افراسيانت - حملت الصحافة الإسرائيلية الصادرة، اليوم السبت، تأكيد جنرالين إسرائيليين كبيرين على أن القوة لن تجدي في إنهاء انتفاضة الشعب الفلسطيني، واقتراحهما عدة بدائل أخرى. في حين أبرزت الصحف أيضا مخاوف يهود أوروبا والولايات المتحدة من تأثرهم بما يجري بالأراضي الفلسطينية.
وعرض كاتب بصحيفة معاريف رؤية رئيس أركان الجيش السابق بيني غانتس الذي زار منطقة المستوطنات القريبة من قطاع غزة، وشن هجوما لاذعا على الحكومة.
ونقل الكاتب عن غانتس قوله "يجب البحث عن حل سياسي مع الفلسطينيين. الإسرائيليون لا يستطيعون البقاء رهائن بين مستقبل مجهول بهذه المنطقة المشتعلة، أمامنا أرييل شارون فهم ذلك وانسحب من قطاع غزة، ولدينا إيهود باراك رفض أن تبقى إسرائيل رهينة في جنوب لبنان فانسحب أيضا".
في السياق نفسه، تساءل الرئيس السابق لدائرة محاربة "الإرهاب" بمكتب رئيس الحكومة عن أسباب فشل إسرائيل في وضع حد للانتفاضة، واعتبر الجنرال نيتسان نوريئيل أنها منيت بأضرار كبيرة "سواء على الصعيد العملياتي العسكري" أو من ناحية ردود الفعل الدولية المنددة بتصرفاتها.
وكتب نوريئيل بمجلة إسرائيل ديفينس أن "كل ما يصدر عن بعض الأوساط السياسية من أن زيادة الحدة في إطلاق النار على الفلسطينيين قد تساهم بتهدئة الأوضاع غير دقيقة، بل العكس هو الصحيح، لأن أي سقوط لقتلى فلسطينيين سوف يساهم بإشعال الوضع الميداني".
ورأى أن الإجراءات المتخذة ضد عائلات منفذي العمليات الفلسطينية مثل سحب الهويات لن تجدي أيضا، لكنه اقترح إبعاد هذه العائلات إلى قطاع غزة لمدة سنة أو سنتين. ودعا الساسة الإسرائيليين إلى عدم التدخل "في تفاصيل عمل المستوى العسكري الميداني".
مخاوف يهود العالم
كتب آرييه ميكل بصحيفة هآرتس أن شكاوى عديدة وصلت إلى الحكومة مؤخرا بشأن تزايد مخاوف يهود أوروبا من تأثير الوضع الأمني بالأراضي الفلسطينية على وجودهم هناك، وتعامل الأوروبيين معهم.
وكان آخرها شكوى تقدم بها يهود البلقان الذين عقدوا مؤتمرهم السنوي العام الأيام الأخيرة بمدينة فيترواباتش، وعبروا خلاله عن "تزايد مظاهر كراهية سكان البلقان لليهود وإسرائيل". لكن بالرغم من ذلك يستبعد هؤلاء خيار الهجرة إلى إسرائيل، وفق الصحيفة.
وأشار الكاتب إلى انتشار هذه التأثيرات في الولايات المتحدة أيضا، حيث وجد سكان مدينة ديترويت قبل أيام لافتة كبيرة في شارع رئيسي كتب عليها "أميركا أولا، ولا إسرائيل" مع إشارة على اللافتة إلى أنها بتمويل من منظمة "تذكروا دير ياسين".
وتحدث المقال أيضا عن اتساع رقعة المقاطعة الدولية لإسرائيل بسبب الأحداث الأخيرة، وقال إنها لم تعد تقتصر على الفنانين والأكاديميين بأنحاء العالم، حيث طالبت حركة المقاطعة الدولية لإسرائيل (بي دي إس) من نقابات الطهاة في أنحاء العالم بعدم المشاركة بمؤتمر يخص مهنتهم سيعقد في تل أبيب الأيام المقبلة.
من ناحية أخرى، تحدثت صحيفة معاريف عن اتساع العنصرية الإسرائيلية ضد الفلسطينيين لتصل إلى الحافلات العامة وملاعب كرة القدم وأماكن التسوق. وقالت إن سائقين بشركة "أفيكيم" الإسرائيلية للحافلات في تل أبيب رفضوا السماح لركاب فلسطينيين بالصعود إلى حافلاتهم.
وفي السياق نفسه، أرجئت مباريات لكرة القدم بين اللاعبين اليهود والعرب في سن 13 عاما بمدينة اللد (داخل الخط الأخضر) حيث قرر الفريق العربي عدم المشاركة بسبب النداءات العنصرية للمشجعين اليهود، فضلا عن تهديدات بالاعتداء على اللاعبين العرب، وفق صحيفة معاريف.