امريكا الجائعة للنفط ماذا تريد من ليبيا ؟

تعطيل النجومتعطيل النجومتعطيل النجومتعطيل النجومتعطيل النجوم
 


افراسيانت - اصبح من المعروف ان الولايات المتحدة الامريكية واينما تدخلت لا تترك ورائها الا الفوضى .

وتُعتبر الفوضى التي غرقت فيها ليبيا تبريرا للتدخلات الأجنبية المختلفة، كما يُنظر إليها كنتيجة لفشل سياسي في مواجهة العنف وتفتيت البلاد. ويأتي انسداد الطريق أمام المبادرات السياسية المختلفة في سبيل ضمان انتقال سلمي وتوافقي، بالإضافة إلى الخلاف الدائم بين نُخبها، ليؤكد هذا الفشل. ما زاد بالنسبة لبعض القوى الدولية إغراء الحلّ العسكري والإيمان بـ “الرجل القوي”.


تمنى أطراف أي خلاف سياسي في المناطق التي تدور في الفلك الاستراتيجي الأمريكي تدخلها في الصراع الدائر، وكل طرف يتمنى أن يكون التدخل لصالحه، عله يسرع حسم المسائل. الليبيون، والفاعلون الرئيسيون على الساحة الليبية من حلفاء الولايات المتحدة على تعارض مصالحهم هناك. الكل يدفع لأن تأخذ إدارة بايدن دورًا أكثر فاعلية بخصوص الملف الليبي.


الاطماع الامريكية في ليبيا ليست جديده اذ لطالما كانت ليبيا هدفا ثمينا لم تختلف عليه الادارات الامريكية على مختلف توجهاتها .


الخوض في بحر تحليلات مراكز الدراسات حول الدور الأمريكي هناك، أو قراءة مئات المقالات عن الموضوع ستقودك كلها إلى وجهات نظر حول لماذا ترى الولايات المتحدة مندفعة في الملف الليبي، كما كان الوضع في عهد أوباما، الذي دفع لاستصدار القرار رقم 1970 من مجلس الأمن ممهدًا لشن حرب ضد القذافي.


لنعود قليلاً إلى الوراء في الوقت. تحديدًا إلى الثالث عشر من ديسمبر (كانون الأول) عام 2018. كانت الثلوج تتساقط بكثافة على مباني واشنطن العاصمة وشوارعها، وتنذر بإغلاق الطرق حين كانت إحدى السيارات الرئاسية تشق التراكمات الثلجية مساء ذلك اليوم باتجاه عنوان محدد في العاصمة؛ شارع ماساتشوستس 214. ترجل من السيارة رجل ذو بشرة بيضاء، وحاجبين كثيفين وشارب كث أبيض أمام مبنى طويل، مقوس الواجهة، ولديه شيء مهم ليقوله للعالم بخصوص القضايا الأفريقية المختلفة ومنها الليبية.


خلال 50 دقيقة من الحديث المتواصل عرض مستشار الأمن الوطني الأمريكي جون بولتون في قاعة محاضرات المركز الفكري المحافظ الأكثر تأثيرًا في رسم السياسات الأمريكية الداخلية والخارجية «Heritage Foundation» ما عرف حينها بـ«استراتيجية جديدة لأفريقيا» أمام 52 وسيلة إعلامية، و16 كاميرا تلفزيونية. لتنشر أثناء حديثه فقط 65 مادة صحافية، وفي صباح اليوم التالي كان العرض الذي قدمه للاستراتيجية الأمريكية الجديدة في أفريقيا قد حصد 20 ألف تغريدة على تويتر شكلت ترند ذلك اليوم بحسب تصريحات Heritage نفسها.


الحديث كله قد تمحور حول ثلاث نقاط أساسية تشكل الاستراتيجية الأمريكية في القارة الأفريقية، بما فيها ليبيا .


