افراسيانت - تتحدث المعلومات عن تورّط لوبيات يهودية بقوة في الأزمة الأوكرانية، إلى ذروتها، مع تسريبات مسجلة تتهم أحد رموز اللوبي اليهودي في أوكرانيا، وثاني أكبر أثرياء البلاد، أيغور كولومويسكي، بالوقوف خلف تنظيمات اليمين المتطرف في البلاد، وبارتكاب محرقة أوديسا في مطلع الشهر الحالي بحق مجموعة من الأوكرانيين الموالين لروسيا.
وقد انتشر أخيراً، على موقع "يوتيوب"، تسجيلان صوتيان يؤكدان مشاركة أثرياء أوكرانيين بالأحداث الدامية في البلاد منذ أشهر، ودور رجل الأعمال اليهودي الأوكراني البارز، أيغور كولومويسكي، في الأحداث.
يدور الحديث عن مكالمتين هاتفيتين سجّلهما عملاء سابقون في وكالة الأمن الأوكرانية. الأولى تدور بين رجل الأعمال اليهودي الأوكراني، محافظ دينبروبيتروفسك " سابقا قبل عزله "، أيغور كولومويسكي، من جهة، وعضو البرلمان الأوكراني (الرادا)، أوليغ تسارييف، من جهة أخرى. وقد حصلت المكالمة في التاسع من مايو/أيار، وفيها يهدد كولومويسكي، صاحب الألقاب الكثيرة (عضو شرف في جماعة دينبروبيتروفسك اليهودية ورئيس المجلس اليهودي الأوكراني الموحد، ورئيس المجلس الأوروبي للجماعات اليهودية، وكذلك رئيس المجلس اليهودي الأوروبي (EJU))، النائب تسارييف بملاحقة اليهود له، محذراً إياه من أنه سيدفع حياته ثمناً لموت بوغدان شليمكيفيتش، المقاتل في الحرس القومي الأوكراني، في مدينة ماريوبل.
من جهته، يؤكد تسارييف أن التسجيل حقيقي، ويعترف بأنه يتعرض للملاحقة، وأن تهديد كولومويسكي واحد من تهديدات كثيرة يتعرض لها، كاشفاً أنه بعد اتصال الأخير به، أُحرق مكتبه ومنزل جيرانه، "يبدو أنهم ظنوه بيتي"، على حد تعبيره.
تلَتْ ذلك الاتصال، مكالمة أخرى بين رئيس الجمعية المسماة "مُورّدو الاتحاد الجمركي"، أوليغ نوغينسكي، مع كل من المدعو يان بوريسوفيتش، ويعقوب إينشتيين، والأخير قنصل إسرائيل في أوكرانيا. وخلال المحادثة الهاتفية تلك، جرى الحديث بثقة عن أن إيغور كولومويسكي هو من نظّم محرقة الثاني من مايو/أيار الحالي في أوديسا في دار النقابات بحق موالين لروسيا.
ويقول أوليغ نوغينسكي، إن كولومويسكي اتصل بتسارييف، وتم الحديث عن أن الملياردير كولومويسكي توّج نفسه "مالكاً لأوكرانيا"، بل "هتلر ثانياً". ويخلص نوغينسكي إلى استنتاج عن ضرورة الابتعاد بسرعة عن كولومويسكي، ويقترح، عليه إعلاناً من الجماعة اليهودية في العالم، يؤكد أن لا علاقة لها بمواقف كولومويسكي وأفعاله.
كان أوّل ما فعله كولومويسكي، بعدما أصبح محافظاً لدينبروبيتروفسك، وفقاً لـ ruposters.ru، هو تشكيل "لواء دنيبر" المقاتل للمهمات الخاصة. وقال نائبه في المحافظة، غينادي قربان، علناً "أنا مفوّض بالإعلان عن أننا سنبدأ غداً بتشكيل لواء دنيبر للمهمات الخاصة". وكشف أن "اللواء سيُسلّح من مستودعات وزارتي الداخلية والدفاع، وسيتم تنسيق عملياته مع الجهات الحكومية، وسيتولى كولومويسكي قيادة هذا اللواء".
وإيغور كولومويسكي رجل أعمال أوكراني، يشغل الترتيب الثاني بين أثرياء أوكرانيا، بثروة تقدر بـ 3.645 مليارات دولار. وهو مالك أو شريك في ملكية شركات كبرى عدة، منها "بريفات بانك" ومصفاة النفط "نفطيخيمك بريكارباتيا"، وشركتا التقيب عن النفط "أوكرانافطا" و"دنيبرازوت"، وكذلك القنوات التلفزيونية "1+1"، و"تات"، و"2+2". إضافة إلى ذلك، هو يشغل موقع نائب رئيس اتحاد كرة القدم الأوكرانية.
