افراسيانت - زكريا شاهين - في لقاء ضم نخبة من المحللين السياسيين والمهتمون بشؤون المنطقة وبعد مناقشات مستفيضة, خلص المتواجدون الى تقرير حالة ثابتة في التعامل الامريكي ومن يتحالف مع هذا التعامل يقول " إنّ شنَ أي حرب يحتاج إلى سبب مقنع وذريعة، وفي حال غياب مثل هذه الذريعة المقنعة يتم اختراعها لا بل اختراع سلّة ذرائعية عميقة، إنه شيء في غاية السهولة، حيث يتم استبدال الحقائق بالأكاذيب، ولا يمكن التخلص من مزاعم استخدام سوريا للأسلحة الكيماوية بهذه البساطة، فتكرار هذه المزاعم يجعل الناس كما ذكرنا أنفاً يصدقونها.
ياتي هذا قيما تقول منظمة الاسلحة الدولية انها نعنزم التحقيق في هجوم محتمل بغاز الكلور في حلب.
فقد أعلن رئيس منظمة حظر الأسلحة الكيميائية أحمد أوزومجو أن المنظمة ستجري تحقيقا حول ما يشتبه في أنه هجوم بغاز الكلور في منطقة تسيطر عليها المعارضة المسلحة في مدينة حلب السورية.
وقال أوزومجو للصحفيين في سيئول حيث يشارك في منتدى أمني "التقارير الأخيرة عن استخدام الكلور مزعجة" في إشارة إلى الهجوم في حلب.
وأضاف أن المنظمة ستستخدم كل السبل المتاحة للتحقيق في المزاعم عن استخدام الغاز السام في الهجوم وتقديم النتائج إلى الدول الأعضاء باتفاقية الأسلحة الكيميائية.
وقد سبق وان أصدرت لجنة تحقيق أممية تقريرا قبل أيام، يتهم أطراف الصراع في سوريا باستخدام أسلحة كيميائية خلال العامين الأخيرين.
ولاعطاء الحيادية المزعومة على التقرير بعد اتهام الحكومة السورية , قال التقرير وبسطر مختصر بأن تنظيم "داعش" الإرهابي متورط باستخدام السلاح الكيميائي في ريف حلب يوم 21 أغسطس/آب عام 2015.
والمعلوم ان الحكومة السورية وافقت في سبتمبر/أيلول عام 2013 على تسليم أسلحتها الكيميائية إلى المجتمع الدولي بغية التخلص منها في إطار اتفاق بين موسكو وواشنطن , فيما تم تسليم هذه الاسلحة عبر عدة دول شاركت في نقلها والاشراف على اتلافها.اذن ؟ ما الذي يحدث حتى تثار هذه القضية من جديد؟
قبل الاتفاق على تسليم الكيمياوي السوري , كان من المرجح اننا امام تطبيق وشيك للسيناريو الذي جرى استخدامه لتبرير حصار العراق ومن ثم غزوه، وهو السيناريو الذي ارتكز بداية على استخدام الاسلحة الكيماوية في ضرب بلدة حلبجة الكردية ومقتل اكثر من خمسة الاف شخص واتهم النظام العراقي بالمسؤولية عنه من قبل الغرب.
حي البياضة في حمص قد يكون ‘حلبجـــة ســــورية’ وبشـــار الاسد ربما يكون صدام حسين الجديد، فعملية جمع الادلة بدأت تتكثف على قدم وساق، لتبرير وشرعنة اي تحرك عسكري يبدو وشيكا.
لكن الامر مختلفا هذه المرة .فوفقا لما استنتجه المجتمعون الذين تحدثنا عنهم بداية.
ان عنصر الاختلاف الذي قد قلب كل هذه الحسابات ان نظام صدام حسين عندما واجه الحصار ومن ثــــم الحرب، كان يقف وحده دون اي اصدقاء عرب او روس (دعم الشعب العربي لا يكفي وقصفه لاسرائيل باربعين صاروخا لم تشعل الشارع مثلما اعتقد) ، اما نظام الاسد فيحظى بدعم روسيا وايران وحزب الله ودول البريكس (الهند والصين وجنوب افريقيا والبرازيل).
وكما فعل رموز هذا المجمّع الحربي الأمريكي في الماضي القريب، وعبر كذب بوش وديك تشيني وكولن باول وجورج تنت، ولم يكن العراق يملك أسلحة دمار شامل، وكان انجازهم الوحيد والأوحد هو تدمير العراق، واعادته الى العصر الحجري وقتل صدّام حسين. من حقنا أن نطرح التساؤل التالي: هل حرب أميركا على العراق حسّنت الموقع الأمني الأستراتيجي الشامل للولايات المتحدة؟! وهل دفعت المسلمون وغيرهم الى حبّها؟! والجواب باعتقادي لا يحتاج الى عناء وتردد والتدليل على صحة ومضمون الجواب بالنفي المطلق.
انّ الادارة الامريكية والمجمّع الأمني الأستخباري والمجمّع الصناعي الحربي، مارسوا لغة تلفيقية ازاء استخدام الأسلحة الكيماوية,وبغض النظر عن قناعتنا بانه من الضروري عدم استخدام هذه الاسلحة المحرمة دوليا فاننا نتساءل .
الم تستخدم واشنطن القنابل الفوسفورية الحارقة في هجومها على الفلّوجة في العراق اثناء الحرب؟ ألم تلقي طائرات سلاج الجو الأمريكي الحربي أطناناً من القنابل المختلفة ومنها العنقودية وغيرها؟ ألم تلقي طائراتهم أطناناً من اليورانيوم المنضّب و \ أو العامل البرتقالي على العراق وقبل ذلك على فيتنام؟.