افراسيانت - لا يزال الحدث الأبرز والأكثر مناقشة في وسائل الإعلام التركية هو تدهور العلاقات مع روسيا بعد إسقاط أنقرة للطائرة العسكرية الروسية داخل الحدود السورية.
وبحسب صحيفة "زمان" المحلية فإن هذا الحادث قد لا يؤثر سلبا على العلاقات التركية الروسية وحسب، بل وقد يضر بمصالح أنقرة في المحافل الدولية وكذلك علاقات تركيا مع الدول التي تربطها علاقات وثيقة مع روسيا.
وليس من المتوقع أن تتطور الأزمة الحالية بين أنقرة وموسكو لتتحول إلى صراع عسكري، على الرغم من أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وصف الحادث بـ "طعنة في الظهر".
وبصرف النظر عن العقوبات الاقتصادية التي أعلنتها موسكو، يبدو أن تركيا قد تتعثر بمشاكل في المنظمات الدولية التي يمكن أن تضغط عليها في قضايا السياسة الخارجية، مثل إيجاد حل لمشكلة قبرص.
وأضافت الصحيفة التركية: "إذا حكمنا، من خلال تصرفات روسيا والبيانات من الدول المتحالفة معها، فعلى ما يبدو قد تواجه تركيا أيضا مشاكل خارج موسكو في علاقاتها الثنائية، بما في ذلك مع معظم الجمهوريات السوفيتية السابقة، والتي كان تقليديا على علاقات جيدة مع أنقرة. وحتى بعض بلدان آسيا الوسطى، ذات العلاقات العرقية مع تركيا، قد تضطر إلى إعادة ضبط علاقاتها خوفا من غضب روسيا".
"موسكو ستلعب بالنار إذا حثت حليفتها أرمينيا على إعادة تفعيل حرب ناغورني كاراباخ مع حليفة تركيا أذربيجان"، هذا ما جاء في التقرير الذي أعده معهد واشنطن لسياسة الشرق الأوسط مؤخرا، والذي حمل عنوان "كيف ستؤثر الأزمة بين تركيا وروسيا على علاقات أنقرة مع حلف شمال الاطلسي؟" بقلم السفير الأمريكي السابق لدى تركيا جيمس جيفري والباحث التركي سونر كاجابتاي.
وقامت روسيا مؤخرا بتحشيد مروحيات هجومية وأخرى للنقل في قاعدتها في أرمينيا. وذكرت وكالة "نوفوستي" الروسية، أنه تم نشر ما مجموعه سبع طائرات هليكوبتر MI-24 و Mi-8 في القاعدة قرب يريفان، وسوف يتم تسليم أكثر من دفعة قبل نهاية عام 2015، وفق وزارة الدفاع الروسية. علما أن لدى روسيا أيضا قاعدة عسكرية في غيومري، في شمال غرب أرمينيا بالقرب من الحدود التركية.
وطرحت صحيفة "زمان" سؤالا، جاء فيه "ما نحن بصدد القيام به، إذا ضغطت روسيا على أذربيجان؟" وأشارت الصحيفة إلى أن واردات الغاز الطبيعي من أذربيجان قد ستصبح بديلا للغاز الروسي اذا قطعت موسكو غازها كجزء من التدابير الجديدة، لكنه لن يكون من السهل على أذربيجان الخروج من منطقة نفوذ موسكو.
وأضافت الصحيفة أن الحصول على الغاز من إيران أوإسرائيل أو مصر سيكون مشكلة أيضا، حيث أن "عدد البلدان التي نحن نعاديها آخذة في الازدياد".
وبعد إسقاط الطائرة الروسية، بدأت بلدان آسيا الوسطى، مثل الجمهورية السوفيتية السابقة قيرغيزستان، مناقشة إلغاء اتفاق دخول الموطنين دون تأشيرة مع تركيا. وقال نائب رئيس وكالة السياحة القيرغيزية مخايل كيم الاسبوع الماضي إن بلاده ستعيد النظر في نظام التأشيرة الحرة مع تركيا بسبب وجود عدد كبير من ألأشخاص الذين هم أعضاء في جماعات إرهابية ويعيشون في تركيا. وبحسب إحصائيات لجنة الأمن القومي في قيرغيزستان هناك أكثر من 600 مواطن قرغيزي يقاتلون في سوريا مع تنظيم "داعش".
وعلى الرغم من وجود وجهات نظر متعارضة تماما بشأن عدد من قضايا السياسة الخارجية، لكن إسقاط الطائرة قد أدى إلى بداية التحول في السياسة الروسية بشكل شامل وكبير تجاه تركيا، ومن المرجح أن تستمر القطيعة بين البلدين حتى لو خفت حدة التوتر حول الطائرة.
المصدر: "زمان"