ضغوط غربية تنجح في تمرير اسم محمد البرغثي لتولي حقيبة وزارة الدفاع في تشكيلة حكومة الوفاق المنتظرة.
افراسيانت - الجمعي قاسمي - تونس - قالت مصادر ليبية مُقربة من المجلس الرئاسي الذي مدد إقامته بالصخيرات المغربية، إن عقدة حقيبة الدفاع التي تحول دون التوصل إلى تشكيلة حكومة الوفاق قد حُلت، بضغوط غربية لتسهيل التدخل العسكري الذي ارتفعت مؤشراته على وقع تواتر الحديث حول اقتراب بوارج حربية أميركية من السواحل الليبية.
وكشفت لـ”العرب” أن أعضاء المجلس الرئاسي الليبي توافقوا خلال جلسة عُقدت ليلة الاثنين-الثلاثاء على تسمية محمد البرغثي وزيرا للدفاع في حكومة الوفاق التي يُنتظر الإعلان عنها يوم الجمعة القادم تمهيدا لعرضها على البرلمان المُعترف به دوليا لمنحها الثقة.
وأوضحت أن هذا التوافق جاء بعد ضغوط مورست على أحمد معيتيق ممثل مصراتة، وعلى محمد العماري المحسوب على الجماعة الليبية المقاتلة، وعلى عبدالسلام كجمان المحسوب على الإخوان الذين سعوا إلى تعطيل أي اتفاق يستبعد إسناد حقيبة الدفاع إلى شخصية مقربة منهم.
وبحسب مصادر “العرب”، فإن تلك الضغوط نجحت في تراجع معيتيق والعماري وكجمان عن مواقفهم، والسماح بتمرير اسم محمد البرغثي، وذلك في سياق مقايضة بمنح حقيبة الداخلية إلى أحد المقربين منهم.
وتولى محمد البرغثي الذي كان قائدا في القوة الجوية خلال فترة حكم العقيد الراحل معمر القذافي، وزارة الدفاع الليبية لعدة شهور في حكومة علي زيدان، وذلك قبل أن يستقيل من منصبه في السابع من مايو من العام 2013.
وربط مراقبون تلك الضغوط الغربية بقرب التدخل العسكري في ليبيا الذي بدأ العد العكسي لتنفيذه على ضوء تواتر أنباء حول اقتراب بوارج حربية أميركية من السواحل الليبية تمت مشاهدتها من المياه الإقليمية التونسية قبالة مدينة جرجيس بالجنوب الشرقي التونسي.
وقال الناشط السياسي التونسي المحامي حسين الزرقي في اتصال هاتفي مع “العرب” إن الحديث عن تلك البوارج الحربية الأميركية تردد أمس بشكل لافت بين أهالي مدينة جرجيس، وذلك بعد أن أكد عدد من البحارة مشاهدتهم لتلك البوارج وعددها ثلاث في عمق المياه الدولية في اتجاه السواحل الليبية.
ورجحت مصادر دبلوماسية وعسكرية عربية وغربية مقيمة بتونس أن تبدأ أولى الضربات الجوية الغربية في ليبيا في منتصف شهر مارس المقبل. وقالت لـ”العرب” إن مؤشرات ذلك تبدو جلية من خلال التحركات العسكرية المصرية وقبلها التونسية المرتبطة بتطورات الوضع في ليبيا.