البرلمان الليبي يجهز البدائل: مجلس عسكري يتولى السلطة مؤقتاً إذا فشلت جلسات الحوار الجارية في جنيف.
افراسيانت - بنغازي (ليبيا) - العرب اون لاين - قالت مصادر خاصة لـ”العرب” إن البرلمان الليبي المعترف به دوليا بدأ يتحسب لما بعد فشل الحوار حول حكومة الوفاق الوطني الذي يقوده المبعوث الأممي برناردينو ليون، وذلك في ظل استجابة ليون لضغوط الميليشيات المرتبطة بجماعة إخوان ليبيا.
يأتي هذا في ظل تسريبات عن إمكانية الإعلان عن تكليف مندوب ليبيا السابق في الأمم المتحدة عبدالرحمن شلقم برئاسة حكومة الوفاق.
وكشفت عن أن البرلمان وقبائل المنطقة الشرقية قاما بإجراء مصالحة لحل الخلافات بين اللواء خليفة حفتر قائد الجيش ووزير الدفاع مسعود أرحومة وقادة المحاور العسكرية في بنغازي، وتم اتخاذ قرار بتشكيل قوة عسكرية جديدة لتحرير بنغازي في أسرع وقت ممكن لاستباق هذه التطورات.
وأفاد مصدر سياسي ليبي لـ”العرب” أنه تم عقد لقاءين في مدينة الأبيار والبيضاء حضرهما وزير الدفاع واللواء خليفة حفتر وكبار الضباط وأعيان القبائل في المنطقة الشرقية، لافتة إلى أنه تم الاتفاق على إعادة تهيئة الجيش وتشكيل مجلس عسكري يتولى السلطة مؤقتا في حال فشل المفاوضات الجارية حاليا في جنيف.
وأثارت خطوات ليون الأخيرة غضب برلمانيين ليبيين، حيث اتهموه بأن همه الوحيد الاستجابة لكل مطالب المؤتمر الوطني المنتهية ولايته، وكانت القطرة التي أفاضت الكأس اجتماعه بمجموعة من فجر ليبيا والإسلاميين المتشددين في تركيا ثم إشراك عبدالرحمن السويحلي أحد الثلاثة المتهمين بجرائم حرب من طرف مجلس الأمن، وهي خطوات دفعت البرلمان إلى التفكير في بدائل في حال فشلت المفاوضات.
ومع اقتراب نهاية المهلة المحددة لإعلان تشكيل الحكومة، بدأت دول مؤثرة في الملف الليبي تمارس ضغوطها على الفرقاء للقبول بالمشاركة في الحكومة التي قد يعلن عنها المبعوث الأممي قريبا.
وأكدت معلومات مسربة أن هناك تغيرا في الموقف المصري نظرا لعدم قدرة الجيش الليبي على حسم معركة بنغازي قابلته مرونة في الموقف التركي وذلك بضغط أنقرة على الميليشيات الإسلامية المرتبطة بها للقبول بحكومة الوفاق.
وذكرت المعلومات أن الولايات المتحدة والدول الأوروبية المعنية بالملف الليبي تدعم تشكيل حكومة وفاق وطني برئاسة عبدالرحمن شلقم المرشح المدعوم من إيطاليا.
ويلقى شلقم، وهو وزير سابق للخارجية في عهد القذافي، معارضة من الميليشيات الإسلامية ومن ورائها قطر التي سبق أن قالت إنها تقدم المال والسلاح للميليشيات وتحاول التدخل في أمور لا تعنيها.
وبالإضافة إلى شلقم، تضم قائمة المرشحين لرئاسة الحكومة أسماء من بينها مصطفي الهوني، أبو بكر بعيرة، عزوز الطلحى، ضو بوضاوية، عارف النايض، عبدالسلام عبدالجليل، نبيل الغدامسي، ومحمد عبيد.
ومن المتوقع أن تعقد الأسبوع المقبل ابتداء من الأربعاء جلسات جديدة للحوار الهادف إلى إعلان حكومة وحدة وطنية تقود مرحلة انتقالية تمتد لعامين وتنتهي بانتخابات تشريعية.
ويبدو أن التنازلات التي قدمها ليون لم ترض قيادات المؤتمر المنتهية ولايته، فقد توعد رئيس المؤتمر نوري أبوسهمين بمقاضاة بعثة الأمم المتحدة إلى ليبيا على خلفية قيامها منفردة بوضع ترتيبات لعقد لقاءات مع ضباط وقادة جماعات مسلحة.
وقال أبوسهمين في رسالة وجهها إلى ليون إن الاجتماعات التي تعقد مع بعثة الأمم المتحدة دون موافقة المؤتمر “خارج الشرعية”.
وأضاف “نتفاجأ ويتناهى إلى مسامعنا قيامكم بترتيبات مسبقة لعقد لقاءات واجتماعات مع بعض ضباط رئاسة الأركان العامة وقادة من الثوار حسب اختياركم (…) من دون أي مراعاة لأدنى حدود من المسؤولية القانونية والأخلاقية التي تتطلب الترتيب والإذن المسبق عن طريق فريق الحوار”.
وتابع أبوسهمين “تصرفاتكم هذه والمتكررة سنضطر معها وبموجب القانون إلى اتخاذ كافة الإجراءات القانونية على المستوى المحلي والدولي بما فيها رفع دعاوى أمام القضاء المختص ضد بعثتكم”.
وقال مراقبون إن هجوم أبوسهمين على ليون يأتي في سياق الضغط لتحسين شروط التفاوض والحصول على المزيد من المكاسب خاصة بعد سلسلة التنازلات التي قدمها المبعوث الأممي لفائدة المؤتمر والميليشيات المرتبطة به.
ولم يستبعدوا أن يكون هذا الهجوم محاولة استباقية لمنع ترشيح شلقم لرئاسة الوزراء، وهو الذي يجاهر بمعاداة الميليشيات، ووصفها في نص كتبه مؤخرا بالجرذان، مستعيدا الكلمة التي استعملها العقيد الليبي الراحل معمر القذافي في وصف المنتفضين ضده في 2011.
وتراجعت أجواء التفاؤل التي أحاطت بجولة جنيف، وهو ما عكسته تصريحات أبو بكر بعيرة عضو مجلس النواب الليبي وعضو فريق الحوار الذي اعتبر أن بوادر عدم الاتفاق بدأت تظهر مع المجموعة الجديدة الخاصة بالمؤتمر المنتهية ولايته.