الهدنة ستتيح فرصة إحياء حزمة الاتفاقات الروسية الأمريكية حول سوريا والتي توصل إليها الطرفان يوم 9 سبتمبر/أيلول الماضي.
واستدرك قائلا: "يوفر العسكريون الروس فرصة جديدة، ونحن نأمل في أن يسمح شركاؤنا الغربيون بالاستفادة من هذه الفرصة"، موضحا أن الحديث يدور عن تنفيذ تعهد واشنطن بالفصل بين الإرهابيين والمعارضة المعتدلة في سوريا.
وامتنع بيسكوف عن التخمين بشأن إمكانية إيقاف عمليات القصف الجوي نهائيا في حلب، ورجح أن يكون القرار بهذا الشأن الذي سيتخذه العسكريون، مرتبطا بمدى نجاح العملية الإنسانية في المدينة، ومدى نجاح أولئك الذين يتمتعون بالتأثير على الإرهابيين، في إقناع عناصر تنظيم "النصرة" بمغادرة المدينة، لتبدأ بعد ذلك عملية فعلية للفصل بين المعتدلين والمتطرفين.
وفي هذا السياق، كشف وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن خبراء عسكريين من الدول التي شاركت في لقاء لوزان يوم السبت الماضي، سيبدؤون يوم الأربعاء في جنيف مشاورات حول الفصل بين مسلحي تنظيم "جبهة النصرة" والمعارضة في حلب، تنفيذا لمبادرة دي ميستورا.
وكشف مصدر في مكتب المبعوث الأممي إلى سوريا أن ممثلين عن تركيا وقطر والسعودية والولايات المتحدة وروسيا، سيشاركون في مشاورات جنيف حول الفصل بين المعارضة السورية المعتدلة والإرهابيين.
وذكر المصدر أن المبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا لن يشارك في المشاورات بين الخبراء العسكريين التي ستطلق يوم الأربعاء 19 أكتوبر/تشرين الأول، فيما قال مصدر آخر إن قائمة المشاركين في المشاورات ليست نهائية.
بدورها أكدت البعثة السعودية في جنيف مشاركتها في اللقاء الذي سيبدأ في الساعة العاشرة صباحا يوم الأربعاء، مضيفة أن البعثة الأمريكية تنظم هذه المشاورات.
مبادرة دي ميستورا وآفاق وقف إطلاق النار في حلب
يذكر أن دي ميستورا قد اقترح فكرة تنظيم خروج مسلحي "النصرة" من أحياء حلب الشرقية، الخاضعة لسيطرة المعارضة، وأبدى استعداده ليرافق شخصيا هؤلاء خلال عملية الخروج.
كما تنص خطة دي ميستورا على وقف عمليات القصف الجوي بعد خروج المسلحين، وإيصال المساعدات الإنسانية، والحفاظ على الإدارة المحلية الحالية في تلك الأحياء.
وأعلنت روسيا ترحيبها بخطة دي ميستورا واستعدادها للشروع في تنفيذها، لكن الدول الغربية في مجلس الأمن رفضت مشروع قرار أعدته موسكو دعما لمبادرة دي ميستورا.
لكن بوادر إيجابية برزت في مجلس الأمن، بعد أن طرحت نيوزيلندا مشروع قرار توافقيا، يدعم خطة دي ميستورا. واعتبرت موسكو أن المشروع النيوزيلندي جدير بالاهتمام، فيما أكد مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة فيتالي تشوركين أن إعلان وقف إطلاق نار دائم في حلب ممكن حال أخرج مسلحو "جبهة النصرة" من مناطق المدينة الشرقية.
وفي خطوة مفاجئة، أعلنت وزارة الدفاع الروسية مساء الاثنين أنها قررت إعلان هدنة إنسانية في حلب يوم 20 أكتوبر/تشرين الأول. وأوضحت الوزارة أن العمل على تنفيذ خطة دي ميستورا جار، لكن موسكو قررت عدم انتظار تنسيق كافة التفاصيل، وسبقت التطورات بإعلان هدنة لمدة 8 ساعات، سيكون خلال هذه الفترة بإمكان المدنيين الخروج من الأحياء الشرقية، كما سيتمكن المسلحون من مغادرة المدينة أيضا عبر ممرين مخصصين لهم، إلى ريف إدلب، حيث تتمركز القوات الأساسية لتنظيم "جبهة النصرة".
وفي تصريح آخر صباح يوم الثلاثاء، أعلن وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو أن القوات الجوية الفضائية الروسية والطيران السوري علقا الطلعات القتالية في حلب بدءا من يوم الثلاثاء تمهيدا لإدخال الهدنة الإنسانية حيز التنفيذ يوم الخميس المقبل.
وكانت ردود الأفعال الغربية على المبادرة الروسية متفاوتة، وعلى الرغم من أن البعض قيم الهدنة بشكل إيجابي، إلا أن شكوكا طفت على السطح، وبينما تحدثت الولايات المتحدة عن أن الخطوة متأخرة جدا، رجحت الممثلة العليا للسياسة الخارجية والأمنية في الاتحاد الأوروبي، فيديريكا موغيريني أن تكون مدة الهدنة (8 ساعات)، غير كافية لإجلاء المرضى والمصابين وإيصال المساعدات إلى المحتاجين.
وبين توجيه الاتهمات المتبادلة والبحث عن الهدنة، تتواصل الحرب الضروس التي تدور رحاها في حلب وريفها.
المصدر: وكالات