ليبيا.. رقعة في الأحجية الأفريقية


من المؤكد أن المقاول النيويوركي " ترامب " الذي جاء إلى سدة الحكم في البيت الأبيض في يناير كانون الثاني 2017 رأى إدارة الشؤون الأمريكية بعقلية مختلفة عن سابقيه. وباعتباره رجل أعمال تشير سياساته أنه يدير المسائل هناك بعقلية الربح، ولا شيء دون مقابل، وتقليص النفقات وبالتالي الخسائر إلى الحد الأقصى. فيما يخص أفريقيا، فإن إدارة ترامب تعاطت مع قضايا شائكة في سياستها الخارجية من خلال القارة السمراء كما سنرى لاحقًا، خصوصًا أن الرجل كان قد نبه لصراع جبابرة سيبدأ قريبًا إن لم يبدأ بالفعل منذ وقت مبكر. مواضيع الصراع عديدة، وجبهاته أكثر عددًا.


واشنطن تنبهت ولو متأخرًا لأهميتها في ملفات شائكة على جبهات بعيدة. وليبيا تقع في أفريقيا، لتشكل بذلك جزء من أجزاء الأحجية السياسية الأمريكية الكبرى في أفريقيا.


من الاستراتيجية الأمريكية الجديدة لأفريقيا، والتي تُعنى بزيادة معدل التجارة في المنطقة الأفريقية. تشير الأرقام الأمريكية الرسمية إلى أن حجم التبادل التجاري الأمريكي غير النفطي بلغ 39.0 مليار دولار في إجمالي تجارة البضائع (استيرادًا وتصديرًا) مع دول جنوب الصحراء الأفريقية خلال عام 2017. حيث بلغ إجمالي صادرات السلع 14.1 مليار دولار؛ وبلغت واردات البضائع 24.9 مليار دولار. بعجز تجاري للسلع الأمريكية مع دول جنوب الصحراء بلغ 10.8 مليار دولار في عام 2017.


كانت فئات التصدير الأمريكية الرئيسية هي الآلات (2.3 مليار دولار) والمركبات (1.6 مليار دولار) والطائرات (1.5 مليار دولار) والوقود المعدني (1.4 مليار دولار) والآلات الكهربائية (864 مليون دولار). بينما استوردت الوقود المعدني (11.2 مليار دولار) والمعادن الثمينة والحجر (البلاتين والماس) (4.1 مليار دولار) والكاكاو (1.2 مليار دولار) والمركبات (1.2 مليار دولار) والحديد والصلب (950 مليون دولار).


لكن ماذا عن النفط؟ إذا بدأ الحديث عن النفط فهذا يعني الدخول إلى عالم امريكا. حيث تجد الدول والكيانات نفسها أمام حشرة عملاقة لا تكف عن امتصاصها حتى آخر قطرة حياة فيها. إذ يعتبر اي رئيس امريكي أن وجود تلك الدول مدين له، وحتى يستمر بمدها بأسباب الوجود، عليها أن

تعطيه بدورها حد الإنهاك


الامريكي يعتقد أن الولايات المتحدة أضاعت كثيرًا من طاقاتها ومواردها في الاهتمام بالعالم. وآن الأوان للاهتمام بمصالح البيت الأمريكي للإبقاء على تفوقه العالمي.


والحال هكذا فإن القارة الأفريقية في الوقت الراهن تنتج نحو 11% من النفط العالمي، بما يعادل حوالي 80 إلى 100 مليار برميل من النفط الخام، كما أنها تملك من الاحتياطات النفطية الخام ما نسبته 10% من الاحتياطي العالمي حسب تقديرات مؤتمر الأمم المتحدة للتنمية والتجارة، ويعد إقليم أفريقيا الغربي أغنى الأقاليم على الإطلاق الذي يضم دولًا مثل نيجيريا، وتوجو، وساحل العاج والكاميرون إلى جانب دول أخرى. يستأثر هذا القطاع بإنتاج حوالي 70% من مجمل الإنتاج الأفريقي، ويصل حجم إنتاجه الحالي حوالي 9 ونصف مليون برميل يوميًا، بكلمة أخرى أكثر من إنتاج إيران وفنزويلا والمكسيك مجتمعين.


وبعد الاكتشافات النفطية والغازية الضخمة في خليج غينيا، الممتد بين نيجيريا وأنجولا دفع صناع النفط لتسمية المنطقة بالكويت الأفريقية أو الجنة الجديدة، لقلة عدد سكانها، وغناها الشديد بالنفط والغاز. إلا أن ليبيا تبقى صاحبة الاحتياطي الأكبر من النفط الأفريقي. فمثلًا شكل النفط المستورد من نيجيريا وأنجولا ما نسبته 5% من مجموع ما استوردته أمريكا العام الماضي، أو ما قيمته 7.6 مليار دولار.