وتشير مواقع إلكترونية عدة إلى أن كولومويسكي من أهم ممولي "الميدان" وحزب "سفوبودا" (الحرية) الذي يُعتبر أحد أفراد النازية الجديدة في البلاد وأوروبا. وعن هذا الموضوع، يقول رئيس كتلة الشيوعيين في البرلمان الأوكراني، بيوتر سيميونينكو، إن كولومويسكي قام بتمويل الحملة الانتخابية لقائمة "الحرية" في منطقة تيرنوبولسك، وقد قارن هذا الحزب بحزب هتلر النازي، محذراً من حصول "هولوكوست جديد" بحق الروس في أوكرانيا.
وفي السياق، يوصف "السيد كولوميسكي في الجوهر مجرم حرب"، يقود حملة تصفيات فاشية ضد الروس في أوكرانيا، ويتساءل العض عما "إذا كان السيد كولومويسكي يظن أن بإمكانه المصالحة بين اليهود والنازية".
ويعيش كولومويسكي بصورة دائمة في سويسرا، ويتواجد فقط لضرورة الأعمال في أوكرانيا، "وإذ به فجأة، وفي هذه اللحظة الحساسة، يختار أن يساعد الشعب الأوكراني" على حد تعبير رجل الأعمال الأوكراني، سيرغي زابوروجسكي.
من المعلومات المؤكدة ان لدى كولومويسكي ميليشيا من ألفي رجل متطوع. كما أنه يموّل بعض الأحزاب النازية ومن اليمين المتطرف على غرار "برافي سكتور" و سفوبودا.
إثر مقتل أحد عناصر الشرطة في ماريبول ، اتصل شخصيا بأحد الزعماء الأوكرانيين الفدراليين "أولغ تزاريف" وهدده بالقتل قائلا له ان الطائفة اليهودية قررت القضاء عليه وقد جمعت مبلغ مليون دولار لذلك الغرض، فاضطر "تزاريف" إلى سحب ترشيحه للرئاسة.
يمتلك كولومويسكي هذا مجموعة (برايفت) اللتي تضم ما لا يقل عن مئة شركة في كافة المجالات كالصلب والصناعات الكيميائية والطاقة والنقل الجوي. كما لديه الجزء الأكبر من أسهم مصرف (هولدينغ برايفات) والعديد من فنادق و وسائل الإعلام.
عين خلال الأزمة الأخيرة حاكما على مدينة دنيبروبيفوفسك وهي أيضاً مسقط رأسه. وهو متهم بأنه وراء الحريق الذي أودى بحياة ما لا يقل عن أربعين ناشط فدرالي في مبنى قصر النقابات في أوديسا (في 2 أيار الماضي). والهدف من ذلك تحضير الأرضية بغية تعيين أحد شركائه، إيغور بالايتسا، حاكما على هذه المنطقة.
بعض وسائل الإعلام تروج عنه أنه معادٍ للسامية بالرغم من يهوديته، ورغم حيازته الجنسية الإسرائيلية. الا أن موقع (رسائل ستراسبورغ) الفرنسي يعتقد أنه وراء الترويج لهذا الادعاء الكاذب بغية التغطية على استغلاله للجماعات النازية الاوكرانية واستعمالها في مواجهة الموالين لروسيا، خاصة و انه من أكثر اليهود الصهاينة اندفاعا في اوروبا الشرقية ومن أكثر الممولين الأوروبيين للدفاع عن "إسرائيل" ولكافة المنظمات الصهيونية في أوروبا.كما ان له علاقات وطيدة مع رئيس الوزراء الصهيوني نتنياهو.
وقد ذكر الباحث السياسي الأوكراني، ألكسندر أوخريمينكو، أن "مكانة كولومويسكي السياسية تعززت في عام 2014 بدرجة جدية، والجميع يعلم أنه موّل الميدان، ويملك وسائل إعلام خاصة به، وهو يموّل وحدات مقاتلة في الجيش الأوكراني، تشارك في عملية ما يسمى بمكافحة الإرهاب في جنوب شرق البلاد".
وايضا، يعتبر أن هذا الملياردير على صلة باختطاف صحافيي قناة "زفيزدا" الروسية، أندريه سوشينكوف وأنطون ماليشيف، وكذلك اختطاف العاملين في هذه القناة، يفغيني دافيدوف ونيكيتا كوناشينكوفا، وصحافيين روس آخرين. وقد أصدرت روسيا مذكرة بحث دولية عنه، وتلت ذلك مذكرة توقيف أصدرتها محكمة "باسمّاني" الموسكوفية بحقه.
