افراسيانت - ذكرت صحيفة "يديعوت احرونوت" العبرية ان احد المسؤولين الاسرائيليين الكبار رد باستخفاف على تهديدات الرئيس الفلسطيني محمود عباس بالاعلان عن استقالته وعن الغاء اتفاقيات اوسلو، خلال خطابه المرتقب امام الامم المتحدة.
وقال المسؤول ان "الفلسطينيين ليسوا في الموضة الان في الأمم المتحدة وما يفعله ابو مازن هو مجرد استعراض ففي كل مرة لا يحصلون فيها على ما يريدون يهددون بالقفز من أعلى الجرف". وقال هذا المسؤول انه "اذا الغى ابو مازن اتفاقيات اوسلو فانه سيسبب الضرر اولا للفلسطينيين، وسيعيدهم سنوات الى الوراء".
وحسب مسؤولين اسرائيليين اخرين فان "لدى ابو مازن الكثير مما سيخسره، لان الفلسطينيين يتعلقون جدا بالتعاون الامني مع إسرائيل ويعرفون جيدا انه من دونه ستقوم حماس بإسقاطهم خلال عدة اسابيع، ولهذا فان ما يفعلونه هو استفزاز ولن يحسن من اوضاع الفلسطينيين بتاتا، تماما كما لم يساعدهم ترقية السلطة الى دولة مراقبة في الامم المتحدة قبل ثلاث سنوات"موضحا " ابو مازن يبحث عبثا عن طريق للعودة الى الرأي العام الدولي لأن العالم كله ينشغل الان باللاجئين السوريين وبايران ولم يعد احد يهتم بالفلسطينيين".
وتزعم جهات اسرائيلية ان تهديدات ابو مازن بالاستقالة وبتفكيك السلطة الفلسطينية نابعة اولا من معايير سياسية داخلية، ومن الاحباط في اعقاب الجمود السياسي.
وقالت"هآرتس" ان السلطة الفلسطينية تستعد لمعركة سياسية واسعة على الحلبة الدولية، استعدادا لخطاب الرئيس محمود عباس امام الهيئة العامة للأمم المتحدة في نهاية الشهر.
وقال مسؤولون فلسطينيون ان الخطاب سيشكل مفترق طرق في العلاقات بين السلطة ومنظمة التحرير واسرائيل والمجتمع الدولي. وحسب التقديرات فان عباس سيعلن التحرر من اتفاقيات اوسلو وتفكيك السلطة الفلسطينية لكن هناك من يعتقدون في رام الله حسب الصحيفة ان هذا الحديث هو مجرد محاولة للضغط على المجتمع الدولي كي يتخذ تدابير من اجل تذويب الجمود السياسي.
وتضيف"هآرتس" ان عباس يسعى للوصول الى الامم المتحدة مزودا بسلسلة من القرارات التي سيتم الاجماع عليها بين كل الفصائل الفلسطينية، ولذلك فقد دعا الى عقد المجلس الوطني الفلسطيني في الاسبوع القادم.
وتقدر جهات في رام الله للصحيفة ان سلسلة القرارات التي يريد عباس حملها الى الامم المتحدة تشمل خطوات دراماتيكية في كل ما يتعلق بمنظومة العلاقات مع اسرائيل، وليس مجرد تهديدات وتصريحات.
وحسب المصادر فان الرئيس عباس سيطلب مناقشة وقف التنسيق الامني مع اسرائيل والغاء اتفاقيات اوسلو وملاحقها، بما في ذلك اتفاقية باريس الخاصة بالعلاقات الاقتصادية بين الجانبين.
وقال مسؤولون في منظمة التحرير وفي اللجنة المركزية لحركة فتح ان هذه الامكانية مطروحة على الطاولة، لكنه لم يتم اتخاذ قرارات بعد. وحسب اقوالهم فان عباس يحاول تمرير رسائل الى اسرائيل والمجتمع الدولي خاصة الولايات المتحدة واوروبا، مفادها انه لا يمكن مواصلة الجمود الى ما لا نهاية او حتى يتم استبدال رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، ولذلك لا مكان لمواصلة التمسك بالسلطة ويجب اعادة العجلة الى الايام التي كان المجلس الوطني ومؤسسات منظمة التحرير يتولون فيها مهام قيادة الشعب الفلسطيني.
وقال عضو اللجنة التنفيذية احمد مجدلاني ان إسرائيل خرقت التزاماتها في اتفاق اوسلو الذي يعتبر اصلا اتفاقا مرحليا كان يجب ان ينتهي منذ سنوات باعلان الدولة الفلسطينية على اساس حدود 67. واضاف في حديث لصحيفة "هآرتس": "اسرائيل خرقت سلسلة الالتزامات بشكل فظ، بدء من اتفاقيات اوسلو وحتى التفاهمات الاخيرة بشأن اطلاق سراح قدامى الأسرى، ووقف البناء في المستوطنات، ووقف الاعتداءات اليومية على الجمهور الفلسطيني. غياب الافق السياسي يقودنا الى اتخاذ قرار يحررنا من الالتزام بتلك الاتفاقيات"