أما حجم التبادل التجاري النفطي الأمريكي الليبي عام 2017 فقد بلغ مليار ونصف دولار مقابل 11.2 مليار دولار تبادل تجاري نفطي مع دول جنوب الصحراء الأفريقية الكبرى مجتمعة. وهي دولة بالرغم من اضطراب الوضع السياسي فيها حافظت على إنتاج مليون برميل نفط يوميًا خلال 2018.  


لهذا لا يمكن لامريكا أن تترك هذا الكم الهائل من الطاقة شبه المجانية والثروة لغيرها، وعليها حفظ مصالحها جيدًا وحمايتها والعمل على زيادتها تدريجيًا. يبقى أن هناك من يعيق سير تدفق هذه الموارد ويهدد هذه المصالح. وهناك من يريد الحصول على حصة من هذه الثروة بطريقة أو أخرى.


الحرب على «الإرهاب».. ليست لأغراض إنسانية كما يقال


تشكل الاضطرابات الأمنية في المنطقة المعضلة الأساسية في استغلال هذه الموارد الضخمة والمغرية. تحديدًا انتشار الجماعات الإسلامية مثل القاعدة وتنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، إلى جانب الاقتتال بين القبائل الكبيرة هناك على حدود هذه المنطقة لأسباب مختلفة منها تجارة البشر، وتجارة الهجرة، والتهريب بكل أنواعه حتى تهريب النفط.


تسعى الولايات المتحدة بشكل حثيث إلى تأمين احتياجاتها من النفط وتنويع مصادره، خصوصًا في ظل تزايد استهلاكها منه في الوقت الذي تعاني منه تناقص إنتاجها النفطي.


ولأنها دولة تتعلم من تجاربها، ورأت بأم عينها أنه يمكن للنفط أن يكون سلاحًا سياسيًا فتاكًا. لذا فقد ابتدعت الولايات المتحدة سياسة خاصة تسمى مبدأ كارتر، تقوم على منح المؤسسة العسكرية الأمريكية دورًا مهمًا للتصدي لأي خطر أيًّا كان شكله وطبيعته يعوق البحث عن النفط وتأمين مصادره والوصول إليه، والحفاظ على ثبات أسعاره.


كانت شؤون القارة الأفريقية ملحقة عسكريًا بالقيادة العسكرية الأمريكية التي تتخذ من أوروبا مقرًا لها حتى العام 2007. ولكن وبسبب قطاع الطاقة الذي غدا فجأة واعدًا جدًا في القارة الأفريقية تقرر إنشاء قيادة عسكرية أمريكية مستقلة ترعى المصالح الأمريكية هناك مباشرة. لذا جاء تأسيس AFRICOM وهي وحدة مكونة من قوات مقاتلة موحدة تحت إدارة وزارة الدفاع الأمريكية مسؤولة عن العمليات العسكرية الأمريكية وعن العلاقات العسكرية مع 53 دولة أفريقية عدا مصر، التي تقع في نطاق القيادة المركزية الأمريكية.


وقد بدأت القيادة الأفريقية نشاطها رسميًّا في الأول من أكتوبر (تشرين الأول)، 2008. حسب موقع القيادة الرسمي فإن مهمة هذه القوات تتلخص في العمل مع الشركاء المحليين والدوليين على بناء قدراتهم الدفاعية، وتعزيز مقدرتهم على الاستجابة للأزمات، وردع التهديدات العابرة للحدود وهزيمتها من أجل ضمان تقدم الولايات المتحدة، وحماية مصالحها الوطنية وتعزيز أمن القارة الأفريقية الإقليمي وتحقيق استقرارها وازدهارها.


بكلمة أخرى هي نقطة ضعف العدو بالنسبة للحركات المسلحة. فالنفط هدف ناعم، سهل مهاجمته بالنسبة للمسلحين، وصعب الدفاع عنه بالنسبة للمنتفعين. فمثلًا دولة أفريقية غير نفطية كتونس انخفض فيها الناتج الإجمالي المحلي من 3% عام 2015 الى 1% بسبب الهجمات التي تعرضت لها ذلك العام، وانخفض مردود قطاع السياحة 45% أو ما يعادل مليار دولار. وبحسب مجلة فوربس، فإن إنتاج النيجر من النفط قد انخفض بسبب الهجمات عام 2016 من 2.2 مليون برميل يوميًا إلى 1.4 مليون برميل يوميًا، بمعدل 800 ألف برميل في اليوم الواحد.


