واشنطن - افراسيانت - فاز كتاب يتهم إسرائيل بالحاق اصابات بالغة تتسبب بعاهات دائمة لمواطنين فلسطينيين ضمن إستراتيجيتها لاستمرار السيطرة عليهم، بجائزة من "الجمعية الوطنية لدراسات النساء".
وفاز الكتاب الذي ألفته الأستاذة في جامعة روتجرز (نيوجيرزي) جاسبير باوير وجاء عنوان "الحق في التشويه الجسدي: القدرة على الإضعاف، تحييد المقدرة والإعاقة" بجائزة "أليسون بيبميير" المرموقة.
وتقول الكاتبة، البرفسور، باوير في الكتاب الذي نشر العام الماضي انه "بالإضافة إلى قتلها الفلسطينيين، فإن إسرائيل تشوههم بشكل مقصود، من أجل الحفاظ على سيطرتها عليهم".
وكتبت باوير وهي من أصول تعود الى جنوب شرق آسيا "إلى جانب الحق في القتل (قتل الفلسطينيين) ، لاحظت وجود منطق تكميلي طويل في الحسابات التكتيكية الإسرائيلية للحكم الاستعماري الاستيطاني ، وهو خلق الأذى وجعل السكان الفلسطينيين يعانون من الإعاقة بشكل دائم، من أجل السيطرة عليهم، حيث تظهر الأدلة أن قوات الجيش الإسرائيلية تتبع نمطًا واضحًا منذ عقود باستخدام الرصاص الحي لتشويه (الضحية) بدلاً من القتل".
يشار إلى أن قناصة جيش الاحتلال الإسرائيلي قتلوا أكثر من 200 فلسطيني، بينهم أطفال ونساء وصحفيين ومسعفين وغيرهم ، وجرحوا عشرات الآلاف من الفلسطينيين في مظاهرات العودة السلمية التي تنظم في قطاع غزة المحاصر كل يوم جمعة منذ يوم 30 آذار الماضي، وأن مئات المصابين منهم يعانون من اعاقات دائمة.
ووصفت "مطبعة جامعة ديوك" (في مدينة دورهام، بولاية كارولاينا الشمالية) التي نشرت الكتاب، المادة المنشورة بالقول أن "الدولة الإسرائيلية تعتمد على الأطر الليبرالية للإعاقة، لإخفاء وتمكين الوهن الجماعي لأجساد الفلسطينيين".
وباوير هي أستاذ "الدراسات النسائية والنوع الاجتماعي"، وهي من أشد مؤيدي حركة المقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات ضد إسرائيل ( BDS ) وأثارت جدلاً عام 2016، حين قالت في خطاب لها بأن إسرائيل تستولي على أعضاء بعض القتلى الفلسطينيين.
وقد هنأت إدارة شؤون المرأة ودراسات النوع الاجتماعي في جامعة روتجرز البرفسور باوير على الجائزة، فيما اتهم بعض النقاد الكاتبة النشطة بمعاداة السامية، ووصفوا الكتاب بأنه يروج لخرافة "فطير صهيون" أو بـِ "فرية الدم" التي تُلصق باليهود "أكاذيب استفزازية، مثل أن لدى اليهود طقساً دينياً يحتاجون لإتمامه إلى دم طفل أو شاب مسيحي. وهذا الدم يُخلط بعجين الفصح اليهودي (الماتزوت)، ويُقدم في احتفال خاص بهذا العيد، وهي الخرافة التي تعود إلى منتصف القرن الثاني عشر، عندما بدأ اليهود يصورون في أوروبا على أنهم مرابين نشطين وذوي حضور مالي، وتحولوا في المخيلة الشعبية، وفي لغة العامة، إلى /مصاصي دماء/. وساعد في رسم هذه الصورة مخزون الذاكرة المسيحية المملوء بالكراهية لليهود، لأنهم "قَتَلة المسيح".
وكانت باوير قد ألقت في 3 شباط 2016 ، محاضرة في "كلية فاسار" الشهيرة في ولاية نيويورك تحت عنوان "الحياة اللاإنسانية: لماذا فلسطين مهمة" قدمت خلالها عدة اتهامات للاحتلال الإسرائيلي وسياسته تجاه الفلسطينيين. وقالت باوير في تلك المحاضرة بان اسرائيل تنتهج سياسات متعمدة "لتشويه" و "تقزيم" الشعب الفلسطيني كوسيلة لشل الفلسطينيين من الناحية البيولوجية، لإضعاف قدرتهم على مقاومة الاحتلال الإسرائيلي مع إبقائهم كعمال أو موضوعات للتجارب الإسرائيلية.