استطاع ايغور كولومويسكي ان يخدع رجل الاعمال الروسي رومان أبراموفيتش عضو مجلس الدوما الروسية سابقا ورئيس إحدى الحكومات الذاتية الفيديرالية في روسيا الاتحادية ، فقد لعب ايغور كولومويسكي مع من هو اذكى منه وربما اقوى ليزداد ذكاءً ومكراً. وتحالف بعدها في أوكرانيا مع رجل الاعمال اليهودي الاصل من مدينة خاركوف "فاديم رابينوفيتش" ليتمكن كولوميسكي من تقوية وزيادة رقعة شركاته في مجالات النفط والصناعات الكيميائية الضخمة وشركات الوقود القوية وأكبر بنوك أوكرانيا وبالطبع لم يتاخر عن الاسثمار في مجال الاعلام ليجمع بكف يده الواحدة حزمة أسهم من أكبر المؤسسات الاعلامية المرئية والمسموعة والمقروئة سواء الورقية أو الالكترونية ولو استطردت بسردها لاحتاجت اسمائها لعدة صفحات ولكن يكفي أن اذكر أهم هذه المؤسسات الاعلامية فبعد امتلاكه لعملاق البنوك "بريفات" تمكن من تملك وكالة "أونيان" للانباء وقناة "1 + 1" وكل ما ينبثق عنها وتأسيس أكبر القنوات في أوروبا "القناة اليهودية الأولى" الناطقة بخمسة لغات من بينها الروسية والعربية اضافة لقنوات اخرى وعشرات الصحف الالكترونية والورقية، عدى عن استثماره في اندية كرة القدم "نادي دنيبرو" والكثير من المجالات الأخرى.
كولومويسكي واصل استغلال الوضع ليوسع استثماراته، ولكن اسثماره الأكبر والجديد هو تمويله التام لكتيبة المهمات الخاصة "دنيبرو – 1" ذات النزعة اليمينية والتي تمجد النازية، وبعد ان أعلن المسلحون في اقليم دونيتسك "جمهورية دونيتسك الشعبية" أعلن كولومويسكي عن تأسيسه لكتيبة جديدة بنفس المسمى "دونباس" .
رجل الاعمال كولومويسكي "وأصدقائه" سيجنون ثمار استثماراتهم في أوكرانيا ، وهو ما ارق الرئيس الاوكراني الذي استشعر بالخطر فقام باقالة كولومويسكي من منصبه فيما وصف بانه ليس سوى صراع بين مافيات الاثرياء.
لا تقتصر استثمارات المذكور على اوكرانيا ، فالمعلومات تقول انه ضليع بتجارة السلاح ، وليس لديه اي مانع ببيع السلاح لمن يريد بما في ذلك التنظيمات الارهابية حول العالم ، ويقال ايضا ان الولايات المتحدة الامريكية تقف وراءه في هذه التجارة من حيث التسهيلات لتمويل ما تريد تمويله حيث تظل في الظل .
لايخفي كولومويسكي علاقاته بالحزب الجمهوري الامريكي ويقال بانه يقدم التمويل لهذا الحزب خاصة للمتنفذين فيه فيما تزداد علاقته اللوبي اليهودي في الولايات المتحدة رسوخا ، حيث يقوم ايضا بتقديم الدعم لاقامة المستوطنات في مختلف مناطق فلسطين المحتلة.
بعد اقالته من منصبه التقى السفير الامريكي في اوكرانيا جيفري بيات ، ثم قام بعدها بزيارة الى الولايات المتحدة الامريكية ليلتقي ايضا بنائب الرئيس "بايدن "ليضع مؤهلاته في خدمة امريكا وقيل ان على راس هذه المؤهلات وضع الشبكة البنكية " بريفات " في خدمة الولايات المتحدة لاستخدامها في تغطية تحركاتها المالية في العالم. والاخطر انه يمكن استخدام هذه الشيكة المالية ضد الشعب الاوكراني نفسه ، بمعنى السيطرة على الاقتصاد من خلال السيطرة على الودائع ورؤؤس الاموال .
بعد ازدياد الهجرة المعاكسة من اسرائيل الى اوكراني لليهود الاوكرانيين ، قام كولومويسكي بتبني هؤلاء حيث انشأ المنطقة اليهودية العازلة "الغيتو الجديد" في مدينة دينبروبيتروفسك هو الذي كان عمدتها في السابق.
يقال ايضا انه كان احد الممولين الرئيسيين للانتخابات في سويسرا كما في بلدان اخرى، من خلال واجهات عدة اهمها شركة "i.f.b.c. “besness service limited
هذه الشركة مقرها قبرص ، حيث ان المدير الرسمي للشركة هو "ميخاليس استيلي انوا" فيما ان الرئيس والمالك الفعلي هو كولومويسكي.
اخيرا .. لن تقف طموحات كولومويسكي عند هذا الحد ، فالمعلومات تقول انه يستعد للانتخابات الرئاسية في اوكرانيا في حال حدوثها.