إذن هو صداع تسببه هذه الجماعات للدول المتصارعة على ثروات القارة السمراء. وتعيق بتمركزها في قلب الواحة النفطية استخراجه وتدفقه، بل إنها منافس أساسي في بعض الحالات للشركات النفطية الضخمة ببيعه خامًا مهربًا. فمثلًا أشار مصطفى صنع الله رئيس الشركة الوطنية الليبية للنفط، في مقابلة مع صحيفة «Zeit» الألمانية في مارس (آذار) 2019 أن تهريب النفط الليبي يكلف خزائن الدولة الليبية 750 مليون دولار سنويًا. لكن إلى جانب ذلك فالمشكلة الحقيقية هي أن التهريب يثري المهربين ومنهم الجماعات الجهادية المسلحة بشكل كبير، ما يعني زيادة في مقدرتها على تجنيد عناصر جدد، وتحسين تسليحها، وبالتالي تنفيذ عمليات عسكرية أكثر خطورة على المصالح الحيوية العالمية في المنطقة الأفريقية.


ولهذا السبب يتواجد اليوم في القارة الأفريقية 7500 جندي أمريكي إلى جانب 1000 خبير ومتعاقد أمني لتأمين منابع النفط الأفريقي، وللحد من الجماعات الإسلامية هناك أو القضاء عليها، مقارنة بتواجد 4500 جندي لفرنسا، القوة الاستعمارية الأقدم في أفريقيا، في نفس المنطقة ولنفس السبب بحسب صحيفة إنترسبت الأمريكية. يدعمها على الأرض عدة قواعد عسكرية أهمها وحدة الطائرات من دون طيار المتمركزة في ثلاث قواعد عسكرية في النيجر تحديدًا، إلى جانب الأسطول الأمريكي السادس المتمركز في المحيط الأطلسي على مدخل البحر الأبيض المتوسط من جهة، والقريب من منطقة الساحل الأفريقي الغني بالنفط. ومن الجهة الأخرى في المحيط الهندي على مدخل البحر الأحمر، تحديدًا في جيبوتي يتمركز الأسطول الأمريكي الخامس. إذًا في قارة محاصرة، ونفطها محاصر، وكأن لسان حال الأمريكيين يقول افعلوا ما بدا لكم . فكل شئ سيعود الى واشنطن .


ويبدو أن التقارير الأمريكية بدأت تتنبه للتوغل والتمدد الصيني في القارة الأفريقية، ففي الوقت الذي كانت فيه الولايات المتحدة توجه نظرها إلى محاصرة الصين اقتصاديًا في مناطق نفوذها في آسيا، كانت بكين تبني شبكات الطرق والسكك الحديدية والسدود ومحطات توليد الكهرباء في دول أفريقيا من خلال برنامج مساعدات مالية ومنح مقابل زيادة في حجم التبادل التجاري بين الطرفين.


هذا النشاط الصيني الحثيث دفع واشنطن لأن تدق ناقوس الخطر، وتحاول أن تفهم ما الذي تريده الصين من هناك، والأهم هو فهم كيف توغلت بهذا الهدوء في القارة المنسية، وقضمتها بلدًا تلو الآخر دون أن يتنبه أحد لذلك بالشكل المطلوب. يبدو أن الإدارة الأمريكية طرحت سؤالًا جديًا على نفسها فحواه: كيف تسللت بكين إلى قلب أفريقيا المحروم من كل شيء؟ كيف تسلل هذا الغريب إليها دولة بعد الأخرى دون أن يثير أي ضجيج؟


ما علاقة كل ما سبق بملف ليبيا؟


يرتبط الملف الليبي بقضايا السياسة الخارجية الأمريكية الشائكة من عدة جهات. فالبلد العربي هو صاحب الاحتياطي النفطي المؤكد الأكبر في أفريقيا. فهي من جهة تتوفر على 2.9% من الاحتياطي النفطي العالمي المؤكد، إلى جانب أنها صاحبة رابع أكبر احتياطي من الغاز في أفريقيا أو ما نسبته 0.8% من احتياطي الغاز العالمي.


