القاهرة تنقل مثلث حلايب إلى محافظة أسوان لتأكيد سيادتها السياسية والإدارية.
افراسيانت - أحمد حافظ - القاهرة - العرب اون لاين - قرر مجلس النواب المصري الاثنين نقل تبعية مثلث حلايب وشلاتين من محافظة البحر الأحمر إلى محافظة أسوان (جنوب)، في رد يبدو حاسما ضد ارتفاع صوت السودان مؤخرا للمطالبة بفرض سيادته على المنطقة المتنازع عليها.
وشجع نقل مصر تبعية جزيرتي تيران وصنافير في البحر الأحمر السودان على تصعيد موقفه تجاه مثلث حلايب، الذي شهد نزاعا مسلحا عام 1994 قامت مصر خلاله بشن غارات على الحدود بين البلدين.
ومطلع الشهر الجاري، أعلنت الحكومة السودانية أنها ستواصل المطالبة بسيادتها على المنطقة.
وأكد وزير الخارجية السوداني إبراهيم غندور أن الخرطوم تريد الحصول على نسخة من الاتفاقية المصرية السعودية التي بموجبها نقل مصر تبعة جزيرتي صنافير وتيران إلى السعودية.
وردت الخارجية المصرية على تصريحات غندور بتأكيدها على أن المدينتين تحت السيادة المصرية، وستظلان كذلك، وليس للقاهرة رد آخر.
وانتخبت مصر في ديسمبر الماضي أول نائبين في البرلمان عن دائرة حلايب وشلاتين، بعدما تم تعديل قانون الدوائر الانتخابية عام 2015، وإنشاء دائرة انتخابية لسكان حلايب وشلاتين.
وبعدما تصاعدت الاحتجاجات الشعبية ضد نقل تبعية تيران وصنافير إلى السعودية، لم تجد الحكومة المصرية مفرا من تهدئة الرأي العام عبر إثبات تمسكها بمثلث حلايب وشلاتين بحسم غير مسبوق.
ويهدف القرار المصري إلى تكريس سياسة الأمر الواقع التي تنتهجها القاهرة منذ فترة طويلة، وقطع الطريق على التصورات السودانية، التي تكتفي بإطلاق التصريحات بين الحين والآخر، لإثبات حقها مشافهة.
وقرر مجلس النواب المصري تحسين أوضاع التجمعات والقرى في المنطقة قبيل صدور قانون الإدارة المحلية، وإعادة تخطيط مدنها لجذب المستثمرين، وزيادة بدل تشجيع العمال إلى 300 بالمئة.
وقررت الحكومة أيضا إنشاء محطة لنقل الركاب من مدينة حلايب، ومنح قروض ميسرة للسكان المحليين، بالإضافة إلى إنشاء طريق دائري يربط حلايب بشلاتين بطول 10 كيلومترات وزيادة الحصص التموينية المدعومة.
وقال هاني رسلان، الباحث والمتخصص في الشأن السوداني، لـ”العرب” إن قرار البرلمان “ينم عن أن الدولة المصرية لا تعبأ بأي تحرك سوداني، وتريد الرد بطرق غير تقليدية، من خلال قرارات إدارية محلية توحي بأنها لا تتعلق بالخلاف مع السودان، لكنها في حقيقة الأمر تأكيد على السيادة”.
وأضاف أن “تصعيد نظام عمر البشير مؤخرا تجاه مصر له أهداف كثيرة، منها أنه يحاول توصيف مصر أمام شعبه بأنها دولة خصم، ومحتلة لأراض سودانية”.