افراسيانت - وضعت إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما خيار شن حرب إلكترونية على المنشآت النووية الإيرانية فوق الطاولة لاستخدامه وقت الحاجة في سياسة تتبع منهج الباب الدوار.
وكشف كتاب صدر مؤخرا تحت عنوان “العد التنازلي نحو اليوم صفر” تفاصيل دقيقة عن السياسة المزدوجة التي أقرها الرئيس الأميركي باراك أوباما في تعاطي إدارته مع الملف النووي الإيراني.
وتتحدث الكاتبة الأميركية كيم زيتر، التي كانت تعمل كمراسلة لمجلة “وايرد” الإلكترونية، عن فيروس “ستوكسنيت” الذي وافق أوباما على استخدامه لمهاجمة المنشآت النووية الإيرانية في نطنز، في الوقت نفسه الذي وافق فيه أيضا على الدخول في مفاوضات مباشرة مع الإيرانيين للتوصل إلى اتفاق نهائي حول ذات الملف.
وتستأنف المفاوضات الأربعاء المقبل بلقاء وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف ووزير الخارجية الأميركي جون كيري في جنيف.
وتقول زيتر، إنه في عام 2009 قدم الرئيس الجديد حينها باراك أوباما يده حاملا غصن الزيتون إلى إيران قائلا “نحن هنا للبحث عن طريقة جديدة للعمل معا تقوم على الاحترام المتبادل”، وفي نفس الشهر أقر أوباما استمرار الهجمات الإلكترونية التجسسية التي بدأتها إدارة جورج بوش الابن.
ويبدو أن وتيرة الهجمات الإلكترونية على المنشآت النووية الإيرانية تصاعدت في عدة مناسبات. وفي 22 يونيو 2009، اليوم الذي أعلن فيه رسميا عن فوز المرشح آنذاك عن تيار المحافظين محمود أحمدي نجاد بالرئاسة كانت نسخة جديدة من فيروس ستوكسنيت الأميركي تهاجم أجهزة الكومبيوتر الإيرانية.
وتقول زيتر إن من بين هذه المناسبات تراجع إيران عن تنفيذ خطة في يناير 2010 كان من المفترض بموجبها أن ترسل اليورانيوم منخفض التخصيب الذي بحوزتها إلى روسيا وفرنسا، من أجل رفع درجة تخصيبه في الداخل.
وتضيف “في يوم 25 من الشهر نفسه أطلقت وحدة التجسس الإلكتروني الأميركية نسخة محسنة من الفيروس لم تصب اجهزة الكومبيوتر الإيرانية قبل يوم 23 مارس، الذي توافق مع إرسال أوباما برقية إلى طهران للتهنئة بمناسبة العام الفارسي الجديد”.
لكن المبرمجين الأميركيين لم ينتبهوا إلى أن فيروس ستوكسنيت أخذ في الانتشار في العالم، وأن هذا الانتشار كان جزءا من هجوم أميركي إسرائيلي على الإيرانيين.
ويقول الكاتب الأميركي ديفيد اغناتيوس في مقال نشرته “واشنطن بوست” إن سلاح ستوكسنيت كان أحد الأسباب الرئيسية التي دفعت الإيرانيين إلى فتح قنوات اتصال سرية عام 2012 والقبول بالدخول في مفاوضات مباشرة حول ملفهم النووي.
وأوضح أن المفاوضين الإيرانيين طرحوا هجمات ستوكسنيت على طاولة المفاوضات، لكنهم أيقنوا أن الأميركيين مازال لديهم الكثير إذا ما فشلت تلك المفاوضات.
ولا يتحدث الجانبان عادة عن التهديدات التي تحيط بملف المفاوضات، لكن البلدين يدركان حقيقتها جيدا ويعملان في ذات الوقت على الاستعداد للدخول في مواجهة محتملة.