ليبيا دولة بالرغم من استعار الحرب الأهلية فيها إلا أنها حافظت على إنتاج مليون برميل نفط يوميًا من أجود أنواع النفط في العالم وأقله تكلفة. فهو من جهة مصدر تريد الاستئثار به قدر الإمكان، ويخدمها من جهة أخرى، إلى جانب عموم النفط الأفريقي، في حربها على النفط الإيراني وتعويض النقص في العرض الذي ستسببه العقوبات الأمريكية في السوق العالمية.


شاركت وحدات الطائرات المسيرة الأمريكية في 2016 بمعركة طرد مقاتلي «داعش» من مدينة سرت القريبة من الحقول النفطية الليبية. على الجانب الآخر، لليبيا موقع استراتيجي مهم لقوات الأفريكوم الأمريكية التي تزعم انها تشن حربًا شعواء على هذه التنظيمات في عمق الصحراء الأفريقية، والتي تهدد تدفق النفط من دول خليج غينيا. فموقعها القريب من تلك المنطقة وحدودها المشتركة مع دول مثل تشاد ومالي والنيجر الحدودية مع الجنة النفطية الأفريقية يشكل نقطة مراقبة مهمة، وقاعدة استراتيجية لحماية ورعاية مصالحها.


لذا فإن الاهتمام الأمريكي بالملف السياسي الليبي آخذ في الزيادة في العامين الأخيرين، ربما لإدراكها أهمية ليبيا في سياستها الخارجية على أكثر من جبهة. فبعد أن كانت تعتمد على وكلائها الأوروبيين والعرب لإدارة شؤون الملف السياسي هناك، يبدو أنها باتجاه الأخذ بزمام الأمور بنفسها لتتفرغ لقضاياها الكبرى.


من إعلان الأمين العام للأمم المتحدة في يوليو 2018 عن تعيين القائم السابق بأعمال السفارة الأمريكية في ليبيا نائبًا للمبعوث الأممي إلى ليبيا غسان سلامة، الذي أريد منه الإعلان عن رغبة الولايات المتحدة بأن يكون لها دور أكبر في العملية السياسية الليبية، إلى الإعلان عن عودة قوات الأفريكوم إلى ليبيا الشهر الجاري، وتعيين مبعوثة اممية هي امريكية بالطبع ساهمت في زيادة الفوضى وضللت الليبيين بزعمها دعوة الأطراف إلى إيجاد حل سياسي يتفق الجميع عليه، قيما هي في الواقع لا ترى في ليبيا سوى تحقيق المصالح الامريكية حتى لو تحدثت بلسان الامم المتحدة وصولًا إلى حديث بعض التقارير عن الرغبة الأمريكية بإعادة فتح سفارتها في طرابلس كلها مؤشرات تدل على الاهتمام المتزايد بالوضع الليبي، وعلى الدور المهم الذي ستلعبه ليبيا في السياسة الخارجية الأمريكية أفريقيًا.


ولن يقتصر الدور الأمريكي هناك كما تزعم امريكا على محاربة ما يسميه بالإرهاب فقط. فهي بحاجة لإنهاء الصراع السياسي الليبي أكثر من أي وقت مضى. وبحاجة لوضع حد لشركائها وحلفائها الأوروبيين أو العرب الذين تتعارض مصالحهم باستمرار في ليبيا ما قد يعطل سير الاستراتيجية الأمريكية بالنسبة للقارة الأفريقية.


وعليه فإن الموقف الأمريكي يعنى بالوضع السياسي في ليبيا بقدر ما يخدم مصالحه في القارة الأفريقية عمومًا. وفي إطار الأهداف الاستراتيجية الخارجية الأمريكية المعلنة. لن تتدخل أمريكا في ليبيا لتسوية العملية السياسية فقط نزولًا عند رغبة الأصدقاء. فالوضع الليبي أصبح يعيق أو يؤثر على مسارها في تطبيق أولوياتها في المنطقة وهي السيطرة على النفط كاولوية مطلقة للسياسة الامريكية تجاه ليبيا .

©2024 Afrasia Net - All Rights Reserved Developed by : SoftPages Technology