الرباط تستنكر تقرير الخارجية الأميركية حول حقوق الإنسان وتؤكد افتقاره للدقة واتصافه بطابعه المنحاز.
افراسيانت - العرب - فاطمة الزهراء كريم الله - الرباط - انضم المغرب إلى قائمة الغاضبين من استراتيجية الرئيس الأميركي باراك أوباما القائمة على استفزاز الحلفاء باعتماد ورقة حقوق الإنسان التي لا يتذكرها الرئيس الأميركي الحالي إلا إذا تعلق الأمر بالحلفاء العرب مثل السعودية والمغرب ومصر والبحرين فيما يتعمد التغاضي عنها إذا تعلق الأمر بدول أخرى مثل إيران.
واستنكر المغرب في بيان له الأربعاء انحياز تقرير الخارجية الأميركية لسنة 2016 حول حقوق الإنسان، ومحاولة تسييسه.
وشدد البيان المغربي على أن الرباط لم تفتأ تثير انتباه واشنطن منذ سنوات إلى افتقار تقرير الخارجية الأميركية للدقة وإلى طابعه المنحاز.
وجاء الموقف المغربي هذه المرة أكثر حدة عن السنوات الماضية، وذلك بسبب انحياز واشنطن إلى أمين عام الأمم المتحدة بان كي مون في الأزمة الأخيرة بينه وبين الرباط، ووقوفها وراء مهلة التسعين يوما لإعادة عناصر الـ”مينورسو” الذين طردهم المغرب بسبب تصريحات الأمين العام عن الصحراء.
لكن محللين وخبراء مغاربة لفتوا إلى أن التوتر في العلاقة الأميركية المغربية لا يرتبط فقط بقضية الصحراء، وأن الأمر له علاقة بانفتاح الرباط على موسكو التي زارها منذ أسابيع العاهل المغربي الملك محمد السادس وحصل فيها على دعم قويّ لموقف بلاده من قضية الصحراء وأرسى خلالها أرضية لشراكة استراتيجية مع روسيا التي بدأت في استثمار أخطاء فترة حكم أوباما للعودة بقوة إلى الشرق الأوسط.
وأشاروا إلى أن تحمس المغرب للانضمام للتحالف العربي الإسلامي، الذي بدأت السعودية في إعداد الترتيبات التي تسبق الإعلان عنه، ربما زاد من منسوب البرود في العلاقة بالولايات المتحدة فلم تجد سوى التلويح بورقة حقوق الإنسان، وهي ورقة قديمة ووحيدة ولم تعد كافية للضغط على الحلفاء أو الحفاظ عليهم إلى جانبها.
وقال نوفل البوعمري الناشط الحقوقي المغربي “لا بد من الانتباه إلى أن تقرير الخارجية الأميركية، يتزامن مع إقرار إمكانية تحميل السعودية مسؤولية أحداث سبتمبر، وإن هذه محاولة من طرف واشنطن للضغط على المغرب والسعودية بعد التقارب الأخير وخاصة في ما يتعلق بتشكل جبهة خليجية مغربية”.
ومن الواضح أن إدارة أوباما قد وضعت السياسات الاستراتيجية للولايات المتحدة بالشرق الأوسط وشمال أفريقيا في وضع صعب، وأن الضعف الذي أبدته في عدة قضايا أمام روسيا وإيران، يساعد على توسع دائرة الذين يشقّون عصا الطاعة في وجهها.